"مراهق العائلة" يدق ناقوس الخطر من أصوات المؤثرين على سلوك المراهقين

المسلسل يكشف أثر غياب اهتمام الآباء بأبنائهم الذين يذهبون من عالم المدرسة المليء بالمشاكل إلى عالم الهواتف الذكية.
الاثنين 2025/04/07
قصة تمسّ كل أسرة

القاهرة - تفاعل الآباء والأمهات في العالم العربي مع مسلسل "مراهق العائلة" الذي عرض على منصة نتفليكس وأثار اهتماما عالميا بفضل قصته التي تمسّ كل أسرة، حيث يكشف كيف يمكن أن تتحول أصوات مؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي ضد النساء إلى سلوك قاتل لدى المراهقين.

والمحور الأساسي للمسلسل هو اتهام مراهق في الثالثة عشرة من عمره بقتل زميلته في المدرسة، ولكن القصة تتجاوز التهمة، حيث تكشف الظروف التي قد تدفع المراهقين إلى اتخاذ قرارات خطيرة، حتى وإن كانت القتل. وتبدأ القصة بتسليط الضوء على فكرة “المراهقة” كما يعبّر عنها الإعلان الترويجي، الذي يقول “عقولنا في عمر الفتوة تنضح بأفكار مجنونة”، لتكشف الأحداث كيف يمكن لتلك الأفكار أن تتطور إلى تصرفات مدمرة.

وفي أربع حلقات، جرى تصوير كل منها في لقطة متسلسلة واحدة، يشرح المسلسل الأسباب التي ربما دفعت الفتى إلى ارتكاب هذا الفعل، مستحضرا تأثير الخطابات المعادية للنساء والذكورية التي تعرّض لها واستحالة التحكم في استخدام الشبكات الاجتماعية بين المراهقين.

ومنح أداء المراهق جيمي وهو أول تجربة تمثيلية له المسلسل عمقا إضافيا، حيث جسد ببراعة الغموض الذي يحيط بعالم المراهقة، وجعل المشاهد يشعر بمدى تعقيد أفكار وأفعال المراهقين. ويبرز المسلسل كيف يمكن لتصرفات بسيطة، مثل إرسال إيموجي ساخر عبر إنستغرام أن تثير ردود فعل مدمرة، ففي عالم المراهقين المتأثر بشكل متزايد بمواقع التواصل الاجتماعي، يتحول مزاح غير مدروس إلى أمر خطير.

◙ المسلسل يكشف العلاقة المعقدة بين المراهقين والعالم المدرسي حيث يعزز التنمر المدرسي هذه الأفكار المجنونة ويشجع على تطبيقها في الواقع

كما يطرح تأثير التنمر الإلكتروني على المراهقين، حيث يتحول مجتمع الإنترنت إلى ساحة لتشجيع العنف، وتؤدي تفاعلات الشبكات الاجتماعية إلى نتائج مأساوية. ويكشف عن العلاقة المعقدة بين المراهقين والعالم المدرسي، حيث يعزز التنمر المدرسي هذه الأفكار المجنونة، ويشجع على تطبيقها في الواقع.

ورغم أن قضايا المراهقة والتنمر في المدارس قد تم تناولها بشكل موسع في العديد من الدراسات والمسلسلات، إلا أن “مراهق العائلة” نجح في إعادة تسليط الضوء على تعقيد هذه القضايا، دون أن يقدم حلولا سريعة. ويسلط المسلسل الضوء على أثر غياب الاهتمام الكافي من الآباء لأبنائهم، الذين يذهبون من عالم المدرسة المليء بالمشاكل إلى عالم الهواتف الذكية التي يعيشون فيها طوال اليوم.

ولاقى مسلسل مراهق العائلة صدى كبيرا في أنحاء العالم خاصة في بريطانيا، حيث سيعرض على طلاب المدارس المتوسطة والثانوية، ما يعكس التأثير الكبير لهذا العمل. وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أن مسلسل “أدوليسانس” (مراهق العائلة) الذي تنتجه نتفليكس ويستكشف التأثيرات السلبية التي يتعرض لها الشباب عبر الإنترنت، سيُعرض في المدارس المتوسطة والثانوية في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، رغم الجدل الاجتماعي الذي أثاره في البلاد.

وقال رئيس الوزراء كير ستارمر الذي شاهد المسلسل بنفسه مع ولديه المراهقين “إنها مبادرة مهمة لتشجيع أكبر عدد ممكن من التلاميذ على مشاهدة البرنامج.” ويحتل المسلسل الذي بدأ بثه في الثالث عشر من مارس الماضي صدارة الأعمال الأكثر متابعة على نتفليكس حول العالم، وشاهده أكثر من 66.3 مليون شخص حتى الخامس والعشرين من مارس وفق المنصة. وفي المملكة المتحدة، استحال هذا المسلسل المحدود ظاهرة اجتماعية، ونشرت الصحف مقالات كثيرة حول القضايا التي يثيرها.

وأكد كير ستارمر أن “التحدث بصراحة عن التغييرات في طريقة تواصلهم والمحتوى الذي يرونه ومعرفة المحادثات التي يجرونها مع بعضهم بعضا أمر ضروري إذا أردنا مساعدتهم بشكل صحيح للتعامل مع التأثيرات الضارة.” والتقى رئيس الوزراء في مقر رئاسة الحكومة مع صنّاع المسلسل ومؤسسات خيرية ومراهقين. وقال جاك ثورن، المشارك في كتابة سيناريو المسلسل، "لقد أنشأنا هذا البرنامج لإثارة النقاش والتمكّن من بثه في المدارس يتجاوز توقعاتنا."

وقالت ماريا نيوفيتو من جمعية حماية الطفل الوطنية “رغم أن قرار عرض المسلسل في المدارس كان جيدا، فإنه لا يمكننا أن نتوقع من المعلمين والأهل تأدية كل المهمات المطلوبة." وأكدت أن "شركات التكنولوجيا يجب أن تجعل من رفاه الأطفال أولوية ومن مسؤوليتها التأكد من أن منصاتها ومواقعها مصممة لتكون آمنة للمستخدمين الصغار."

16