مرسيدس تقفز بالتحكم الصوتي إلى مستقبل الذكاء التوليدي

برلين- يمثل إدخال التحكم الصوتي بتقنية تشات جي.بي.تي علامة بارزة في عالم سيارات مرسيدس – بنز، إذ يتيح هذا التكامل الثوري للسائقين التحكم في الوظائف المختلفة، والتنقل عبر القوائم، وحتى طلب المعلومات باستخدام اللغة الطبيعية.
ومن خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي في برنامج اختبار بدأ منتصف هذا الشهر في الولايات المتحدة، ويستمر ثلاثة أشهر لمعرفة مدى قدرة السائقين على التأقلم مع هذه التكنولوجيا، تعزز مرسيدس مكانتها كشركة رائدة في الابتكار.
وتكمن في قلب نظام التحكم الصوتي لمرسيدس هذه التقنية المتقدمة، وهي نموذج لغة متقدم طورته شركة أوبن أي.آي إذ يستفيد تشات جي.بي.تي من أحدث تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لفهم أوامر المستخدم والاستجابة لها بدقة.
◙ مرسيدس تستخدم تقنية متقدمة للتعرف على الكلام لضمان تفسير موثوق ودقيق للأوامر. ويمكّن ذلك النظام من فهم اللهجات المختلفة واللغات وأنماط الكلام
ويجعل ذلك قدرة هذه التقنية على فهم الاستفسارات المعقدة وتوليد الاستجابات ذات الصلة بالسياق خيارا مثاليا لتكامل التحكم الصوتي في سيارات مرسيدس مع إخضاع النظام لاختبارات مكثفة وتحسين الدقة ووقت الاستجابة والأداء العام.
وتعد هذه الخطوة مجرد بداية في رحلة تحويلية طويلة، وتتصور مرسيدس – بنز مستقبلا يمكن أن يصبح فيه التحكم الصوتي أكثر ذكاءً وبديهية ومتكاملا بسلاسة في كل جانب من جوانب تجربة القيادة.
ومع تقدم التكنولوجيا، يتوقع خبراء عالم المركبات أن يلعب التحكم الصوتي دورا أكثر أهمية في التنقل والترفيه وتخصيص السيارة.
ويأتي دمج التحكم الصوتي على نطاق واسع مصحوبا بمجموعة من التحديات الخاصة به، فقد استثمرت الشركة الألمانية بالتعاون مع أوبن أي.آي موارد كبيرة في ضبط الذكاء الاصطناعي التوليدي لتلبية المتطلبات الفريدة لتطبيقات السيارات.
وذكرت مرسيدس في بيان أن البرنامج متوافق مع حوالي 900 ألف مركبة فيها أنظمة أم.بي.يو.إكس الخاصة بها، ويمكن تنزيل تشات جي.بي.تي بعد أن يختار السائقون الاشتراك عبر تطبيق الشركة أو عن طريق الأوامر الصوتية.
وقالت إن “منصة تشات جي.بي.تي ستجعل إجابات نظام السيارة تبدو طبيعية أكثر وستسمح للسائقين بطلب معلومات الوجهة أو معالجة استفسارات أخرى، مثل ما العشاء الذي يجب طهوه”.
وسمحت الشركة سابقًا للسائقين والركاب بإصدار مجموعة من الطلبات عن طريق الصوت، مثل تشغيل سخانات المقاعد.
وبرز التحكم الصوتي كميزة لتغيير قواعد اللعبة في صناعة السيارات. ويسمح للسائقين بإبقاء أيديهم على عجلة القيادة وأعينهم على الطريق بينما هم يتفاعلون مع سياراتهم.
وعلى مر السنوات أصبحت أنظمة التحكم الصوتي متطورة بشكل متزايد، مما يوفر وظائف أكثر دقة واستجابة. ويتماشى هذا الاتجاه تمامًا مع التزام مرسيدس بتقديم أحدث التقنيات التي تعزز تجربة القيادة الشاملة.
