"مراسلون بلا حدود" تفتتح مكتبا في بيروت لدعم الصحافيين بالمنطقة

نقاشات المنظمة مع المسؤولين اللبنانيين تناولت كيفية تحقيق العدالة للصحافيين الذين قتلوا في جنوب لبنان.
الجمعة 2024/03/22
ضحايا تغطية الحرب

بيروت - افتتحت منظمة "مراسلون بلا حدود" مركز حرية الصحافة في بيروت الخميس، بهدف تقديم الدعم للصحافيين الذين يقومون بتغطية الحرب في غزة ولبنان والمنطقة، حيث سيقدم المركز “الدعم اللوجستي والحماية للصحافيين".

واستقبل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري وفدا من "مراسلون بلا حدود" ضم جوناثان داغر وريبيكا فينسينت، التي أشارت إلى أن البحث مع وزير الإعلام تطرق إلى "مواضيع تتعلق بحرية الصحافيين وحمايتهم، والتصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره المنظمة في مايو من كل عام، ومركز لبنان ضمن هذا التصنيف وكيفية تحسينه خلال السنوات المقبلة".

وأشارت إلى أن “الحديث تطرق إلى الصحافيين الذين قتلوا في جنوب لبنان وهم عصام عبدالله وفرح عمر وربيع معماري وكيفية العمل من أجل تحقيق العدالة لهم”. كما عرض الوفد الخدمات التي سيقدّمها المركز في بيروت.

وكانت "مراسلون بلا حدود" من بين أكثر من 120 منظمة ووسيلة إعلام وقعوا كتابين رسميين إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك والمديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، للمطالبة بتحقيق مستقل في استهداف إسرائيل لصحافيين في جنوب لبنان. وأدت ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان في 13 أكتوبر إلى مقتل المصور في وكالة "رويترز" عصام عبدالله وإصابة ستة صحافيين آخرين بينهم مصورا وكالة “فرانس برس” ديلان كولنز وكريستينا عاصي التي بترت قدمها.

كما قتلت المراسلة فرح عمر والمصوّر ربيع معماري من قناة “الميادين” جراء ضربة إسرائيلية استهدفتهما في 21 نوفمبر. وطالب الموقعون على الكتابين بـ"إجراء تحقيق مستقل عبر خبراء مستقلين في مجال حقوق الإنسان يعينهم مكتبه للكشف عن الحقائق المتعلقة بهذه الاستهدافات ونشر تقرير يحدّد المسؤوليات".

◙ أحد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على الصحافيين وتصفيتهم
◙ أحد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على الصحافيين وتصفيتهم 

وناشد الموقعون أزولاي “انطلاقًا من مسؤوليتها في تعزيز سلامة الصحافيين ومكافحة إفلات من يستهدفهم من العقاب” بـ“إدانة استهداف إسرائيل للصحافيين في جنوب لبنان والدعوة إلى محاسبة إسرائيل عن جرائم هذه الحرب ودعم الطلب الموجه للمفوض السامي لحقوق الإنسان لإجراء تحقيق مستقل في القضية”.

وشمل الكتابان خلاصة نتائج تحقيقات منفصلة أجرتها منظمات “هيومن رايتس ووتش” و“العفو الدولية” و“مراسلون بلا حدود” ووكالتا “فرانس برس” و“رويترز”، حول استهداف الصحافيين في 13 أكتوبر. وأظهر تحقيق “فرانس برس” الذي نشرت نتائجه في 7 ديسمبر الماضي أنّ الضربة التي قتلت عصام عبدالله وأصابت الصحافيين الستة الآخرين، نجمت عن قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية.

وبحسب التحقيق الذي أجري بالتعاون مع منظمة "إيروورز" البريطانية غير الحكومية المتخصصة في التحقيق في هجمات تطال مدنيين في مواقع النزاع، فإن قذيفتين استهدفتا الصحافيين وفصلت بينهما 37 ثانية فقط، ما يؤشر، بحسب خبراء إلى أن الضربة كانت محدّدة الأهداف، علمًا أنه كان واضحًا أن الأشخاص المتجمعين في المكان هم صحافيون.

وخلصت تحقيقات "رويترز" و“العفو الدولية” و“هيومن رايتس ووتش” أيضًا إلى أن “الضربة إسرائيلية”. وخلص تقرير المنظمة الهولندية للبحث العلمي التطبيقي (تي.إن.أو)، التي تعاقدت معها رويترز لتحليل الأدلة من هجوم 13 أكتوبر الذي أودى بحياة الصحافي عصام عبدالله، إلى أن دبابة كانت على بعد 1.34 كيلومتر في إسرائيل أطلقت قذيفتين من عيار 120 مليمترا على المراسلين.

وقتلت القذيفة الأولى عصام (37 عاما) وأصابت مصورة وكالة الأنباء الفرنسية كريستينا عاصي (28 عاما) بجروح خطيرة. وفي تقريرها النهائي الخميس، كشفت المنظمة أن الصوت الذي التقطته كاميرا شبكة الجزيرة في مكان الحادث أظهر أن المراسلين تعرضوا أيضا لإطلاق نار بطلقات عيار 0.50 من النوع الذي تستخدمه مدافع براوننغ الآلية التي يمكن تركيبها على دبابات الميركافا الإسرائيلية.

ويحظر القانون الإنساني الدولي الهجمات على الصحافيين حيث يتمتع الصحافيون العاملون في وسائل الإعلام بنطاق الحماية الكامل الممنوح للمدنيين ولا يمكن اعتبارهم أهدافا عسكرية. وقالت رئيسة تحرير “رويترز” أليساندرا غالوني “نندد بأشد العبارات بالهجوم على مجموعة من الصحافيين تم تمييزهم بوضوح، ويعملون في مكان مفتوح. أدى الهجوم إلى مقتل زميلنا عصام عبدالله وإصابة عدد آخر. ونكرر دعواتنا إلى إسرائيل لتوضيح كيف أمكن حدوث هذا وضرورة محاسبة المسؤولين".

وكرّر مدير الأخبار العالمية بوكالة الأنباء الفرنسية فيل شيتويند دعوته للجيش الإسرائيلي إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف. مضيفا “إذا تأكدت التقارير عن إطلاق نار متواصل من أسلحة آلية فإن هذا سيضيف ثقلا أكبر لنظرية أن الهجوم كان مستهدفا ومتعمدا”.

5