مزارعو الفستق الحلبي في سوريا يستبشرون بموسم حصاد وفير

تقديرات الإنتاج في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في دمشق تبلغ نحو 33 ألف طن.
السبت 2024/08/03
المهم استعادة علامة الجودة

دمشق - يستبشر مزارعو الفستق الحلبي في سوريا بموسم حصاد وفير هذا العام بعدما هدأت الحرب قبل أكثر من أربع سنوات، رغم أن الاحتباس الحراري يشكل تحديا هائلا لبلوغ مستويات ما قبل الأزمة في 2011.

وقدر مكتب الفستق الحلبي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الإنتاج الأولي للمحصول هذه السنة بحوالي 77 ألف طن، بزيادة حوالي 32 ألف طن عن الموسم الماضي.

وشجرة الفستق، التي تزينها عناقيد من الحبوب كستنائية اللون التي يتم حصادها مع بداية شهر أغسطس من كل عام، توصف بأنها “شجرة ذهبية في تربة فقيرة”، مما يعكس قيمة هذا المحصول، الذي يُصدر منذ أمد طويل إلى بلدان الشرق الأوسط وأوروبا.

يونس حمدان: أعلى إنتاج كان في محافظة حلب بكمية 46.5 ألف طن
يونس حمدان: أعلى إنتاج كان في محافظة حلب بكمية 46.5 ألف طن

ويعد الفستق الحلبي، الذي يستخدم بشكل خاص في المكسرات وصناعة الحلويات والبوظة العربية وفي تزيين الأطباق الشرقية، من أجود الأنواع في العالم، وقبل اندلاع الحرب عام 2011 كانت سوريا تعتبر أحد أبرز من يصدره إلى الخارج.

وتزرع هذه الثمرة بشكل أساسي في محافظة حلب شمال سوريا، التي يشتق اسمه منها، وفي أدلب وحماة، حيث يعد من أبرز محاصيل بلدات معان وصوران ومورك.

وكان عدد كبير من المزارعين يعتمدون بالدرجة الأولى على زراعته وبيعه قبل أن ينزح العديد منهم إثر تصاعد وتيرة العمليات العسكرية.

ويسعى المزارعون والمسؤولون الحكوميون لإعادة إنتاج الفستق إلى ما كان عليه قبل الحرب، لاسيما وأن بعض المناطق مثل معان كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة منذ سنوات، مما تسبب في موت الكثير من الأشجار نتيجة الإهمال.

ويوضح مدير مكتب الفستق الحلبي يونس حمدان أن تقديرات الإنتاج في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في دمشق تبلغ نحو 33 ألف طن.

وتأتي حماة بالمركز الأول بالإنتاج بكمية تتخطى 17.82 ألف طن، تليها إدلب بكمية بحوالي 11.4 ألف طن، ثم حلب بنحو 2758 طنا، وحمص 756 طنا، والسويداء 379 طنا، والغاب 143 طنا، ودرعا 21 طنا.

ونسبت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى حمدان قوله إن “أعلى إنتاج كان في حلب بكمية 46.5 ألف طن في كافة المناطق الآمنة وغير الآمنة”.

ورغم الأزمة التي عاشتها البلاد، تغيرت نسبة المساحة المزروعة بأشجار الفستق وكمية إنتاجها السنوية، حيث تظهر الإحصائيات أنها زادت خلال العقد الماضي، من 56.1 ألف هكتار إلى 60.5 ألف هكتار.

77

ألف طن محصول الموسم الحالي بزيادة قدرها 32 ألف طن عن الموسم السابق

وتتوزع المساحة المزروعة على 6 محافظات، منها 23.5 ألف هكتار في حلب، و21.3 ألف هكتار في حماة، و981 هكتارا في حمص، و3031 هكتارا في ريف دمشق، و676 هكتارا في السويداء، في حين تتوزع باقي المساحات في الحسكة والرقة والغاب ودير الزور. ووفق حمدان، فإن عدد الأشجار الكلي في البلاد يبلغ نحو 9.7 مليون شجرة، منها 7.7 مليون في مرحلة الإثمار.

ويعرف الفستق في سوريا بـ”الذهب الأحمر” لارتفاع أسعاره ولأنه عنصر مهم في قائمة الصادرات السورية. وفي عام 2013 كانت سوريا لا تزال رابع أكبر منتج للفستق في العالم، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو).

وتمثل الأشجار المثمرة الرئيسية في سوريا مثل الفستق الحلبي والبرتقال والليمون والزيتون والتفاح والمشمش وأنواع أخرى من الحمضيات، مجالا مهما للقطاع الزراعي، تماما مثل زراعة الحبوب والبقوليات.

وقبل الحرب كانت سوريا تنتج ما يصل إلى 80 ألف طن من الفستق سنويا، وهو رقم كبير، وانخفض إلى النصف خلال الحرب، وفقا لتقديرات وزارة الزراعة السورية.

ويبذل مكتب الفستق بالتعاون مع مديريات الزراعة في المحافظات والمديريات المركزية في وزارة الزراعة جهودا من أجل توعية أصحاب المزارع لزيادة الإنتاج في السنوات المقبلة عبر تأمين الشتلات الموثوقة وتأسيس البساتين حتى القطاف والتسويق.

كما يشرف على تنظيم ندوات ومعارض للغرض نفسه نظرا للأهمية الاقتصادية لشجرة الفستق، ومردوديتها الجيدة للمزارعين، وأيضا لارتفاع قيمتها الغذائية.

10