ولطالما سعت مرسيدس – بنز إلى جعل القيادة تجربة ممتعة وسهلة، ومن خلال دمج التحكم الصوتي بتقنية تشات جي.بي.تي تهدف العلامة التجارية إلى الارتقاء بهذه الرؤية إلى آفاق جديدة.
وعبر السماح للسائقين باستخدام أوامر اللغة الطبيعية، تمكنهم مرسيدس من التفاعل مع سياراتهم بطريقة بديهية وأكثر أريحية في عملية التواصل. ويُظهر هذا التطور التزام مرسيدس بالبقاء في طليعة الابتكار وتزويد الزبائن بأحدث التطورات في تكنولوجيا السيارات.
ومع التحكم الصوتي بمنصة تشات جي.بي.تي يمكن لسائقي مرسيدس أداء مجموعة واسعة من المهام دون عناء ويمكنهم ضبط درجة الحرارة وتغيير محطات الراديو والوصول إلى معلومات الملاحة وحتى إجراء مكالمات دون استخدام اليدين بمجرد نطق أوامرهم.
وتقلل هذه العملية دون استخدام اليدين من عوامل التشتيت وتسمح للسائقين بالتركيز على الطريق أمامهم، مما يضمن تجربة قيادة أكثر أمانا. وعلاوة على ذلك، فإن قدرات المحادثة في تشات جي.بي.تي تجعل التفاعل طبيعيا أكثر وسهل الاستخدام.
وفضلا عن ذلك يمكن لتقنية تشات جي.بي.تي التكيف مع تفضيلات السائق الفردية والتعلم من تفاعلاته بمرور الوقت. كما تتيح هذه التجربة الشخصية للنظام فهم أوامر محددة والاستجابة وفقًا لذلك، مما يجعل تجربة القيادة أكثر ملاءمة.
كما يمكن أن يتكامل هذا التحكم الصوتي بسلاسة مع الأجهزة والخدمات الذكية الأخرى ويمكن للسائقين توصيل سياراتهم بأنظمة التشغيل الآلي للمنزل، والمساعدين الافتراضيين، والعديد من المنصات عبر الإنترنت، مما يتيح نظامًا بيئيًا متصلا ومتزامنا.
وعلى سبيل المثال يمكنهم استخدام الأوامر الصوتية لضبط درجة حرارة منازلهم أو التحقق من جداولهم الزمنية أو حتى تقديم طلبات عبر الإنترنت، كل ذلك أثناء السير على الطريق.
◙ الشركة تجري اختبارا على سياراتها المزودة بأنظمة أم.بي.يو.إكس لمعرفة استجابة السائقين لتقنية تشات جي.بي.تي
وأحد الاهتمامات الأساسية في تكنولوجيا السيارات هو ضمان سلامة السائق، وتدرك مرسيدس – بنز أهمية تقليل تشتيت انتباه السائق، خاصة عند استخدام التحكم الصوتي.
ولمعالجة هذا الأمر تم تصميم التحكم الصوتي في تشات جي.بي.تي ليكون بديهيًا وسريع الاستجابة، مما يقلل من الحاجة إلى الأوامر المتكررة أو التفاعل المفرط.
ويركز النظام على توفير استجابات دقيقة وموجزة، وتقليل الحمل المعرفي والسماح للسائقين بالحفاظ على انتباههم على الطريق.
وعلاوة على ذلك تستخدم مرسيدس تقنية متقدمة للتعرف على الكلام لضمان تفسير موثوق ودقيق للأوامر. ويمكّن ذلك النظام من فهم اللهجات المختلفة واللغات وأنماط الكلام واستيعاب مجموعة واسعة من المستخدمين.
ومن خلال إعطاء الأولوية للسلامة وقابلية الاستخدام، تهدف مرسيدس إلى تقديم نظام تحكم صوتي يعزز تجربة القيادة دون المساومة على السلامة أثناء السير على الطرق.