مدينة قطبية تترشح لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية

مبادرة مدينة سالا الفنلندية تهدف إلى حض الناس على القيام بخطوات عملية للحد من تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.
الخميس 2021/02/11
الوضع يتفاقم

لابي (فنلندا) - أطلقت مدينة سالا الفنلندية حملة ترشيح وهمية لدورة الألعاب الأولمبية لسنة 2032، لكنها ليست حملة جدية للفوز فعليا بتنظيم هذا الحدث الرياضي الصيفي، بل جلّ ما تهدف إليه هو لفت الانتباه إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، وتسليط الضوء على الخطر الذي يُحدِق بهذه المنطقة جرّاء هذه الظاهرة.

فمقياس الحرارة لا يصل إلى الصفر على مدى نصف أشهر السنة في هذه القرية المنعزلة التي يبلغ عدد سكانها 3500 نسمة وتقع في إقليم لابي بأقصى شمال الكرة الأرضية، ويعتبر سكانها أنها “أبرد مكان في فنلندا”.

وقال أحد السكان -ضمن شريط فيديو انتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت- في تعليق ساخر على هذه الحملة “لم أشعر قطّ بالحرّ مِن قبل، لكنني متأكد من أن هذا اليوم آتٍ لا محالة”.

وحذّر المشاركون في شريط الفيديو من أن مناطق التندرا ذات التربة الصقيعية المغطاة بالثلوج والخالية من الأشجار ستصبح قريبا ملعبا لرياضة كرة الطائرة الشاطئية إذا لم تؤخذ مشكلة التغير المناخي على محمل الجد، في حين أن النهر المتجمد سيتحوّل مكانا مثاليا لمسابقات ركوب الأمواج.

واعتمدت البلدة الأسلوب الساخر أيضا على الموقع الإلكتروني الذي خصصته للحملة، إذ عرضت عليه التميمة المعتمدة للحملة وهي حيوان الرنة المسمى “كيسا” (“الصيف” باللغة الفنلندية) والذي ينتشر فيه البعوض، وقد صار موجودا أكثر فأكثر في القطب الشمالي بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وأشار رئيس البلدية إركي باركينين إلى أن الفيديو الترويجي “سالا 2032” -الذي شوهد حتى الآن 400 ألف مرة- أثار موجة “رسائل ودعوات من كل أنحاء العالم مفادها: لا يمكن السماح بإقامة الألعاب الصيفية في سالا”.

----

وأضاف “لقد ساعد ذلك الناس على أن يفهموا أن لدينا هنا في الدائرة القطبية الشمالية ظروف حياة تحتاج إلى فصل الشتاء، وإذا فقدنا فصل الشتاء سيتسبب ذلك في الكثير من المشاكل لنا ولكوكب الأرض بأسره”.

وتشهد درجة حرارة منطقة القطب الشمالي بحسب العلماء ارتفاعا أسرع بمرتين من المتوسط العالمي، مما يشكل خطرا على الحيوانات المحلية وعلى التربة الصقيعية التي تحتوي على كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون.

وتسعى مبادرة سالا المدعومة من حركة “فرايديز فور فيوتشر” المناخية إلى حض الناس على القيام بخطوات عملية، كتدوير المواد والإقبال على العمل التطوعي والضغط على النواب للحد من تفاقم المشكلة.

ويأمل باركينين في “أن تساهم الحملة الصغيرة التي أطلق عليها عنوان ‘إنقاذ سالا إنقاذ للكوكب’ في دفع المزيد من الناس إلى التفكير والعمل لصالح المناخ”.

وتابع “لا نريد أن نكون أفضل مكان لاستضافة الألعاب الصيفية في عام 2032 (…) بل نريد الحفاظ على سالا وعلى الكوكب كما هما الآن”.

24