مرشح معارض يرفض نتائج انتخابات موريتانيا ويطالب بالحوار

قوى المعارضة الموريتانية ترفض التسليم بخسارتها للانتخابات الرئاسية وتحاول التغطية على فشلها بالتشويش على فوز ولد الغزواني.
الجمعة 2024/07/19
ولد أعبيد يرفض نتيجة الصندوق

نواكشوط - رفض مرشح المعارضة الموريتانية بيرام ولد الداه ولد أعبيد، نتائج الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز محمد ولد شيخ الغزواني بولاية ثانية، وسط دعوات للسلطة بتنظيم حوار لنزع فتيل الأزمة السياسية في البلاد.

ودعا بيرام ولد الداه ولد أعبيد، إن الأزمة السياسية، "ناجمة عن تزوير إرادة الشعب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وأفضت لفوز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني".

وأوضح في مؤتمر صحفي عقده الخميس، في نواكشوط أن "الحوار يجب أن يتطرق لتزوير الانتخابات وتعذيب المعتقلين في مخافر الشرطة والدرك والحرس والقتلى الذين سقطوا في الاحتجاجات والتحقيق في أسباب وملابسات قتلهم من قبل عناصر الأمن والتفاهم على آليات شفافة لتنظيم الانتخابات".

وأضاف أنه تراجع عن التظاهر أمس الخميس، حرصا على السكينة والأمن واستجاب لترخيص السلطات للتحالف السياسي الداعم له بتنظيم مهرجان جماهيري الأحد القادم ضد تزوير الانتخابات وقتل المتظاهرين وسجنهم وتعذيبهم حسب قوله.

ورفضت قوى المعارضة الموريتانية التسليم بخسارتها للانتخابات الرئاسية، وحاولت التغطية على فشلها عبر التشويش على فوز الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني.

وفي وقت سابق، أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا فوز محمد ولد الشيخ الغزواني بولاية جديدة مدتها 5 سنوات، بحصوله على 56.12 في المئة من الأصوات، فيما حل ثانيا الناشط الحقوقي الداه اعبيد، بحصوله على 22.10 في المئة.

◙ بيرام الداه ولد أعبيد الناشط الحقوقي حلّ في المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية بنسبة 22 في المئة من أصوات الناخبين

وشهدت موريتانيا احتجاجات واسعة لأنصار المرشح الداه اعبيد. وجاءت الاضطرابات بعد الإعلان، عن فوز الرئيس محمد ولد الغزواني بولاية ثانية، رفضها منافسه الرئيسي، الناشط المناهض للعبودية بيرام الداه أعبيد، بسبب مخالفات مزعومة. وأعلنت وزارة الداخلية وفاة ثلاثة محتجين في أثناء الاحتجاز بعد أن نفذت قوات الأمن حملة اعتقالات جماعية في بلدة كيهيدي لاحتواء الاحتجاجات.

وأضافت الوزارة في بيان لها، أن الاحتجاجات تحولت إلى أعمال عنف في البلدة الجنوبية القريبة من الحدود مع السنغال في وقت متأخر من الاثنين، مما دفع قوات الأمن إلى مواجهة المتظاهرين واعتقال بعضهم. وجاء في البيان “وفي هذه الظروف سُجلت، للأسف الشديد، وفاة ثلاثة من المتظاهرين حيث توفي اثنان منهم بحضور باقي زملائهم الموقوفين وفي مكان الحجز فيما توفي الثالث منهم لاحقا في المستشفى”.

وأبدى الرئيس الفائز في الاستحقاق رغبته في مد اليد للجميع. وقال ولد الشيخ الغزواني في رسالة مصورة عقب إعلان فوزه إنه سيواصل سياسة اليد الممدودة والتهدئة والتشاور والحوار، مع كافة الفرقاء السياسيين، “خدمة للمصالح العليا للوطن” وعملا بمقتضيات ومضامين برنامجه الانتخابي.

وحصل بيرام الداه ولد أعبيد الناشط الحقوقي المناهض للرق وعضو البرلمان على المركز الثاني بحصوله على نسبة 22 في المئة من أصوات الناخبين، وبعده حمادي ولد سيدي المختار، رئيس حزب “التجمع الوطني للإصلاح والتنمية” (إسلامي معارض) بـ13 في المئة. وحلّ رابعا المحامي والنائب المعارض العيد ولد محمدن بـ3.46 في المئة، وفي المرتبة الخامسة السياسي مامادو بوكاري بـ2.24 في المئة.

وجاء بعدهم المرشح والطبيب المعارض أوتوما سومري بـ2.14 في المئة، وأخيرا في المرتبة السابعة مفتش المالية محمد الأمين المرتجى الوافي بـ0.98 في المئة. وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات السبت نحو 55 في المئة، حسب لجنة الانتخابات.

وقال الداه اعبيد، في مؤتمر صحفي، إنه يرفض الاعتراف بنتائج الانتخابات، واتهم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بالتحضير لـ”انقلاب انتخابي”. وأضاف أن إدارة حملته تحقق في النتائج الواردة في محاضر الانتخابات، ولن يقبل "التزوير". وأكد أن أنصاره بذلوا جهودا كبيرة خلال الحملة الدعائية، مؤكدا أن "ما توصل إليه من نجاحات لن يذهب في مهب الرياح".

وخاض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستّة مرشّحين تعهّدوا بإحداث أوّل تغيير ديمقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع البالغ عدد سكّانه حوالي 4.9 مليون نسمة وشهد الكثير من الانقلابات بين عامي 1978 و2008، قبل أن يسجّل في 2019 أوّل مرحلة انتقاليّة بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا.

4