مرشح 'التحدي' يدعو للوحدة لكسر هيمنة حزب الله

بيروت - دخل المرشح للانتخابات الرئاسية في لبنان النائب ميشال معوض الأربعاء في مواجهة علنية مع حزب الله موجهة دعوة للكتل البرلمانية للوحدة وتشكيل غالبية برلمانية في مواجهة نفوذ الجماعة الشيعية النافذة من أجل تغيير موازين القوى حتى يتسنى انتخاب رئيس للبلاد لا يخضع لرغباتها، بينما يستعد الرئيس الحالي ميشال عون لمغادرة قصر بعبدا بعد عهدة رئاسية خاوية من الانجازات إلا بما يفيد حليف العهد (حزب الله).
وموقف معوض من حزب الله ليس طارئا في مشهد شديد التعقيد وقائم منذ عقود على حالة من الشدّ والجذب والتسويات السياسية السرية، لكنه يأتي في خضم تنافس محموم على خلافة عون بينما تزدحم القائمة بمرشحين نافذين مقربين من الجماعة الشيعية التي نجحت في 2016 في ترتيب الحكم لصالحها بعد نحو عامين من شغور منصب الرئاسة وهي الصفقة التي جاءت بميشال عون رئيسا وبسعد الحريري رئيسا للحكومة.
ودعا ميشال معوض (50 عاما) الأربعاء الكتل البرلمانية إلى دعم ترشّحه من أجل "تغيير ميزان القوى" الذي يفرضه حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز في البلاد.
وقال معوض الذي نال تأييد عدة كتل من دون حصوله على أكثرية ويصفه حزب الله بمرشح "التحدي" في مقابلة مع فرانس برس إن "ميزان القوى اليوم لا يمكن أن يأتي إلا برئيس خاضع لرغبات حزب الله وحلفائه"، مضيفا "من أجل تغيير ميزان القوى هذا، يجب أولا توحيد المعارضة وجعلنا غالبية برلمانية".
ويحظى معوّض الذي نال 39 صوتا في آخر جلسة انتخاب، بتأييد كل من كتلة القوات اللبنانية، أبرز الأحزاب المسيحية والكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وبعض المستقلين.
ويراهن على قدرته على استقطاب نواب آخرين، بينهم نواب سنّة وآخرون وصلوا إلى البرلمان عقب الاحتجاجات الشعبية التي عمّت لبنان بدء من 17 أكتوبر 2019.
ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتا للفوز. وفي حال جرت دورة ثانية، تصبح الغالبية المطلوبة 65 صوتا.
ما اقترحه هو مرشح حلول يعيد الثقة للدولة وألا يكون مرشح تحد، علينا أن نجد حلولا ونحدد ما هي المشاكل مثل اصطفاف لبنان في المحور الإيراني والذي أدى إلى عزل البلاد
ومعوض مقرّب من واشنطن ويُعدّ من معارضي حزب الله والمطالبين بنزع سلاحه، ويندد بـ"هيمنته" على لبنان. ويعتبره الحزب مرشّح "تحدّ" ويدعو إلى "التوافق على اسم يحظى بأكثرية نيابية".
وهذا الموقف لوحده يضعه معوض في مواجهة مع الحزب الذي يرتب لصناعة رئيس على المقاس لا يملك القدرة على معارضة نشاطاته ولا يخوض في مسألة نزع سلاحه وحصر السلاح بيد الدولة.
وتتهم قوى سياسية ودول عربية حزب الله بمصادرة قرار الدولة اللبنانية ويُحمله كثيرون المسؤولية عن إبعاد لبنان عن حضنه العربي في مقابل تعزيز النفوذ الإيراني.
وتنقضي ولاية الرئيس ميشال عون نهاية الشهر الحالي، فيما فشل البرلمان أربع مرات متتالية في انتخاب خلف له في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية ومنطق التسويات.
وانتخب عون في أكتوبر/تشرين الأول 2016 رئيسا للجمهورية بعد عامين ونصف عام من شغور المنصب، بدعم من حزب الله في إطار تسوية سياسية بين أبرز زعماء الطوائف.
وقال معوض "يجب مواجهة منطق التسويات"، معتبرا أن "مرشح التسوية سيخضع للأمر الواقع الحالي ضمن السياسيات الإقليمية والداخلية لحزب الله، ما يعني القبول بأنه لن يكون هناك سيادة".
وتابع "ما اقترحه هو مرشح الحلول، مرشح يعيد الثقة للدولة وألا يكون بالتأكيد مرشح تحد"، مضيفا "علينا أن نجد حلولا ونحدد ما هي المشاكل مثل اصطفاف لبنان في المحور الإيراني والذي أدى إلى عزل البلاد وكان لديه تداعيات مباشرة على اقتصاده" الذي يشهد انهيارا متسارعا منذ ثلاثة أعوام.
ومعوض نائب منذ 2018 عن قضاء زغرتا (شمال) وهو نجل رئيس الجمهورية الأسبق رينيه معوض الذي اغتيل في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1989، بعد 17 يوما من انتخابه. ويتهم معوض النظام في سوريا بقتل والده.
وردا على سؤال حول مخاطر قد يواجهها في بلد شهد سلسلة اغتيالات سياسية مرت من دون محاسبة قال "أعلم جيدا ما هي المخاطر وجاهز لها".