مخيم جنين مهدد بمصير غزة

القدس - أثارت دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى إخلاء مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، شمالي الضفة الغربية، والتعامل معه بالطريقة نفسها التي تتعامل بها إسرائيل مع قطاع غزة، مخاوف لدى الفلسطينيين.
وتشن إسرائيل منذ أكثر من عشرة أشهر حربا على غزة، أسفرت عن نحو 132 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم. وكانت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) ذكرت أن كاتس عقد جلسة مغلقة الأربعاء مع قادة مجلس “ييشع” (يشمل جميع المجالس البلدية للمستوطنات في الضفة)، لبحث الوضع الأمني في الضفة الغربية.
وقال كاتس، وهو من حزب “الليكود” الحاكم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الاجتماع، إن “مخيمات اللاجئين بؤرة الشر، فهي ليست تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بل تحت سيطرة إيران”. وأضاف “يجب إخلاء مخيم جنين للاجئين من مواطنيه، وتجب معاملته مثلما نتعامل مع قطاع غزة”، في إشارة إلى انتهاكات بينها قصف وتدمير ومجازر وتهجير.
◙ منذ اندلاع حربه على غزة اقتحم الجيش الإسرائيلي جنين أكثر من 70 مرة قتل خلالها ما يزيد عن 142 فلسطينيا
ومنذ اندلاع حربه على غزة، اقتحم الجيش الإسرائيلي جنين أكثر من 70 مرة، قتل خلالها ما يزيد عن 142 فلسطينيا من إجمالي نحو 615 قتلهم في الضفة خلال هذه الفترة، إضافة إلى 5 آلاف و400 جريح وحوالي 10 آلاف معتقل، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وقال كاتس إن “خط الحدود الشرقية مع الأردن مفتوح فعليا أمام التهريب.. وتجب إقامة عائق كبير على الحدود الشرقية”. ورفض مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي التعليق على ما أوردته هيئة البث ووسائل إعلام عبرية أخرى، بينها صحيفة “يسرائيل هيوم”. والثلاثاء، انسحب الجيش الإسرائيلي من مدينة جنين ومخيمها، بعد عملية عسكرية استمرت نحو 20 ساعة قتل خلالها 4 فلسطينيين، واستخدم طائرات مسيّرة في قصف المخيم.
وتثير تصريحات كاتس مخاوف من وجود نية مبيتة داخل الحكومة الإسرائيلية لاستخدام القوى القصوى في مخيم جنين، كما هو حاصل مع غزة، لاسيما وأن هناك اتهامات تلاحق المخيم بأنه تحول إلى قاعدة لمقاتلي حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولمجموعات أخرى تتبنى النهج العسكري.
ويقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر كانت الأزمة موجودة بالفعل في منطقة جنين، مشيرا إلى أن دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى تفريغ مخيم جنين من سكانه تعطي خلفية لتفكير هؤلاء.
وأضاف الرقب، في تصريحات صحفية، أن هذه الدعوة ليست من فراغ، وقد تلجأ إلى ذلك بالفعل، حيث تقوم بإخلاء المخيم ومن ثم تدميره قبل أن يمتد الأمر إلى مخيمات أخرى. وأبدت جهات سياسية فلسطينية هواجس من أن تكون دعوة كاتس مقدمة لهجوم مدمر على جنين، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية لم تعد مهتمة أو مبالية بأي انتقادات دولية.
قالت حركة فتح إن “تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي تعدّ إعلانا سافرا لمخططات الحكومة الفاشيّة الإباديّة، وتنطوي على مضامين تطهير عرقيّ لمسؤولي الاحتلال ووزرائه”. ودعت فتح المجتمع الدولي إلى “التعامل الجاد مع هذه التصريحات الفاشيّة، واعتبارها دليلا دامغا على مآرب الاحتلال الإباديّة حيال شعبنا”.
وطالبت “بمحاسبة قادة الاحتلال ومسؤوليه، وإلزام منظومة الاحتلال بالانصياع للقانون الدولي، ووقف حرب الإبادة الممنهجة على شعبنا بشكل فوريّ”. ومؤخرا تصاعدت التصريحات المتطرفة لمسؤولين إسرائيليين، وسط انتقادات إقليمية حادة، بينها تصريح لبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، طالب فيه بقتل 2 مليون فلسطيني في غزة باستخدام سلاح التجويع.