مخيمات النازحين في سوريا تعيش كابوس شح المياه

مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من القصف والعمليات العسكرية يعيشون في ظروف قاسية ونقص في الأساسيات.
السبت 2022/08/27
خوف مستمر من انقطاع المياه

إدلب (سوريا) - يعيش عشرات الآلاف من السوريين بمخيمات محافظة إدلب في خوف من انقطاع المياه مع تفاقم نقص إمداداتها نتيجة انعدام البنية التحتية وارتفاع درجات الحرارة والجفاف.

وأفاد محمد الحلاج، مدير منظمة “منسقو استجابة سوريا” بأن أكثر من 590 مخيما في المنطقة تعاني شحاً شديداً في المياه.

ودعا الحلاج المنظمات الإنسانية إلى بذل جهود أكبر في تأمين المياه، مبينا أن أكثر من 800 ألف مدني في المنطقة محرومون من عدة احتياجات أساسية مع تحول تأمين المياه إلى مشكلة أساسية في فصل الصيف.

ويقول الدكتور في مشفى الرحمة سرحان أسود إن “نقص الماء في جسم الإنسان يؤدي إلى مشاكل في بعض الأعضاء كما يسبب جفاف الفم وإنتاجا متزايدا للعرق والدموع”.

وأوضح أن الماء عنصر أساسي في جسم الإنسان، لدوره الأساسي في التحكم في حرارة الجسم، كما يشكل 83 في المئة من دم الإنسان وهو مرطب للأكسجين أثناء التنفس.

590

مخيما في محافظة إدلب تعاني شحاً شديداً في المياه بسبب الجفاف والحرب

وأفاد أسود بأن نقص الماء في الجسم يتسبب في العديد من الأمراض ويرفع من حرارة الجسم ونبضات القلب، كما يتسبب في انخفاض ضغط الدم، والصداع، وفقدان الدم والتشتت الذهني وجفاف الجلد والعديد من الأمراض الجلدية الأخرى.

وأوضح النازح خالد محمد، الذي سبق وأن نزح منذ سنوات إلى مخيم في إدلب جراء قصف النظام، أنهم يعانون من شح المياه منذ 5 أشهر، وأنهم طلبوا مساعدة بهذا الخصوص من عدة منظمات إنسانية لكن دون جدوى.

وبين محمد أن سكان المخيم يشربون مياه الري غير النظيف، موضحاً أن الناس فقراء وغير قادرين على شراء الماء الصالح للشرب، حيث يطلب أصحاب الخزانات 20 ليرة تركية ( 1.10 دولار) مقابل برميل الماء الواحد وهو مبلغ كبير جداً بالنسبة إلى سكان المخيمات.

وأضاف “كل ما نكسبه من العمل يومياً هو 20 ليرة تركية، ولا نعلم هل نشتري بها الماء أو الطعام”.

وناشد محمد المنظمات الإنسانية قائلاً “لا يوجد ماء للشرب ولا من أجل الاستحمام، والناس إن لم يجدوا الماء سيتحولون إلى مرضى كلى، وإذا لم يستحموا سيصابون بأمراض جلدية”.

وبدوره قال النازح، خالد حسين، إنهم يعانون من شح شديد في المياه في الأشهر الخمسة الأخيرة، لافتاً إلى أن يوميته من العمل لا تتجاوز 20 ليرة تركية وهناك أيام لا يعمل فيها.

وتساءل حسين مستنكرا “ماذا أفعل بهذه العشرين ليرة؟ هل أشتري الطعام أم أشتري ماء للشرب”.

ويوجد في إدلب الواقع معظمها خارج سيطرة النظام مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من القصف والعمليات العسكرية، ويعيشون في ظروف قاسية ونقص في الأساسيات.

2