مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة في العدد الجديد من بانيبال

مجلة بانيبال خصصت ملفا شاملا عن الشاعر فاضل العزاوي وأفردت 80 صفحة عن تجربته، الشعرية والروائية والنقدية، ساهم في إعدادها العديد من الكتاب العرب والأوروبيين.
الخميس 2019/07/04
الشاعر الكاشف للحقيقة تحت جلودنا

تحديات كبيرة تخوضها مجلة بانيبال الرائدة في ترجمة الأدب العربي إلى الإنكليزية، فطيلة أعدادها التي تجاوزت الستين قدمت المجلة للأدب العربي فرصة هامة للانتشار موفرة لقراء الإنكليزية (اللغة الأكثر انتشارا في العالم) لمحة هامة عن الأدب العربي من المحيط إلى الخليج. رغم قلة الموارد التي تظل تهدد هذا المشروع الطموح والضروري.

لندن- صدر العدد الجديد من مجلة “بانيبال” التي تُعنى بترجمة الأدب العربي الحديث إلى الإنكليزية (العدد 65 صيف 2019). افتتحت المجلة موادها بقصيدة “رجل يخرج من ذاته” للشاعر الفلسطيني سامر أبوهواش، ترجمها رافائيل كوهين، لنطالع بعدها فصلا طويلا من رواية “خرائط التيه” للكاتبة الكويتية بثينة العيسى وقامت بترجمته نانسي روبرتس.

كما ضم العدد الجديد من المجلة ثلاث قصص من كتاب “الرجاء عدم القصف” للكاتب اليمني لطف الصراري، ترجمة سميرة قعوار، وثلاث قصائد من ديوان “ثقوب واسعة” للشاعرة الفلسطينية فاتنة الغرة، ترجمة جوناثان رايت، وفصلا من الرواية الأخيرة للكاتب اليمني وجدي الأهدل “أرض المؤامرات السعيدة” بترجمة وليم هيتشينز، وثلاث قصص من كتاب “طعم الكرز” للكاتب اليمني أحمد المديني، ترجمة مبارك السريفي، وأخيرا نشرت المجلة فصلا من الرواية الفائزة بجائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب “أمطار صيفية” للكاتب المصري أحمد القرملاوي ترجمة صوفيا فاسالو.

وخصصت المجلة ملفا شاملا عن الكاتب والشاعر العراقي فاضل العزاوي، المقيم في ألمانيا منذ بداية السبعينات من القرن الماضي. وقد أفردت المجلة 80 صفحة عن تجربة فاضل العزاوي الشعرية والروائية والنقدية. وساهم في الملف العديد من الكتاب العرب والأوروبيين، حيث كتبت ناشرة المجلة مارغريت أوبانك في افتتاحيتها عن أعمال فاضل العزاوي التي ترجمت إلى الانكليزية خلال الأعوام العشرين الماضية، قائلة إنها “أثارت الانتباه إليها كأعمال حداثية أصيلة آسرة بقفزاتها المفهومية وغنى مفاجآتها اللغوية وانفجاراتها الحسية”.

وضمن الملف تحدث الكاتب العراقي فاروق يوسف عن مكانة العزاوي الأدبية في العراق والعالم العربي في مقالة بعنوان “أيقونة عراقية فريدة”، أما الناقد العراقي المعروف فاضل ثامر فقدم مراجعة مفصلة لتجربة فاضل العزاوي الشعرية والنثرية خلال ما يقرب من 60 عاما من الإبداع المستمر، منتهيا إلى أن فاضل العزاوي اسم لن يتكرر ثانية بسهولة في الثقافة العراقية. وشهد الملف كذلك مشاركة الشاعر الليبي/ الأميركي خالد مطاوع الذي ينشر أعماله بالإنكليزية، وكان مطاوع قد قام من قبل بترجمة ديوانين للعزاوي إلى الإنكليزية وهما “في كل بئر يوسف يبكي” و“صانع المعجزات”، ليقدم في بانيبال شهادة جديدة مؤثرة، تحدث فيها عن تجربته في القراءة مع فاضل العزاوي والأثر الذي تتركه قصائده في الجمهور الغربي، خاتما نصه بالقول “إنه سوف يتضح في يوم ما أن فاضل العزاوي هو أحد أكثر شعراء الحداثة العرب اجتراء، إنه الشاعر الكاشف للحقيقة التي تنفذ إلى تحت جلودنا، وهو إذ يفعل ذلك يجعلنا نضحك او نبكي، ولكنه غالبا ما يجعل الأرض تهتز تحت أرجلنا والسقوف تطير في الهواء”.

