"مرايا نوران" يوميات امرأة تونسية حالمة

تونس - تصور رواية “مرايا نوران” للشاعرة والكاتبة التونسية بسمة المرواني، رحلة بحث الأنثى عن ذاتها، وسط تنازعات مربكة تعيشها داخلها بين النموذج الاجتماعي العربي والآخر الغربي.
بطلة الرواية نوران مثقفة لم تتزوج، تخوض رحلتها اليومية بحثا عن كيانها، فيما تعتمل داخلها مشاعر وأحاسيس تتشكل وتتغير حسب المواقف التي تعيشها، وكأننا بصدد يوميات امرأة عربية بكل ما تحمله من تشظ اليوم.
تتنقل نوران بين الأماكن التونسية بكل ما فيها من مظاهر صراع خفي أو ظاهر، يقودها في ذلك تساؤلها الدائم عن قيمة الأنثى كإنسان، في ظل كل هذه التجاذبات التي تعاني منها المرأة العربية كل يوم، فهي الكائن الذي يتجاذبه الدين من جهة، السياسة من جهة أخرى، والرجل ورحلة الحب المجنون، وهي الكائن المثقل بالمشاعر وهواجس والانعتاق وأشياء أخرى تخشى أن تبوح بها.
الكل في هذه الرواية، الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بالأردن، عابر في أرواحٍ عابرة بتصورات خاصة ومخالفة للخطاب الظاهري الذي ينتجه المجتمع، خاصة في ما يتعلق بالحب.
فالبطلة تخرج عن تصورات المرأة الظاهرية، وتحكمها الرغبات التي لا تخشى من الانسياق فيها بجرأة.
الرواية، الواقعة في 402 صفحة، من الحجم المتوسط، في شكل سيرة ذاتية، هي يوميات للشخصية المفتونة بالفلسفة، والمتسائلة بجرأة حول الإيمان والدين والإله والأنا والآخر ودور المرأة في المجتمعات، أسئلة كثيرة تطرح من خلالها الكاتبة قضايا الإنسان اليوم، خاصة ما يتعلق بالقومية، التي لا تخص مجتمعا بعينه.
كما تضيء على قضايا الانعتاق وتحرر المجتمعات العربية التي تراها البطلة مرتبطة في جوهرها بتحرر طاقات المرأة وإقرار الرجل بقيمتها الذهنية الإبداعية وإشراكها في الحياة.