مساعدات حزب الله لسوريا بعد الزلزال قوبلت بالتشكيك

بيروت - مثل غيره من أنصار حزب الله في لبنان، لا يخفي حسين أحمد البالغ من العمر 18 عاما استعداده للتوجه إلى سوريا والمساعدة على تخفيف متاعب من تضرروا من الزلزال المدمر الذي شهدته البلاد.
وقال أحمد “الكثير من الرجال الشيعة من جنوب وشرق لبنان وضواحي بيروت الجنوبية، الذين قاتلوا إلى جانب قوات الحكومة السورية” في السنوات الماضية”، هرعوا إلى سوريا للمساعدة في عمليات الإنقاذ”. وأضاف أن أتباع حزب الله لن يترددوا في مساعدة السوريين في معركتهم ضد” المتطرفين” أو في مواجهتهم للكوارث الطبيعية.
وقامت نساء محجبات في شارع صغير في مشارف العاصمة بيروت، وهي منطقة تعتبر مركزا للموالين لحزب الله، بجمع الملابس لإرسالها إلى ضحايا الزلزال في سوريا.
وقالت زينب (طالبة جامعية) “نحن نطلب من الناس التبرع بما يستطيعون تقديمه لمساعدة أشقائهم السوريين، الذين عانوا بما فيه الكفاية في السنوات القليلة الماضية بسبب السياسات الغربية القميئة”.
وقد ضرب الزلزال منطقة شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها أساسا المعارضة، وكذلك مناطق في حلب ومدينة اللاذقية الساحلية، وهي معاقل لمؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد.
ويعتبر حزبُ الله الأسدَ حليفه الرئيسي بعد إيران، ويدعم قوات الحكومة السورية ويقاتل إلى جانبها منذ بدء الانتفاضة ضد حكمه عام 2011.
وقالت رنا الساحلي، المسؤولة في المكتب الصحفي لحزب الله، “أرسلنا الأسبوع الماضي 23 شاحنة إلى اللاذقية وستحمل 29 شاحنة أخرى المزيد من المساعدات إلى حلب”.
وتحمل الشاحنات مواد غذائية وبطاطين ودفايات ومواد طبية سيتم تسليمها إلى محافظ حلب. وأضافت الساحلي أنهم سيرسلون أيضا مكملات غذائية للأطفال، وملابس ومنظفات. وقالت “هذا هو دعمنا للشعب السوري خلال هذا الوقت العصيب”.
وبالنسبة إلى السوريين في المناطق الخاضعة للحكومة، يعتبر حزب الله هو الداعم الرئيسي لهم في المعركة ضد المتمردين. واعتبر حزب الله نفسه أكثر أهمية بعد الزلزال.
وفي اللاذقية قال الكثير ممن يعيشون في الملاجئ إنهم يتوقعون مساعدة حزب الله لهم. وقالت أم ريهام، وهي سيدة من اللاذقية فقدت مسكنها بسبب الزلزال، “بالنسبة إلينا ليس مستغربا تلقينا المساعدة من حزب الله. فهم أشقاؤنا في الحرب والكوارث الطبيعية”.
ومن الواضح أن الكثير من المقيمين في اللاذقية، المؤيدين أساسا للأسد، أثلجت صدورَهم تصريحاتُ مسؤولي حزب الله ودعواتهم لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا.
وكان نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله قد صرح لتلفزيون “المنار” التابع لحزب الله بأن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الحكومة السورية تعوق عمليات الإغاثة والإنقاذ، وهو اتهام تنفيه واشنطن بشدة. وأضاف أن “الإجراءات التعسفية” تنتهك المبادئ الإنسانية الأساسية.
وترى المعارضة السورية، التي تعتبر حزب الله عدوا لدودا لها إلى جانب طهران، أن حزب الله يستغل مأساة السوريين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وقال أحمد رمضان (أحد الشخصيات البارزة في المعارضة السورية) “سوف يستغلون (أعضاء حزب الله وحليفهم بشار) كل وسيلة لمحاولة الكسب من وراء هذه الكارثة الطبيعية التي أضرت بالسوريين في كل المناطق، وذلك لخدمة مصالحهم”.

وأضاف رمضان أن معظم مساعدات حزب الله تتجه أساسا إلى المناطق التي تقيم فيها الميليشيات التي تدعمها إيران والموالية لطهران والحرس الثوري الإيراني. وقال رمضان “سوف يحاول حزب الله خلال هذه الفترة زيادة استغلال الحدود بين لبنان وسوريا لينقل بحرية المزيد من المقاتلين والأسلحة والمخدرات”.
وأضاف أن “حزب الله يسيطر على كل الحدود البرية بين سوريا ولبنان، وله اليد العليا فيها، وكذلك الحدود غير القانونية التي يعمل خلالها مهربو السلع بحرية لمساعدة الاقتصاد السوري المتدهور على حساب الاقتصاد اللبناني”. وقال رمضان “سوف يعمل حزب الله بجد أكبر من أجل استغلال كارثة الزلزال لنقل كل شيء من سوريا وإليها بحرية”.