مرشحان ينسحبان في الأمتار الأخيرة من السباق الرئاسي الإيراني

علي رضا زاكاني يلتحق بغازي زاده هاشمي ويعلن انسحابه فيما يتنافس اثنان من المتشددين هما سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف على نفس الكتلة.
الخميس 2024/06/27
الإيرانيون لا يبالون بالانتخابات

طهران - انسحب مرشحان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية من السباق ليل الأربعاء واليوم الخميس مما قد يعزز فرص المتشددين للالتفاف حول مرشح محدد في التصويت، ليحل محل الرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي.وفق وكالة أسوشيتد برس.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن أمير حسين غازي زاده هاشمي، البالغ من العمر 53 عاما، أسقط ترشيحه وحث المرشحين الآخرين على فعل الشيء نفسه "حتى يتم تعزيز جبهة الثورة".

وشغل غازي زاده هاشمي منصب أحد نواب رئيسي ورئيسا لـ"مؤسسة شؤون الشهداء والمحاربين القدامى". وخاض الانتخابات الرئاسية عام 2021 وحصل على نحو مليون صوت، وجاء في المركز الأخير.

وانسحب أيضًا عمدة طهران علي رضا زاكاني، الخميس، هو القائد السابق لـ"الباسيج" التابعة للحرس الثوري، ونائب برلماني سابق من غلاة المحافظين، وسبق استبعاده من المنافسة في انتخابات الرئاسة عامي 2013 و2017، كما انسحب من انتخابات الرئاسة عام 2021 لصالح رئيسي.

وقال زاكاني إنه انسحب "لمنع تشكيل إدارة ثالثة" للرئيس السابق حسن روحاني، في إشارة إلى المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان.

 ويحظى بيزشكيان بدعم وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، الذي توصل في عهد روحاني إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية

ومثل هذه الانسحابات شائعة في الساعات الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، خاصة في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة قبل إجراء التصويت عندما تدخل الحملات الانتخابية فترة الصمت الانتخابي.

ويتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع غدا الجمعة.

ويترك الانسحابان أربعة مرشحين آخرين في السباق. ويرى محللون وخبراء على نطاق واسع أن السباق في الوقت الحالي عبارة عن مسابقة ثلاثية.

ويقول خبراء إن اثنين من المتشددين، المفاوض النووي السابق سعيد جليلي ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، يتقاتلان على نفس الكتلة. ثم هناك بيزشكيان، جراح القلب الذي سعى إلى ربط نفسه بروحاني وشخصيات إصلاحية أخرى مثل الرئيس السابق محمد خاتمي وأولئك الذين قادوا احتجاجات الحركة الخضراء عام 2009.

 أمير حسين غازي زاده هاشمي يحث بقية المرشحين على الانسحاب لتعزيز جبهة الثورة
 أمير حسين غازي زاده هاشمي يحث بقية المرشحين على الانسحاب لتعزيز جبهة الثورة

 وفي عهد المرشد الإيراني، علي خامنئي، يحافظ النظام على موقفه المتمثل في عدم الموافقة على مشاركة النساء أو أي شخص يدعو إلى تغيير جذري في حكومة البلاد في الاقتراع.

مع ذلك، دعا خامنئي في الأيام الأخيرة إلى مشاركة "الحد الأقصى" في التصويت، بينما أصدر أيضا تحذيرا مبطنا لبزشكيان وحلفائه بشأن الاعتماد على الولايات المتحدة.

سادت حالة من اللامبالاة العامة على نطاق واسع في العاصمة الإيرانية بسبب الانتخابات، وذلك بعد تحطم طائرة هليكوبتر في مايو الماضي، مما أدى إلى مقتل رئيسي.

وبعد الوعد الذي قطعه الاتفاق النووي مع طهران منذ ما يقرب من عقد من الزمن بفتح إيران أمام بقية العالم، يواجه الإيرانيون على نطاق واسع ظروفا اقتصادية ساحقة وشرق أوسط أكثر غموضًا بكثير شهد بالفعل قيام الجمهورية الإسلامية بمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر للمرة الأولى.

وتقوم إيران الآن أيضًا بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من مستوى تصنيع الأسلحة ولديها ما يكفي منه لإنتاج العديد من الأسلحة النووية إذا اختارت ذلك.

ودفعت الخيارات المحدودة في الانتخابات، فضلاً عن الاستياء الواسع النطاق إزاء حملة القمع المستمرة التي تشنها إيران على النساء بسبب الحجاب الإلزامي البعض إلى القول بأنهم لن يصوتوا.

وقالت فاطمة جزايري، وهي امرأة عاطلة عن العمل تبلغ من العمر 27 عاماً وتحمل درجة الماجستير "لم أشاهد أياً من المناظرات لأنني لا أعتزم التصويت". لقد صوتت لروحاني قبل سبع سنوات، لكنه فشل في الوفاء بوعوده باقتصاد أفضل. وأي وعد من أي مرشح سيبقى على الورق فقط".

وبدا المصلون في طهران أثناء صلاة الجمعة في الأسابيع الأخيرة، وهم عادةً أكثر تحفظاً من غيرهم في المدينة، أكثر استعداداً للتصويت.

وقال محمود سيدي، وهو صاحب متجر يبلغ من العمر 46 عاماً، لوكالة أسوشيتد برس إنه سيصوت مع زوجته وابنتيه الصغيرتين.

وأضاف "لقد قررت أنا وزوجتي التصويت لقاليباف لأنه يعرف كيفية حل مشاكل البلاد بفضل سنوات من الخبرة، لكن بناتي يفكرن في جليلي أيضًا". "وبالمناسبة، التصويت واجب بالنسبة لنا."

ومن جانبها، قالت باريفاش إمامي (49 عاما)، وهي أيضا تؤدي الصلاة، إنها تأمل أن يساعد تصويته إيران في التغلب على مشاكلها. وأضافت "قاليباف يعرف تفاصيل المشاكل، أما البقية فهم إما منتقدون أو يعدون بحل المشاكل دون تقديم أي برنامج".