"مدق الحناء" العمانية تتوج بخمس جوائز في مهرجان مسرحي بالإسكندرية

القاهرة - اقتنص العرض المسرحي العماني “مدق الحناء” خمس جوائز في ختام الدورة الحادية عشرة من مهرجان مسرح بلا إنتاج الدولي، التي اختتمت فعالياتها مساء الخميس، على المسرح الكبير بقصر ثقافة الأنفوشي بمدينة الإسكندرية المصرية.
وحصل عرض “مدق الحناء” على المركز الأول كأفضل عرض مسرحي متكامل بالمهرجان، كما حصل مخرج العرض يوسف البلوشي على جائزة أفضل إخراج مركز أول، وحصل الفنان العماني الصلت السيابي على المركز الثاني كأفضل ممثل دور ثان عن العرض، وحصل طارق كوفان على جائزة أفضل ملابس مركز الأول عن العرض، بينما حصل يوسف الحارثي على جائزة أفضل موسيقى مركز ثان.
وشارك العرض المسرحي العماني في الدورة الحادية عشرة من المهرجان بجانب عدد من العروض المسرحية المتميزة من عدة دول عربية وأجنبية، وهي السعودية وليبيا والأردن وفلسطين وإسبانيا.
والمسرحية التي كتبها السعودي عباس الحايك وأخرجها العماني يوسف البلوشي وقدّمتها فرقة مزون العمانية، تتناول قضية مدينة متخيلة تعيش تحت سطوة ما أطلق عليه “الوجيه” الذي تولى أمرها بعد اختفاء وجيهها الأسبق “برهان” وعدم عودته.
المسرحية العمانية تتناول رحلة قصصية إلى مدينة متخيلة تدعى "الحناء"، وما تتعرض له من ظلم واستبداد
ويرى هذا الوجيه أن المدينة وما عليها من بشر وبحر ومزارع وأرزاق وقوانين ملك خاص له يتصرّف فيه كما يشاء، ويمارس هذه السطوة المستبدة بحماية مسلحة لا تتوانى لحظة عن الدفاع عنه والتصدّي لمن يحاول الخروج عن سيطرته، فيما أهل المدينة من البحارة خائفون لا يستطيعون مواجهته، يأمرهم باستكمال سفينة.
وهم يرون أنهم أحق بالسفينة وما يمنحهم البحر من أرزاق منه، وهو يرى أنها ملكه وأنهم ما لم يستكملوها سوف يكملها ويبحر بها مع الغرباء.
ومن هناك يجد المُشاهد نفسه أمام ثلاثة أطراف متصارعة تريد امتلاك السفينة، الوجيه وعصابته المسلحة وأهل المدينة “أم الخير” البحارة البسطاء الخائفون ممثلين في العراف الأعمى وابنته وبائعة الحناء وولديها اللذين يعمل أحدهما ساعدا أيمن للوجيه وجانب من أهل المدينة، والطرف الثالث المجهول الهوية، لكنه الغائب الحاضر، والفاعل لدى الجميع، خاصة الوجيه الكثير التهديد بالاستعانة به.
يتحدّى العراف أو العارف الوجيه ويضحي “صخر” أحد أبناء المدينة بحياته في مواجهته رافضا أن تكون السفينة للوجيه وغربائه، لكن “هجرس” ابن بائعة الحناء ومساعد الوجيه والطامح إلى الوجاهة يقتله، وذلك في خيار صعب، فإما أن يقتل برصاصة الوجيه نفسه أو يقتل صخر صديقه وجاره، لذا فإن القاتل والمقتول ضحيتان، يندم هجرس ندما يدفعه للتخلص من يده التي داست على الزناد ويتحوّل حزنه إلى هلوسات، خاصة بعد موقف أمه، لينتهي الأمر بموته وانفجار أمه حزنا عليه.
هكذا يسرق الغرباء السفينة ويبحرون بها، فيما ينادي الوجيه أهل مدينته لينقذوها، لكن دون جدوى ليغرق في الهلوسات، على وقع مدقات الحناء التي تتعالى معبّرة عن انتهائه.
وأعرب البلوشي رئيس مسرح مزون ومخرج العمل عن سعادته بهذا الإنجاز الفني الدولي، وقال “الظروف الاستثنائية لجائحة كورونا لم تمنعنا من المشاركة في هذا المحفل الدولي الثقافي الفني الهام”.
وأضاف “الحمد لله حققنا ما نطمح إليه، وهذا إنجاز يضاف للمسرح العماني بشكل عام ومسرح مزون بشكل خاص”.
وقال الممثل السيابي الحاصل على جائزة أفضل ممثل دور ثان “بعد الجهد والتعب وفي ظروف استثنائية استطعنا أن نحقّق الجائزة الكبرى لأفضل عمل متكامل وأن أحقّق جائزة أفضل ممثل دور ثان بشكل خاص فهو شعور وطني لا يمكن وصفه، وأنا سعيد لأني أحمل علم بلادي وأعتلي خشبة المسرح وأكرّم وسط هذه الحشود الفنية القادمة من دول عربية وأجنبية ولها باع طويل في المجال المسرحي وفي هذا المهرجان الدولي الكبير”.
وضمت لجنة تحكيم المهرجان في عضويتها كلا من الأكاديميين هانى أبوالحسن وأيمن الشيوي والفنان حمزة العيلي من مصر، والفنان فتاح ديوري من ألمانيا، والسينوغرافي أنيس الطلعوش من تونس، والفنان إبراهيم القحومي من الإمارات، ومقرّر لجنة التحكيم الفنانة المصرية سارة فؤاد.
ومنحت اللجنة جائزة “الحلول الخلاقة”، وهي الجائزة المختصة التي تؤكّد التطبيق العملي لفلسفة “بلا إنتاج” إلى العرض المصري “الشاهد”، فيما حصل على المركز الثاني العرض الإسباني “المهرجون”.
المسرحية تتناول قضية مدينة متخيلة تعيش تحت سطوة ما أطلق عليه “الوجيه” الذي تولى أمرها بعد اختفاء وجيهها الأسبق “برهان” وعدم عودته
وذهبت جائزة أفضل عرض مسرحي للعرض العماني “مدق الحناء”، فيما حصل على المركز الثاني العرض المصري “المتجول”.
وذهبت جائزة أفضل تأليف نص مسرحي للأردني إياد الريموني عن عرض “ليلة الأنحوتة”، فيما حصل المصري إيهاب جابر على المركز الثاني عن عرض “الشاهد”.
وذهبت جائزة أفضل مخرج للعماني يوسف البلوشي عن عرض “مدق الحناء”، والمركز الثاني للمصري إيهاب جابر عن عرض “الشاهد”.
أما جائزة أفضل ممثل دور أول، فذهبت إلى محمد الطيطي عن العرض الفلسطيني “شرشوح”، فيما حصل المصري أحمد عسكر على المركز الثاني عن عرض “الشاهد”.
وذهبت جائزة أفضل ممثل دور ثان للمصري عبدالرحمن محمد عن عرض “المتجول”، وذهب المركز الثاني للعماني الصلت السيابي عن عرض “مدق الحناء”.
وذهبت جائزة أفضل ممثلة دور أول للإسبانية إليزابيث كيفيدو عن عرض “المهرجون”، وحصلت المصرية لقاء الصيرفي على المركز الثاني عن عرض “المتجول”.
أما جائزة أفضل ممثلة دور ثان فذهبت إلى المصرية جنا صلاح عن عرض “الوردة والتاج”، فيما حصلت على المركز الثاني الإسبانية سيلا كوند عن عرض “المهرجون”.