مدن بلا صفيح: برنامج طموح استفاد منه أكثر من مليون مغربي

عدد وحدات السكن منخفض التكلفة بلغت إلى غاية سبتمبر الماضي 133.215 وحدة، من أصل 165.260 وحدة تم إطلاق إنجازها.
الثلاثاء 2023/01/17
خطوات متقدمة للنهوض بالواقع العمراني في المغرب

الرباط - استفاد أكثر من مليون وخمسمئة ألف مغربي من برنامج طموح أطلق عليه “مدن بلا صفيح”، ويستهدف محاربة السكن غير اللائق والنهوض بالواقع العمراني في المملكة.

وكشف رئيس مجموعة “العمران” بدر الكانوني، في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني للهندسة، أن الرقم المذكور “يمثل 83 في المئة من الهدف المسطر في البرنامج الوطني لمحاربة السكن غير اللائق”.

وأطلق المغرب في العام 2004 برنامج “مدن دون صفيح”، وكان هذا البرنامج يرمي إلى تحسين ظروف سكن ما يزيد على مليون وثمانمئة ألف شخص في 85 مدينة، والقضاء نهائيا على دور الصفيح في المغرب في أفق 2020.

لكن هذا البرنامج تعثر خلال الحكومة السابقة التي كان يقودها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بن كيران، قبل أن يستعيد نسقه مع الحكومة الجديدة التي يرأسها عزيز أخنوش.

بدر الكانوني: تم إنجاز 83 في المئة من الهدف المعلن في البرنامج
بدر الكانوني: تم إنجاز 83 في المئة من الهدف المعلن في البرنامج

وأبرز رئيس مجموعة “العمران”، التي تتولى تنفيذ سياسة الإسكان والتنمية الترابية في المغرب أن الجهود التي تبذلها المجموعة في تنفيذ مخططات عملها بتعاون مع الجماعات الترابية، مكنت من تحسين ظروف السكن لأزيد من ثمانية ملايين من المواطنين.

وبحسب ما نقلت عنه صحيفة هسبريس المحلية فإن عدد وحدات السكن منخفض التكلفة (شقق 140.000 و200.000 ألف درهم)، التي تم بناؤها بشكل مباشر أو عبر الشراكة مع القطاع الخاص، بلغت إلى غاية سبتمبر الماضي 133.215 وحدة، من أصل 165.260 وحدة تم إطلاق إنجازها.

وتطلق على أحياء الصفيح بالمغرب تسميات متعددة بينها “دواوير” أو “برايك” أو “كاريانات”، وبحسب بيانات رسمية فإنه يوجد في الدار البيضاء التي تشكل العاصمة الاقتصادية للمملكة أكبر تجمع صفيحي تليها مدينة الصخيرات – تمارة.

وقد ظهرت النواتات الأولى لهذه الأحياء خلال حقبة الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب أي في بدايات القرن الماضي، في ضواحي بعض المدن، وكان يقطنها خصوصا الإسبان من الطبقة الفقيرة الذين نزحوا إلى البلاد.

وتحولت ملكية تلك البيوت إلى مواطنين مغاربة، بعد الاستقلال، لتشهد هذه المساكن انتشارا في ضواحي المدن الكبيرة، وبمرور الوقت تحوّلت هذه المساكن الصفيحية إلى منازل عشوائية مبنية من حجارة وطين، وتفتقد لأدنى المقومات الحياتية.

وفاقم نزوح الآلاف من المغاربة القاطنين في القرى والأرياف النائية صوب المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش وفاس، تأثرا بالأوضاع الاقتصادية من ظاهرة الأحياء الصفيحية لتصبح أشبه ما يكون بمدن صغرى.

مجموعة العمران تقوم حاليا ببناء أربع مدن جديدة، وذلك في إطار تنفيذ أوراشها الكبرى

ويرى متابعون أن الحكومات المغاربية المتعاقبة حاولت خلال العقود الأخيرة إيجاد حل لهذه المعظلة، لكن خطواتها كانت متخبطة، في المقابل استمرت تلك المدن والأحياء بالتنامي إلى أن طرح مشروع “مدن بلا صفيح” الذي تم الإعلان عنه بعد أشهر قليلة فقط من الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له الدار البيضاء.

وشكّل الهجوم الذي وقع في السادس عشر من مايو 2003 جرس إنذار ذلك أن منفذي الاعتداء من تلك الأحياء.

وقد فتح هذا البرنامج نافذة أمل للآلاف من الأسر المغربية للتمتع بمسكن لائق تتوفر فيه مقومات الحياة الضرورية، لكن المشروع شهد تعثرا، قبل أن يحقق الهدف المنشود.

ووفق المعطيات التي قدمها الكانوني، فإن مجموعة العمران تقوم حاليا ببناء أربع مدن جديدة، وذلك في إطار تنفيذ أوراشها الكبرى، إضافة إلى إطلاق نحو أربعين مشروعا سكنيا جديدا في مختلف مناطق المغرب.

ويقول مسؤولون مغاربة إن إلغاء الأحياء الصفيحية بشكل كلي من المغرب يبقى في حاجة إلى تعاون أكبر بين جميع الجهات المعنية خصوصا مع النمو الديموغرافي المسجل في المناطق الحضرية، لكن الخطوات المسجلة حتى الآن تبقى مهمة، ومن شأنها أن تحسن وضعية الآلاف من الأسر.

وأوضح محافظ محافظة الدار البيضاء سطات سعيد أحميدوش أن إشكالية توفير السكن تظل معقدة جدا، قائلا “يحاول جميع المسؤولين التعاطي مع المشاكل المستقبلية في القطاع، لكن في كثير من الأحيان نجد أنفسنا نتعامل مع رواسب الماضي”.

4