مزاج إيجابي في عمان مع احتفالها بالعيد الوطني

بفضل توجيهات السلطان هيثم بن طارق، نجحت عمان في استثمار عائدات النفط خلال الأشهر الأخيرة لتسجل بذلك فائضا ماليا يقدر بنحو 5.3 في المئة.
الجمعة 2022/11/18
وعد وأنجز

مسقط – تحتفل سلطنة عمان اليوم الجمعة بعيدها الوطني الثاني والخمسين، وهي تتنفس الصعداء بعد نجاحها في تجاوز الصعوبات المالية التي واجهتها خلال السنوات الماضية بفعل تذبذب أسعار النفط، وجائحة كورونا، التي أثرت بشكل كبير على اقتصاد السلطنة.

وتسود أجواء متفائلة داخل عمان، في ظل أرقام إيجابية عن تعاف اقتصادي، والتي عززت آمال العمانيين في إمكانية بلوغ السلطنة هدفها المنشود ضمن رؤية 2040 في تحقيق التنمية الشاملة.

ونجحت عمان بفضل توجيهات السلطان هيثم بن طارق في استثمار الدفقة الكبيرة في عائدات النفط خلال الأشهر الأخيرة لتسجل بذلك فائضا ماليا يقدر بنحو 5.3 في المئة، وانخفاضا مهما في الدين العام ليصل إلى 43.7 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للعام 2022، وهو ما يمكن الحكومة من خفض مخاطر الدين العام وخفض كلفة الفوائد الواجب سدادها مستقبلًا بنحو 127 مليون ريال عُماني بجانب تحسين التصنيف الائتماني.

أجواء متفائلة في عمان، في ظل أرقام إيجابية عن تعاف اقتصادي، عززت آمال العمانيين في بلوغ نهضة شاملة

ويرى متابعون أن الظرفية الدولية ساهمت بشكل كبير في تجاوز عمان الضائقة التي واجهتها، حيث أن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية جراء الأزمة الأوكرانية – الروسية المتفجرة منذ فبراير الماضي مكن السلطنة من تحقيق عائدات مهمة تجاوزت 8 مليارات ريال منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية سبتمر.

ويشير المتابعون إلى أن الحكومة العمانية أحسنت توجيه هذه العائدات من خلال حزمة الإجراءات المتخذة لتحقيق التعافي الاقتصادي، وذلك بفضل المتابعة الدقيقة من السلطان هيثم.

وقال سلطان عمان خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الوزراء في وقت سابق من العام الجاري “سنسعى لاستغلال عائدات النفط المرتفعة قدر الإمكان للتخلص من الدين العام للدولة.. وما تبقى سينفق على مشاريع التنمية”.

ولفت خبراء اقتصاد إلى أنه لا يمكن تجاهل الخطوات الكبيرة التي قطعتها عمان خلال العامين الماضيين، في علاقة بالإصلاحات الهيكلية التي تم القيام بها ضمن رؤية موسعة لتحقيق التعافي الاقتصادي ووضع البلاد على سكة النمو مجددا، مشيرين إلى أن السلطان هيثم حرص ومنذ استلامه العرش في العام 2020 على تتبع مكامن الخلل ومعالجتها.

فكان أن ركز على تجويد الأداء الحكومي لوحدات الجهاز الإداري للدولة تحقيقا لرؤية عُمان 2040، بالإضافة إلى إنشاء مجلس أعلى للقضاء برئاسته تكريسا لنظام قضائي ناجز وتحقيق أرفع المعايير في العدالة والنزاهة والشفافية تماشيا مع أهداف وركائز رؤية عُمان 2040.

وشكّل المرسوم السلطاني بشأن تعزيز دور المحافظات إحدى الأدوات المهمة في ترسيخ وتحقيق النهج الحديث للإدارة المحلية اللامركزية في عمل محافظات السلطنة البالغ عددها 11 محافظة من أجل تمكينها وتحديد أولوياتها تنمويا واقتصاديا واجتماعيا والاستفادة من الميزة النسبية بينها، وتبسيط الإجراءات الخدمية للمواطنين.

Thumbnail

وأكد السلطان هيثم في الحادي عشر من أكتوبر الماضي على ضرورة التنسيق وضمان التكامـل بين وحـدات الجهاز الإداري للدولة والمحافظات والإسراع في التحول الإلكتروني والربط بين المحافظات لتبسيط الإجراءات وتسهيل المعاملات وتطوير الخدمات الحكومية وتحسين مستوى جودتها ومعالجة التحديات القائمة.

وجاء قرار إضافة ولايتين جديدتين إلى التقسيم الإداري لسلطنة عُمان، وذلك برفع المستوى الإداري لكل من نيابتي الجبل الأخضر وسناو، لتكونا بمستوى ولايتين، وليصبح عدد ولايات سلطنة عُمان 63 ولاية لجذب الاستثمارات إليها وتنمية مواردها والارتقاء بالخدمات والأنشطة فيها.

ويبدي السلطان هيثم حرصا على معاينة انشغالات العمانيين عن قرب، وهو ما يترجم في لقاءاته المباشرة مع شيوخ وأعيان السلطنة للاستماع المباشر إلى احتياجات ولاياتهم ومحافظاتهم رغم وجود مؤسسات وأركان الدولة العصرية مثل مجلس عُمان الذي يضطلع بالجانبين التشريعي والرقابي والمجالس البلدية التي تقوم بأدوار تنموية وخدمية في كل محافظة.

وحملت هذه اللقاءات التأكيد على أن تصبح اللامركزية هي التطبيق الإداري في المحافظات في المرحلة المقبلة، ومنح المحافظات الصلاحية لإدارة شؤونها، والتخطيط والتنفيذ لاحتياجات مواطنيها الداخلية، ما يجعل كل الأمور في المستقبل مرتبطة بالمُحافظة والمُحافظ والمجالس البلدية.

ومن المقرر أن تجري عمان في الخامس والعشرين من ديسمبر المقبل انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثالثة 2022 ليتماشى عمل هذه المجالس مع الرؤية التي أقرها السلطان هيثم حول الدور الذي تضطلع به، سيما وأن المرسوم السُّلطاني رقم (38 / 2022) بتعديل بعض أحكام قانون المجالس البلدية يسهل تحقيق مهامها بفاعلية في مختلف المحافظات، وهو ما أشار إليه السلطان في لقاءاته عندما قال “آن الأوان أن لا تكون هناك مركزية في اتخاذ القرارات المجتمعية، وقد أصبح دور المحافظين وكذلك دور المجالس البلدية مهما جدا وعلى الجميع التفاعل”.

Thumbnail

ويرى متابعون للشأن العماني أن السلطان هيثم نجح في ظرف وجيز ومن خلال الخطوات التي اتخذها في وضع البلاد على مسار التعافي، وإرساء دعائم تحقيق نهضة شاملة في السلطنة، مشيرين إلى أن احتفال عمان بالعيد الوطني هذا العام سيكون استثنائيا لجهة الإنجازات التي تحققت، والتي انعكست بشكل محسوس على المزاج العام داخل السلطنة.

وأصدر سلطان عُمان الخميس عفواً خاصاً عن سجناء؛ وذلك بمناسبة العيد الوطني للسلطنة. وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء العُمانية، شمل العفو 175 نزيلاً، منهم 65 نزيلاً أجنبياً؛ “بمناسبة العيد الوطني الـ52 المجيد ومراعاةً لأسر هؤلاء النزلاء”.

3