مدير التلفزيون العراقي الاسبق: الإعلام الفضائي ارتبط بحبل سري مع المحتجين

ويرى المؤلف الذي سبق وان ترأس ادارة التلفزيوني العراقي في عقد التسعينات من القرن الماضي، أن مفهوم التلفزيون الفضائي لم يعرف في بحوث ودراسات الإعلام إلا متأخرا.
ويشكل مدرك المفهوم (الإعلام الفضائي) ليس باعتباره حيزا تقنيا مجردا، بل هو في الواقع إنجاز فكري، مكن الشعوب من تجاوز المحددات التقليدية للتواصل، وخرج بأداة التلفزيون من البث الهرتزي “الترددي” المحدد بالرقعة الجغرافية، إلى عالمية التلفزيون، وهذه العالمية ليست امتيازا تقنيا مرتبطا بقدرة التكنولوجيا الراهنة أو المتوقعة، بل إنها عرضت هذه الوسيلة التواصلية باعتبارها أداة تفاهم وتبادل معرفي أممي.
وساهم التلفزيون الفضائي، عبر دخوله إلى ميادين الحراك وساحات الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية، في خلق الأرضية المناسبة لتشكيل نخب وطنية جديدة أغلبها من الفئة الشبابية، بعد أن وجدت قوى النخب التقليدية في الأحزاب، سواء العلنية أو المحظورة، أن حركة الشارع الاحتجاجية الواسعة والمنظمة قد تجاوزتها بالمبادرة والتأثير.
الإعلام الفضائي العربي أسس خلال وجوده في ساحات الحراك الشعبي "المشاركة النشطة" في بناء الرأي العام.
بحبل “سري” بالواقعة الحية مباشرة من الميدان أشبه بالطفل الجنين في رحم أمه”، إن العالم الخارجي كما هو الأكسجين والغذاء يمر له عبر ذلك المسار، وهو القنوات التلفزيونية الفضائية وبثها الحي المباشر من الساحة.
وقد أثمرت تلك العلاقة القائمة بين المواطن المشارك ميدانيا في ساحة الحراك، والمواطن الجالس أمام شاشة التلفزيون بناء رأي عام موحد إزاء القضية المعروضة، وقاد ذلك إلى أن تتصل الساحة ماديا ومعنويا بالدعم والتأييد بالمواطن في منزله مباشرة.