مراد عبداللاوي فنان جزائري يخلص اللون الرمادي من تهمة الكآبة

الجزائر – يعرض الفنان التشكيلي الجزائري مراد عبداللاوي مجموعة كبيرة من أعماله الفنية، منذ مساء الأحد بفضاء فرانز فانون بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة، تحت عنوان “سحر الرماديات الملونة”، يقدم فيه لوحات مختلفة أعطى فيها الحرية لخياله وريشته وللألوان للتعبير عما يجول في خاطره.
ويفسح هذا المعرض المجال للون الرمادي الذي يعشقه الفنان ليتربع على المكان ويوصل بوفاء رسائله ونظرته إلى الأشياء وأفكاره إلى المتلقي.
وعلى عكس ما يشاع عن اللون الرمادي الذي يعتبره الكثير مرادفا للحزن والسوداوية، ويذكرنا خاصة برسالة الفنان العالمي فان غوغ إلى أخيه ثيو التي يلعن فيها الرمادي ويقرنه بالكآبة، فإن طريقة تعامل عبداللاوي مع هذا اللون وتطويعه جعلاه يخدم فكره ويؤدي الرسالة بعمق وجعلت الزائر ينتابه الشعور بالسكينة والراحة بمجرد الدخول إلى الرواق.
الفنان التشكيلي يتأسف إزاء نقص فضاءات العرض، وهو ما يحرم، كما يقول، الجمهور من اكتشاف، أعمال المبدعين الجزائريين والموهوبين
وصرح الرسام المسكون بهاجس الموسيقى والفنون الأخرى بأنه اكتشف في هذا اللون قدرة على خلق التفاعل مع المتلقي الذي يجد في تلك المواضيع التي طرحها تشابها بل تطابقا مع أحواله النفسية وفرصة للسفر مع ما ينبعث من اللوحات المعروضة من مشاعر ورغبات في الانطلاق وتحقيق الذات.
وأكد من جهة أخرى أنه على الفنان أن يعطي إلى جانب الجمال أبعادا فكرية وفلسفية للمواضيع التي يقدمها.
وعن طريقة عمله أوضح الفنان أنه إلى جانب الاحترافية والتحكم في التقنيات أثناء الرسم، فهو أيضا يقوم بتحضير معارضه بدقة عالية وحسب مقاييس عالمية، مؤكدا على أهمية فضاء وتقنيات العرض.
ويتجلى من خلال تصريحات الفنان وطريقة الحديث عن أعماله وفنه مدى حبه لما يقدمه، وأبرز دليل على هذا الشغف قوله “أنا دائما أشتغل والمعارض موجودة والجديد أيضا لأنني أرسم كل يوم، فأنا لا أعمل في ورشة بل في مخبر”.
وتأسف الفنان التشكيلي من جهة أخرى إزاء نقص فضاءات العرض، وهو ما يحرم، كما يقول، الجمهور من اكتشاف، أعمال المبدعين الجزائريين والموهوبين من تفجير طاقاتهم في هذا المجال الفني.
يتواصل هذا المعرض الذي يقدم للزوار 65 لوحة إلى غاية التاسع من يوليو المقبل.
ويذكر أن الفنان مراد عبداللاوي من مواليد أغسطس 1964 بعين البيضاء بالشرق الجزائري وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة سنة 1989. وقد أقام عدة معارض جماعية وفردية في الجزائر وخارجها حيث عرض في بلغراد سنة 2019 ونال عدة جوائز من بينها جائزة بمعرض الإسماعيلية في 2013.
