مسؤول أميركي يتهم حزب الله وإيران بتقويض الدولة اللبنانية

بيروت - اتهم وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل الخميس حزب الله وإيران بتقويض الدولة اللبنانية، مهددا بفرض عقوبات على مسؤولين لم يسمهم، إذا "استمروا في وضع العقبات" التي تحول دون خروج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية.
وقال هيل عقب لقاء مع الرئيس اللبناني ميشال عون، وهو حليف سياسي لحزب الله طالت العقوبات الأميركية زوج ابنته جبران باسيل، إن "إيران تغذي وتمول حزب الله، الذي يتحدى الدولة ويزعزع الحياة السياسية".
وأضاف "حزب الله يراكم الأسلحة الخطيرة ويقوم بالتهريب ودعم الفساد ما يقوض مؤسسات الدولة".
وحمّل هيل الزعماء اللبنانيين المسؤولية عن استمرار الجمود في المحادثات الرامية إلى تشكيل حكومة تعالج الانهيار الاقتصادي، الذي عصف بقوة بسعر العملة المحلية، وحذر من أن "أولئك الذين يواصلون وضع العقبات" يعرضون أنفسهم لإجراءات عقابية، من دون أن يسمي أفرادا بعينهم.
ويعاني لبنان منذ أكثر من عام من أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية في 1990، حيث فقدت عملته ما يصل إلى 90 في المئة من قيمتها، ومما فاقم من المعاناة الانفجار الضخم في مرفأ بيروت في أغسطس وجائحة كورونا.
لكن الفصائل السياسية المتنازعة فشلت في حل خلافاتها وتشكيل حكومة جديدة تحل محل حكومة حسان دياب، التي استقالت بعد انفجار المرفأ في العام الماضي.
وقال هيل إن المحادثات مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 يمكن أن تعزز الاستقرار بالمنطقة، لكنها "ستكون مجرد بداية لعملنا" الذي ستتناول فيه الولايات المتحدة "العناصر الأخرى لسلوك إيران المزعزع للاستقرار".
وصعّدت واشنطن العام الماضي، في إطار حملة ضغوطها على إيران، من العقوبات على حزب الله المتحالف معها، وفرضت عقوبات على وزراء سابقين متهمة إياهم بالفساد وبأن لهم صلة بالجماعة المدعومة من طهران وتصنفها واشنطن إرهابية.
وقال المبعوث الأميركي إن بلاده مستعدة لتسهيل محادثات الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، التي أشار إلى أنها ستعود بالنفع على الاقتصاد اللبناني الذي يعاني أزمة شديدة الوطأة.
وبينما تعهد هيل بعدم التخلي عن المصالح الأميركية في لبنان، قال إن حل النزاع الحدودي البحري مع إسرائيل "يمكن أن يجلب مزايا اقتصادية مهمة للبنان".
وبدأ البلدان المتجاوران مفاوضات في العام الماضي بعد سنوات من المساعي الدبلوماسية الأميركية، لكن المحادثات تعثرت.
وعرقل النزاع عمليات التنقيب البحري في شرق البحر المتوسط. وفي حين تضخ إسرائيل الغاز من الحقول البحرية، لم يكتشف لبنان بعد مكامن تحوي احتياطيات تجارية.