مخيمات البوليساريو مخابر لتفريخ مقاتلين في صفوف القاعدة

الرباط – كشف مسؤول أمني مغربي أن عناصر من جبهة البوليساريو الانفصالية ينشطون في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وقال حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربي (المخابرات)، في حوار لمجلة "جون أفريك" الفرنسية "إن أكثر من 100 عنصر من البوليساريو ينشطون في صفوف التنظيم الإسلامي".
كما "ثبت أن هناك تأطيرا (تدريبا) داخل مخيمات تندوف (للاجئين جنوبي الجزائر) وتلقينا عقائديا يقوم به أئمة المخيمات، ما يعد أيضا عاملا جعل منطقة الساحل على ما هي عليه اليوم: تهديدا للمغرب كما بالنسبة للدول الأخرى".
وتضم منطقة الساحل الأفريقي خمس دول، هي: بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر.
واعتبر الشرقاوي أن انخراط عناصر جبهة البوليساريو في المجموعات الإرهابية المصغرة، أو داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى هو "معطى ثابت (مؤكد)".
وشدّد على أن التعاون الأمني الإقليمي "شرط لا محيد عنه للقضاء على التهديد القائم"، معبرا عن أسفه لعدم وجود تعاون مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب.
وزاد موضحا أن منطقة الساحل تمثل "خطرا كبيرا وتحديا أمنيا مهما" بالنسبة للمغرب، وأن هذه المنطقة تعد اليوم "التهديد الإرهابي الذي يرخي بثقله على المملكة والدول المجاورة".
وأفاد الشرقاوي بأن المغرب، ومنذ إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية (في 2003)، تمكن من "تفكيك 82 خلية (8 منها خلال 2020)، منها 76 ترتبط بالدولة الإسلامية (داعش)، وجرى توقيف 1338 شخصا، ضمنهم 14 امرأة، و33 قاصرا".
وبين الحين والآخر، تعلن وزارة الداخلية المغربية تفكيك خلايا إرهابية، وتقول إن استراتيجية مكافحة الإرهاب نجحت في تفكيك 200 خلية إرهابية، منذ 2003، بمعدل خلية شهريا.
ويشهد إقليم الصحراء منذ 1975 نزاعا بين المغرب وجبهة البوليساريو، وذلك بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، وتحول النزاع إلى مواجهة مسلحة بين الجانبين توقفت عام 1991 بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تدعو البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
ويطمح تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى توسيع نفوذه في شمال وغرب أفريقيا، ومنذ انضمامه إلى التنظيم المركزي يتبع الفرع المغاربي مبادئ القاعدة الأيديولوجية، وفي 2014 جدد التزامه ووعده بالولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، وفي نفس الوقت يحافظ على درجة كبيرة من الاستقلالية عن القيادة العليا للقاعدة.
ومنذ العام الماضي، يقود تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا الجزائري أبوعبيدة يوسف العنابي، وهو مدرج في قائمة الإرهاب منذ 2016 كشخص مرتبط بـ“المشاركة في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو التحضير أو ارتكاب أعمال أو أنشطة” من قبل القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
كما أن المدعو عدنان أبووليد، وهو عضو سابق في ما يسمى بـ”جيش التحرير الشعبي الصحراوي” التابع للبوليساريو، انضم إلى التنظيم الجهادي “حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا”.
وفي مايو 2015، بايع فصيله تنظيم داعش وأطلق على نفسه اسم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”، وتم اختياره ليكون مسؤولا عن كل فروع التنظيم في أفريقيا.
ومنذ العام 2019، حذّر مركز الاستخبارات والأمن الاستراتيجي الأوروبي، ومقره في بروكسل، من تقارب البوليساريو مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مشيرا إلى الأوضاع الاجتماعية الكارثية في مخيمات تندوف التي تدفع بجزء من الشباب إلى مغادرة المخيمات والالتحاق بالجماعات الإرهابية.
وتتقاسم الرباط نفس الموقف مع الولايات المتحدة بشأن ما تشكله البوليساريو من تهديد للمنطقة، والارتباطات بينها وبين الجماعات الإرهابية العاملة في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل.