مدير منظمة الصحة العالمية في قلب صراع تيغراي

اتهام تيدروس أدهانوم غيبريسوس بمحاولة شراء أسلحة وحشد الدعم الدبلوماسي للإقليم المتمرد.
الخميس 2020/11/19
الأزمات تلاحق تيدروس

أديس أبابا - يجد تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير منظمة الصحة العالمية نفسه مرة أخرى في قلب أزمة جديدة بعد أن اتهمه قائد الجيش الإثيوبي بالضغط لصالح الإقليم المتمرد ومساعدة سلطاته في الحصول على الأسلحة.

وقال قائد الجيش برهان جولا في مؤتمر صحافي، لدى حديثه عن مدير عام منظمة الصحة "عمل في دول مجاورة لإدانة الحرب. عمل لصالحهم للحصول على الأسلحة".

وتضمنت الاتهامات الموجهة "شراء أسلحة وحشد الدعم الدبلوماسي للحزب السياسي المهيمن على إقليم تيغراي الذي يقاتل القوات الاتحادية".

وتيدروس هو إثيوبي ينتمي إلى عرق تغراي، الذي يمثل 6 في المئة من سكان إثيوبيا ويتعرض إلى حملة عسكرية من قبل أديس أبابا التي تتهم الجبهة الشعبية التي تتزعمه، بمحاولة الانقلاب على النظام.

وقبل تقلده منصب المدير العام للمنظمة العالمية للصحة في مايو 2017، عمل تيدروس وزيرا للصحة في حكومة ائتلافية سابقة بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بين عامي 2005 و2012، ثم وزيرا لخارجية إثيوبيا في الفترة الواقعة بين عامي 2012 و2016.

وأكد برهان أن تيدروس "جزء من هذا الفريق (جبهة تحرير شعب تيغراي)". مضيفا "ماذا تتوقعون منه؟ لا نتوقع منه أن يقف إلى جانب الشعب الإثيوبي ويدينهم (أعضاء الجبهة)".

وارتبط اسم تيدروس بالعديد من الأزمات أبرزها جائحة كورونا حيث اتهمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمحاباة الصين، المتهمة بإخفاء معلومات عند بداية انتشار الفايروس على أراضيها، وذهب الرئيس ترامب حد قطع الدعم عن منظمة الصحة العالمية.

أزمات تيدروس بتفشي الأوبئة لم تتوقف عند جائحة كورونا، فقد نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن لورنس جوستين، مدير معهد أونيل لقانون الصحة الوطنية والعالمية في جامعة جورج تاون، قوله إنه عندما كان وزيرا للصحة في بلاده تستر على انتشار وباء الكوليرا في البلاد في أعوام 2006 و2009 و2011 ورفض الاعتراف بوجود كوليرا في إثيوبيا رغم أن اختبارات الأمم المتحدة أكدت وجودها آنذاك، كما ضغطت الوزارة على موظفيها لعدم الكشف عن عدد المصابين. وتقول "بي.بي.سي" العالمية إنه منع الصحافيين أيضا من الحديث عن انتشار الكوليرا في إثيوبيا.

وفي 2010 اتهمته هيومن رايتس ووتش بالتمييز المنهجي وانتهاك حقوق الإنسان، وكتبت في تقريرها أن المساعدات حُجبت عن قومية الأمهرة بسبب انتماءات أفرادها المعارضة للحكومة، ونتيجة لذلك انخفضت معدلات المواليد انخفاضا كبيرا في إقليم أمهرة مقارنة بالأقاليم الأخرى.

ومن أبرز الزلات التي وقع فيها تيدورس اختياره لرئيس زيمبابوي الراحل روبرت موغابي لمنصب سفير النوايا الحسنة لمنظمة الصحة العالمية للمساعدة في التصدي للأمراض غير السارية في أفريقيا، لكن سيل الانتقادات اضطره إلى التراجع بعد أن عبر مانحون غربيون وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان عن الغضب والصدمة من قرار تعيين رجل هو نفسه مرض دكتاتورية سار في أفريقيا، يتطلب توفير لقاحات ضده.

وأسفرت العملية العسكرية المثيرة للجدل التي دخلت أسبوعها الثالث والتي يصر آبي على أنها ضرورية لإعادة القانون والنظام إلى البلاد، عن مقتل المئات ودفعت بالآلاف إلى الفرار عبر الحدود إلى السودان.