مركز "إثراء" يعرض رحلة المصور بيتر ساندرز لـ"البحث عن النور"

ثمانون صورة تمثل جزءا من رحلة نصف قرن للفنان البريطاني تستكشف سردا قصصيّا بلغة تُحاكي رغبة المتلقي وذائقته.
الخميس 2024/01/18
رحلة بصرية روحانية

الرياض - يسعى مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” لأن يكون وجهة للمهتمين من محترفين وهواة التصوير الفوتوغرافي، وذلك بإقامته معرض “البحث عن النور” للمصور العالمي بيتر ساندرز الذي افتتح في الثالث عشر من يناير الجاري.

ويقدم المعرض الذي يستمر حتى الشهر السادس من العام الحالي ثمانين صورة تمثل جزءا من رحلة نصف قرن للفنان البريطاني الذي ناهز الثمانين من العمر وتستكشف سردا قصصيًا بلغة بصرية تُحاكي رغبة المتلقي وذائقته الفنّية، لاسيما أن فضاءات المعرض تعود إلى ذاكرة الماضي وتلوّح بأفق المستقبل.

وبدأت رحلة الفنان بيتر ساندرز مع تصوير مشاهير موسيقيين استطاع التقاط صورهم بشغفه الفنّي وحسه الإبداعي، وذلك قبل أن يُعلن إسلامه، إلى أن دخل في مرحلة جديدة وهي مرحلة ما بعد الإسلام عام 1971، فكان من أوائل المصورين العالميين الذين حظوا بفرصة تصوير شعائر الحج من قلب مكة المكرمة، ليستمر أكثر من 40 عامًا بين السفر والترحال داخل مدن وعواصم عربية إسلامية محاولا جمع تاريخ الحضارة الإسلامية حول العالم، وملتقطا أكثر من 500 ألف صورة يوثق من خلالها ارتباطا عميقا بين مرحلتين بمكوّنات مختلفة.

ويشكل المعرض رحلة ثرية توثق حالة التحوّل في مسيرة الفنان التي انتقل بها من تصوير مشاهير عالميين تركوا إرثًا موسيقيًا إلى تصوير شعائر وأماكن ذات صبغة مغايرة تكشف عُمق العلاقة المكانية والمفاهيم التصويرية.

ل

ويمتد المعرض على خمسة أقسام ليحمل الزائر في رحلة عبر حياة المصور وعبر العالم الإسلامي، يجوب خلالها المدن المقدسة في الشرق الأوسط، مرورًا بالصحاري النائية في موريتانيا ومالي والمغرب، ومن بلدة لامو الجزرية في شرق أفريقيا إلى وادي هود في حضرموت، ومن كوسوفو إلى ماليزيا وإندونيسيا، وعبر مناطق الصين المسلمة، ليصور الناس والأماكن التي انطبعت بتأثير الإسلام.

ويقدم المعرض رؤية عميقة ذات منظور عاطفي للعالم الإسلامي مع نظرة حميمة إلى رحلة انطلق خلالها الفنان من أجل البحث عن الضوء من خلال التمعن في أماكن وأعراق وتقاليد متنوعة.

وتعكس صور ساندرز حضارة تقليدية غنية مليئة بالدفء والإنسانية والرحمة. وتعتبر صوره المبكرة لجيمي هندريكس وبوب ديلان ورولينج ستونز اليوم من كلاسيكيات تلك الفترة. وسارت رحلته في الحياة بالتوازي مع استكشافه الروحي، إذ ساعدته هذه الرحلات على توثيق عالم الشعوب والعمارة والجغرافيا والثقافة الإسلامية بعمق. كما أن البصيرة الشخصية والروحية التي اكتسبها ساندرز هي التي سمحت له بإنتاج صور تحتوي الموضوع بصورته الشمولية.

وفي الآونة الأخيرة أصبح ساندرز نشطا بطرق عديدة لتسهيل التفاهم الروحي للدين الإسلامي في العالم الغربي على نطاق أكبر وأوسع. وهو يعمل حاليًا على العديد من المنشورات الجديدة وقد نشر مؤخرا كتابه الذي استمر في العمل على إعداده مدة 50 عامًا بعنوان “اللقاء مع الجبال” (ميتنغ وذ ماونتنز) والذي يضم لقاءات مع قديسي وحكماء العالم الإسلامي ومقدمة بقلم الدالاي لاما.

يقول بيتر “صوري دائما عبارة عن امتداد لحياتي”، ويصف التصوير بأنه عملية رائعة وموهبة من الله جعلته يتعلم الكثير من الأمور عن نفسه وعن العالم من حوله، وهو يصف التصوير أيضا بأنه التقاط الجمال الروحي للخلق نفسه.

نشرت صور بيتر ساندرز في أغلب المجلات الدولية، ومنها “التايم” و”الأوبزرفر” و”عالم أرامكو”، وفي العديد من المجلات العربية.

ويقول ساندرز في لقاءات صحفية إن أقرب أعماله إليه هي الصور التي التقطها لمكة المكرمة والمدينة المنورة.

ولدى المصور الشهير شركة خاصة تهتم بتصوير الرحلات والمواقع المختلفة، بالإضافة إلى تصوير الأستوديو، ولديه مكتبة صور تحتوي على أكثر من 120 ألف سلايد ولوحات للفنون الجميلة.

14