مسؤولون إسرائيليون: اتفاق ثلاثي لنقل ملكية تيران وصنافير إلى السعودية

القدس - كشف مسؤولون إسرائيليون الأربعاء أن الإدارة الأميركية سعت إلى الدفع بسلسلة من الأفكار لتحقيق اختراق في العلاقات الإسرائيلية - السعودية، قبيل الزيارة المرتقبة الأسبوع المقبل للرئيس جو بايدن إلى المنطقة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن المسؤولين قولهم إن الاختراق الوحيد الذي نجحت واشنطن في تحقيقه والذي سيجري الإعلان عنه بشكل رسمي خلال زيارة بايدن هو الاتفاق على نقل جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، في مقابل السماح للطائرات الإسرائيلية بعبور أجواء المملكة إلى الشرق.
وتبدي إدارة بايدن اهتماما بالبناء على اتفاقيات أبراهام التي أنجزتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي أسفرت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
وسعت الإدارة الأميركية إلى أن تكون لها بصمتها في هذا الملف خلال زيارة بايدن إلى المنطقة والتي ستشمل السعودية وإسرائيل، في محاولة من قبلها لترويج إنجاز بعد عقم دبلوماسي صاحبها منذ وصولها إلى البيت الأبيض في يناير 2020.
ويرى مراقبون أن اعتقاد إدارة بايدن في إمكانية تحقيق نجاح كبير على مستوى العلاقات الإسرائيلية - السعودية يشوبه قصور في فهم طبيعة الأوضاع في الشرق الأوسط، وعدم إدراك للتعقيدات التي تواجهها الرياض في حال خطت خطوة متقدمة في هذا المسار.
◙ إدارة بايدن تبدي اهتماما بالبناء على اتفاقيات أبراهام والتي أسفرت عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم إن "توقّعَ تحقيقِ اختراق في العلاقات بين السعودية وإسرائيل أمر مفهوم، لكنه غير واقعي".
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن "الإدارة الأميركية حاولت طرح عدد من المواضيع قبل زيارة الرئيس بايدن، الذي سيصل إلى إسرائيل الثلاثاء القادم، وبعدها سيزور السعودية في زيارة تستغرق يومين وسيجتمع في جدة مع قادة دول الخليج وعدد من القادة العرب الآخرين"، لافتة إلى أن "من بين القضايا التي سيتم طرحها الدفع بفكرة 'التحالف الدفاعي الإقليمي' من الصواريخ والقذائف بمشاركة إسرائيل قدما".
وكشف التقرير أن "هناك موضوعا واحدا تم الاتفاق عليه، وسيتم الإعلان عنه رسميا خلال الزيارة، وهو نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، مقابل سماح السعودية للطائرات الإسرائيلية بالمرور عبر مجالها الجوي".
وجزيرتا تيران وصنافير الواقعتان في البحر الأحمر هما جزء لا يتجزأ من اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر ويوجد فيهما مراقبون دوليون.
وتتطلب إعادة الجزيرتين اللتين كانتا تحت السيادة المصرية إلى السعودية الحصول على موافقة إسرائيلية. وكانت مصادر مطلعة كشفت في وقت سابق أن إسرائيل اشترطت تلقي عدد من الضمانات للسماح بتنفيذ هذه الخطوة من بينها ضمان حرية الملاحة العسكرية والمدنية في مضيق تيران.
وبما أنه لا يمكن إنجاز اتفاق مباشر بين السعودية وإسرائيل، في غياب العلاقات الدبلوماسية بينهما، فقد تم التوصل إلى تفاهمات بشأن توقيع مصر والسعودية على اتفاق بينهما يضمن أن تلتزم المملكة بما جاء في بنود اتفاق كامب ديفيد، وستكون الولايات المتحدة الضامن لهذا الاتفاق أمام إسرائيل.
وقال الإعلام العبري إنه "من المتوقع أن توافق السعودية على السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور من مجالها الجوي من جهة الشرق"، وسبق أن سمحت المملكة للطائرات الإسرائيلية بالمرور عبر مجالها الجوي خلال توجهها إلى الإمارات أو البحرين، وذلك كدعم غير مباشر لاتفاقيات أبراهام.
ووفق الإعلام الإسرائيلي فإن "السماح الجديد سيقصر فترة الرحلات من إسرائيل في اتجاه دول الشرق الأقصى، كما حاولت إسرائيل إقناع السعودية بالسماح برحلات مباشرة للحجاج المسلمين من إسرائيل إلى مكة ولكنها لم تنجح حتى الآن".
◙ الإدارة الأميركية ترى أن التوصل إلى اتفاق ثلاثي بخصوص جزيرتي تيران وصنافير خطوة مهمة من شأنها أن تمهد الطريق أمام تطبيع متدرج للعلاقات بين السعودية وإسرائيل
وترى إدارة بايدن أن التوصل إلى اتفاق ثلاثي بخصوص جزيرتي تيران وصنافير خطوة مهمة من شأنها أن تمهد الطريق أمام تطبيع متدرج للعلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وذكر تقرير "يسرائل هيوم" أن "هناك فكرة طرحت ولم تحسم بعد، هي ضم شخصية إسرائيلية كبيرة إلى طائرة الرئيس الأميركي في رحلته الأسبوع المقبل المتوجهة من إسرائيل إلى السعودية والمشاركة في المباحثات التي ستُجرى في المملكة"، حيث أنه "في حال حدوث ذلك ستكون المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول إسرائيلي السعودية بشكل علني".
وبين التقرير أن "السعوديين مهتمون بالقدرات الإسرائيلية خصوصا في مجال الأمن والتكنولوجيا والزراعة، وأن هناك شركات إسرائيلية وقعت مع شركات سعودية على اتفاقيات بشكل سري حتى لا يتم إحراج السعوديين".
وتتعاطى السعودية بحذر مع ما يروّج عن العلاقات مع إسرائيل، وكانت وسائل إعلام عبرية قد سوقت خلال السنوات الأخيرة للقاءات جرت بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين، لكن المملكة كانت ترد عليها بشكل غير مباشر بالقول إنها ملتزمة برؤيتها لتطبيع العلاقات والتي تقوم بداية على خطوة تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
ونقلت "يسرائيل هيوم" عن المسؤولين قولهم "السعودية غير مستعدة للقيام بالقفزة التي قامت بها الإمارات والبحرين، سيستغرق منها ذلك وقتا، هي بطيئة أكثر، ومحافظة أكثر، ومن المشكوك في أمره أن نشهد علاقات كاملة قبل انتقال السلطة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز"، معتبرين أن "ما يحدث حاليا تاريخي، وربما يعتبر خطوة صغيرة، لكنها بداية انطلاق طريق، ورويدا رويدا سيكون المزيد من الخطوات إلى أن تنضج العملية، وللسعوديين يوجد صبر، ونحن نحتاج إلى الصبر، لكن في النهاية هذا سيأتي".