مذنب يقترب من الأرض ليخبرنا بأسرار نظامنا الشمسي

بنسلفانيا (الولايات المتحدة) ـ يندفع أكبر مذنب يقع اكتشافه على الإطلاق نحو الأرض، ما سيقدم لعلماء الفلك نظرة ثاقبة لا تقدر بثمن عن النظام الشمسي.
واكتشف مذنب “برناردينللي ـ برنستاين” لأول مرة منذ سبع سنوات، ويعتقد أن عرضه يصل إلى 120 ميلا (200 كيلومتر)، أي ما يقارب 12 ضعفا لحجم جبل إيفرست، بحسب ما أوردته صحيفة “ذي صن”.
ورصد عالما الفلك بجامعة بنسلفانيا بيدرو برناردينيلي وجاري برنشتاين المذنب المثير للإعجاب في الشهر الماضي، ونشر الثنائي ورقة توضح كل ما يعرفانه عن هذا الجسم الفضائي بناء على سبع سنوات من جمع البيانات وسلسلة من المشاهدات خلال الصيف.
ووصف العلماء المذنب بأنه “آلة زمنية” تحمل معلومات غير مسبوقة حول كيفية نشوء النظام الشمسي وتطوره.
وقال برناردينيلي لموقع “ذي ديلي بيست” “إن القصة الكامنة وراء المذنب ستخبرنا بما كان موجودا في النظام الشمسي منذ المليارات من السنين. يمكننا استخدام ذلك لفهم الأشياء التي نراها اليوم في أماكن أخرى من النظام الشمسي”.
وما يجعل هذا المذنب فريدا من نوعه هو أن تركيبته الكيميائية لم تتغير بشكل جوهري منذ تشكله نظرا لحجمه وبعده عن الشمس.
وأوضح برناردينيلي “لم يحدث الكثير لهذا الجسم منذ تشكله في الأيام الأولى للنظام الشمسي. ويمكننا اعتباره نافذة على الماضي”.
وشارك بيرناردينيللي وبرنشتاين النتائج التي توصلا إليها في ورقة بحثية تم تقديمها إلى مجلة “ذي استروفيزيكل جورنال لتّر”.
ويُعتقد أن عرض المذنب يتراوح بين 60 و120 ميلا، ما يجعله أكبر مذنب شهده الإنسان على الإطلاق.
ومن المتوقع وصول “برناردينللي ـ برنستاين” إلى نظامنا الشمسي الداخلي في عام 2031، عندما يتأرجح بين أورانوس وزحل.
والمذنب كبير لدرجة أنه تم الخلط بينه وبين كوكب قزم، قبل أن يكتشف العلماء ذيله المتوهج.
وبينما من المتوقع أن يصل المذنب إلى النظام الشمسي الداخلي في غضون عقد تقريبا، يقول علماء الفلك إنه لا يشكل أي تهديد للأرض، وهو يبعد عنا حاليا 29 وحدة فلكية، أي نحو 29 ضعف المسافة بين كوكبنا والشمس.
وعندما يقترب من أقرب نقطة له في وقت ما من عام 2031، ستحتاج إلى تلسكوب لاكتشافه.
وبالنسبة إلى عشاق الفضاء المتلهفين لرؤية مذنب قريبا، فمن المتوقع أن يمر مذنب آخر بالقرب من الأرض في عيد الميلاد هذا العام.