مرسيدس تتقدم خطوة أمام تسلا في أنظمة القيادة الآلية

استخدام درايف بيلوت سيتم في أماكن من الطرق السريعة في ألمانيا بسرعة لا تتجاوز 60 كلم في الساعة.
الأربعاء 2021/12/15
متعة أكبر عندما تترك السيارة تتولى بنفسها مقعد القيادة

أشعلت مرسيدس المنافسة في حلبة المركبات الذكية واستخدام الذكاء الاصطناعي بعدما أصبحت أول صانع يستخدم المستوى الثالث للقيادة الذاتية في ألمانيا من خلال نظام درايف بيلوت لتتقدم خطوة على تسلا التي كانت تتطلع للانفراد بهذا الإنجاز بعدما وقفت أمام تحقيقه المشاكل الكبيرة التي تعترض الشركة الأميركية.

برلين – حصلت شركة مرسيدس على الموافقة التنظيمية لنشر نظامها الخاص بالقيادة الذاتية في ألمانيا قبل منافستها الأميركية تسلا، محرزة بذلك تقدما في السباق لتقديم مستويات أعلى من الذكاء الاصطناعي في إحدى الأسواق الأكثر تنافسية في العالم.

وبنيلها الضوء الأخضر الأسبوع الماضي، تخطط الشركة الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات الفارهة التابعة لمجموعة دايملر لتقديم درايف بيلوت على أيقونتها السيدان أس – كلاس بدءا من النصف الأول من العام المقبل.

وقالت الشركة العملاقة في بيان إن “الموافقة التنظيمية تنطبق أيضا على السيارة الكهربائية إي.كيو.أس”، لكن صانع السيارات لم يقل متى سيكون النظام متاحا على تلك السيارة.

ومن المتوقع أن تبدأ الشركة نشر نظام القيادة الذاتية الخاص بها لاستخدامها على مساحات من شبكة “أوتوبان” في البلاد بسرعة لا تتجاوز 60 كيلومترا في الساعة.

وبات بإمكان مرسيدس اعتماد نظام القيادة الذاتية من المستوى الثالث، وهو أعلى بدرجة من نظام أوتو بايلوت من المستوى الثاني من تسلا، والذي سيسمح للسائقين برفع أيديهم عن عجلة القيادة في حركة المرور البطيئة.

وقالت مرسيدس إن “درايف بيلوت سيعمل في حركة مرور كثيفة على مساحات محددة مسبقا من الطريق السريع بسرعات تصل إلى 37 ميلا في الساعة، مع تعامل النظام مع التوجيه والتسارع والفرملة”.

ستيفن أديليستين: رغم تواصل الإثارة لا نزال بعيدين عن القيادة الذاتية الحقيقية

ويمكّن نظام درايف بيلوت السائق من إبعاد تركيزه عن حركة المرور والتركيز على بعض الأنشطة الثانوية مثل التواصل مع الزملاء عبر خاصية المكتب المضمن في السيارة أو كتابة رسائل البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت أو الاسترخاء ومشاهدة فيلم.

ويقول الخبير ستيفن أديليستين في تقرير نشرته منصة “موتور أوثوريتي” المتخصصة في السيارات إنه على مقياس أس.أي.إي للقدرة على القيادة الذاتية، فإن المستوى 3 يشير إلى الأنظمة التي تسمح للسائقين برفع أيديهم عن عجلة القيادة وإبعاد أعينهم عن الطريق في مواقف معينة.

ولكنه أشار إلى أن ذلك لا يزال بعيدا كثيرا عن القيادة الذاتية الحقيقية حيث يحتاج السائق دائما إلى الاستعداد لاستعادة السيطرة على المركبة في أي وقت.

وكانت تسلا وشركة وايمو التابعة لمجموعة ألفابت الشركة الأم لغوغل وآخرون يتنافسون على تقنية القيادة الذاتية لسنوات، لكن لا يزال الكثير من العمل حتى بلوغ هدف نشرها على نطاق واسع بالنظر إلى المخاطر التي لا تزال قائمة في هذا النوع من المركبات.

وواجهت تسلا مشكلة في أكبر سوق للسيارات في أوروبا بسبب تقنية مساعدة السائق الخاصة بها، بعد أن رفضت محكمة ألمانية حملة الترويج التي قامت بها الشركة لنظام أوتو بايلوت العام الماضي قائلة إن “شركة صناعة السيارات قد ضللت المستهلكين بشأن ما يمكن للنظام فعله”.

