مركز محاربة الشائعات العراقي يحذر الإعلام من حرب اللقاحات

المركز يتهم عددا من وسائل الإعلام المحلية بعدم التزامها بالمهنية خلال نقل المعلومات عن جميع اللقاحات.
الجمعة 2021/05/21
اللقاحات حديث الساعة في الإعلام

بغداد - طالب المركز العراقي لمحاربة الشائعات وسائل الإعلام المحلية بالالتزام بالمهنية في نقل المعلومات الخاصة عن لقاحات كورونا والشركات المنتجة لها، وألا تنخرط في المعارك التجارية التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي العالمية.

وقال المركز في تقرير له الخميس إن عددا من وسائل الإعلام المحلية لم تلتزم بالمهنية خلال نقل المعلومات عن جميع اللقاحات، ولم تنتبه إلى أن هناك منافسة تجارية قد تنشأ بين الشركات المصنِّعة لهذه اللقاحات وقد تصل إلى صراعات دول.

وقد يستغل الإعلام في نقل معلومات غير دقيقة أو صحيحة وتصبح هذه الوسائل جزءا من المعارك التجارية التي تحدث في الخفاء.

وتواجه حملات التطعيم ضد فايروس كورونا في العراق تعثرا منذ أسابيع، حيث تسببت حالة من اللامبالاة والخوف والشائعات في إحجام الكثيرين عن تلقي اللقاح، على الرغم من الارتفاع الخطير في الإصابات بالفايروس ودعوات الحكومة للمواطنين للتسجيل لتلقي اللقاحات.

وقال مدير مستشفى الصدر في العاصمة بغداد زهير العبودي إن إحجام المواطنين عن تلقي لقاح كورونا يعود إلى الحملة الإعلامية ضده.

وينساق الكثير من المواطنين إلى المزاعم التي يجري الترويج لها بأن اللقاح مؤامرة خارجية الغرض منها قتل أكبر عدد ممكن من العراقيين، فيما يرى آخرون أن اللقاح لا فائدة منه وأن الغرب والصين يصدرانه لحصد المزيد من الأرباح.

اللقاح المضاد لفايروس كورونا شكل مادة للحرب الإعلامية بين الدول الكبرى انعكست تأثيراتها على المنصات العربية

 وأفاد المركز العراقي لمحاربة الشائعات أن وسائل الإعلام في مثل هذه القضايا تحتاج إلى تحديد مصادر موثوقة لنشر أي معلومات سلبية عن اللقاحات، وتكون هذه المصادر علمية صحية مثل منظمة الصّحة العالمية، أو وزارة الصّحة أو المتخصصين في هذا العلم من كليات الطّب في الجامعات، إضافة إلى اللجوء إلى تدعيم المواد الصحافية بالدّراسات الطبيّة حول هذه اللقاحات وعدم اعتماد أي معلومات قادمة من مواقع التواصل الاجتماعي، وقبل التفكير باعتمادها يجب اللجوء إلى البحث عن مصادر موثوقة تؤكدها.

وجاء ذلك إثر تداول أنباء غير صحيحة وشائعات عن مخاطر بعض اللقاحات وتأثيراتها السلبية لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية.

وأشار المركز إلى أن وسائل الإعلام عند نشر اتهامات لأحد اللقاحات المستخدمة للوقاية من فايروس كورونا المستجد، عليها الحصول على رأي الجهة المتهمة بذلك أو الحصول على رأي علمي يدعم هذه الاتهامات أو يفندها، وبهذا تصبح وسيلة الإعلام متوازنة وحيادية في التغطية وابتعدت عن الاشتراك في المنافسة التجارية التي قد تحدث.

وشكل اللقاح المضاد لفايروس كورونا مادة للشائعات والأخبار الكاذبة، وموضوعا لتبادل الاتهامات بين الدول الكبرى المنتجة للقاحات، للتشكيك في فعالية لقاحها من قبل الخصوم طيلة الأشهر الماضية.

وتبدو حرب اللقاح الإعلامية على أشدها بين الصين وروسيا من جهة والدول الغربية من جهة أخرى، إلى جانب ترويج كلا الطرفين لفعالية اللقاح وقدرته على مجابهة السلالات المتحوّلة من فايروس كورونا التي تثير قلق العالم أجمع، وذلك رغم غياب المعلومات الدقيقة والإجابات التي يبحث عنها الجمهور بشأن السلامة والفاعلية والأضرار الجانبية، أو حتى بشأن الكمية التي يمكن لكل دولة إنتاجها، إلا أن الإعلام العالمي يبدو منشغلا بالحرب الدعائية حول اللقاح أكثر من الإجابة عن هذه الأسئلة.

Thumbnail

وطغت المخاوف من الآثار الجانبية للقاحات على المشهد في الآونة الأخيرة، مع محاولة كل شركة تسويق لقاحها رغم الطلب الشديد عليها ودخول الضغوط السياسية للدول على كمية ومواعيد الحصول على اللقاح.

وروسيا التي تتهمها الكثير من وسائل الإعلام الغربية بتلفيق الأخبار الكاذبة والتضليل، دخلت على خط المواجهة، عبر تضخيم التقارير التي تحدثت عن حدوث بعض المضاعفات لمن تلقى لقاحات أنتجتها شركات غربية وعلى رأسها فايزر، مستخدمة جميع وسائل الإعلام التي تمتلكها لبث الرعب في المناطق المستهدفة من اللقاحات الغربية.

وأورد موقع تابع لوحدة العمل الأوروبي الخارجي تقريرا حذر من تلفيق موسكو للكثير من التقارير التي تضخم الآثار الجانبية للقاحات الغربية، مؤكدا في الوقت ذاته أن روسيا استخدمت بعض الحالات كنماذج للتعميم دون مراعاة أن أي لقاح في العالم من شأنه أن تظهر له آثار جانبية بعد تلقي الملايين من البشر له.

وعلى الضفة المقابلة، تحشد بكين وموسكو القوى الهائلة من أجل تطوير لقاحات للاستخدام المحلي والدولي، وتصحب ذلك ادعاءات كبرى بشأن البراعة العلمية والتصنيعية، بالتوازي مع انتقادات حادة للإعلام الغربي واتهامات له بـ”بنشر المعلومات الكاذبة والتشويه والتضليل”.

وتصاعدت الانتقادات الإعلامية وحملة التشكيك لتصل إلى اتهامات بسلوك الطرق الملتوية والتجسس والمجازفة غير الأخلاقية والغيرة، وسط حديث عن “القومية في توزيع اللقاحات”.

واللافت أن هذه الاتهامات هي نفسها بين الطرفين تعيدها وسائل الإعلام الكبرى مرارا وتكرارا، لتنتقل إلى العالم العربي، وتعيد وسائل الإعلام العربية نشرها، فيما يتبناها الجمهور بحسب انتماءاته الفكرية والسياسية وإيمانه بهذه الدولة وتلك.

18