كما وضعت مشاكل نظام القيادة الآلية في سيارات تسلا في مسار تصادمي مع أفضل جهة تنظيمية لسلامة المركبات في الولايات المتحدة بشأن التكنولوجيا التي كانت أساسية في أن تصبح الصانع الأكثر قيمة في العالم.

واعتبر خبراء ذلك مجرد عثرة في طريق طويل بدأ عمالقة الصناعة في اتباعه منذ فترة، لكن آخرين لديهم شعور بأنه سيكون منعطفا لإعادة خلط أوراق كيفية توظيف التقنيات المبتكرة في مركبات المستقبل حتى تصل إلى درجة الأمان المأمولة.

وتواجه تسلا انتقادات متكررة بسبب حوادث تسبب بها استخدام سائقين خاصية القيادة التلقائية في مركباتها بعد الاصطدام المتكرر بالحواجز وبالسيارات الأخرى وبالمارة إلى درجة أنها باتت تتصدر “القائمة السوداء” بين المصنعين الذين يتبنون هذه التكنولوجيا.

التخلص من المقود مسألة وقت
التخلص من المقود مسألة وقت

وتقف القرارات التي يتخذها الذكاء الاصطناعي بتجاهل أوامر السائقين في المركبات ذاتية القيادة عائقا أمام استخدام هذه التقنية بشكل كامل دون تدخل لأن التأخر في معالجة المخاطر المحتملة قد يتسبب في كوارث وهو ما يحصل حاليا مع سيارات تسلا.

ولطالما قدم رئيسها التنفيذي إيلون ماسك وجهات نظر متفائلة حول قدرات سياراته، حتى إنه ذهب إلى أبعد من ذلك حين بدأ بفرض رسوم على الزبائن بالآلاف من الدولارات مقابل ميزة “القيادة الذاتية الكاملة” في 2016.

ومضت سنوات ولا تزال تسلا تطلب من مستخدمي نظام أوتو بايلوت الخاص بها أن يكونوا منتبهين تماما وجاهزين لتولي القيادة في أي وقت.

ويقول خبراء إن السيارة المستقلة بالكامل ستكون حينما تصل إلى الطرقات بعد مرورها بالعديد من التجارب والاختبارات وموافقة السلطات التنظيمية في الدول جذابة للغاية للزبائن المميزين، ما سيسمح للسائقين بالعمل أو استخدام أنظمة الترفيه في أثناء الرحلات.

مرسيدس ستعتمد درايف بيلوت من المستوى الثالث في الطرق الألمانية وهو أعلى بدرجة من أوتو بايلوت من المستوى الثاني من تسلا

وعلى الرغم من أن مرسيدس حصلت على إذن لاستخدام النظام في ألمانيا فقط، إلا أنها تقول إنها تهدف إلى الحصول على موافقة الجهات التنظيمية في دول أخرى أيضا. وهذا يتوقف على مدى سلامة النظام الذي تبتكره.

ولم تقرر شركة صناعة السيارات المبلغ الذي ستتقاضاه مقابل استخدامه على 13 ألف كيلومتر من شبكة الطرق السريعة في ألمانيا.

ولا تُعد مرسيدس أول شركة صناعة سيارات تسوق تقنية المستوى الثالث في السيارة التي تنتجها، فقد حصلت شركة هوندا اليابانية في 2020 على موافقة من المنظمين اليابانيين على مثل هذا النظام في طراز ليجند الخاص بها، رغم توظيفه في دورة إنتاج محدودة فقط.

وكانت هوندا قد أطلقت نسختها الخاصة على سيارة السيدان ليجند التي كانت تباع سابقا في الولايات المتحدة باسم آكورا آر.أل.إكس وفي اليابان في وقت سابق من هذا العام، بعد الحصول على موافقة الجهات التنظيمية في ذلك البلد.

ومن المتوقع أيضا أن تطلق شركة بي.أم.دبليو الألمانية نظاما من المستوى 3 تم تطويره مع قسم موبيلي التابع لشركة أنتل الأميركية على الجيل السابع من سياراتها وتوسيع نطاق الإتاحة لاحقا إلى الفئة 5 وإكس 5 وإكس 7 وآي.إكس الكهربائية متعددة الاستخدامات.

Thumbnail
15