أيقونة عراقية فريدة
أيقونة عراقية فريدة

وكتب الكاتب والناقد الألماني شتيفان فايدنر عن ترجمة رواية فاضل العزاوي “آخر الملائكة” إلى الألمانية، قائلا “إننا لم نقرأ منذ زمن طويل في الأدب العربي كتابا نضحك فيه بهذا القدر الذي يجعلنا نرتعب مما نضحك منه”.

وفي كلمة بعنوان “فرصة سعيدة” روى المترجم الأميركي الكبير البروفيسور وليم هيتشينز الذي كان قد قام بترجمة ثلاث من روايات العزاوي إلى الإنكليزية قصة المرة الأولى التي التقى فيها العزاوي في مؤتمر بالقاهرة وكيف أن “آخر الملائكة” جعلته يتخلى عن عادته في عدم قراءة الكتب العربية في الطائرة، مشيرا إلى غبطته في العمل مع العزاوي الذي يتولى عادة مراجعة ترجماته له، موضحا أنه سيقوم بإكمال ترجمة رواية “الأسلاف” التي كان قد قام بترجمة بعض أجزائها من قبل، مع نشر فصل منها ضمن الملف بعنوان “موعظة الشيطان: بيان موجه من الشيطان إلى سكان الكرة الأرضية”. وفي مقالة بعنوان “فاضل العزاوي: أدبه وصمته” أشار الشاعر العماني المعروف سيف الرحبي إلى اهتمامه بنصوص العزاوي منذ البدايات الأولى، مؤكدا على تأثره بالتدفق اللغوي ومزج الشعر بالنثر ولقطاته الآسرة في نص “مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة” بصورة خاصة، مشيدا بعزلته الخلاقة في منفاه البرليني وصمته.

وتضمن الملف أيضا مجموعة كبيرة من قصائد فاضل العزاوي الجديدة التي قام رافائيل كوهين بنقلها إلى الإنكليزية، إضافة إلى مقالتين لفاضل العزاوي، واحدة عن تجربته في الكتابة وأخرى عن قصة كتابته لنص “المخلوقات الجميلة” قبل نصف قرن والأثر الذي تركته على تطور الكتابة العربية الجديدة.

ولعل أبرز ما تضمنه الملف هو الجزء الوفير الذي نشرته بانيبال من النص الجديد الذي وضعه فاضل العزاوي لـ“المخلوقات الجميلة” باللغة الإنكليزية وراجعته الكاتبة البريطانية هانا سومرفيل والذي سوف يصدر ككتاب كامل في لندن في العام القادم. وتحت عنوان “التأثيرات الأدبية” نشرت المجلة شهادة أدبية للكاتب اليمني وجدي الأهدل، تحدث فيها عن بداياته مع الأدب وتجربته في الكتابة الإبداعية.

أما في قسم مراجعات الكتب نشرت المجلة مقالات عن بعض الروايات العربية المترجمة إلى الإنكليزية، والصادرة حديثا عن دور النشر البريطانية والأميركية، مثل “مديح لنساء العائلة” للكاتب الفلسطيني محمود شقير (ترجمة بول ستاركي)، “الموت عمل شاق” للكاتب السوري خالد خليفة (ترجمة ليري برايس)، “كبرت ونسيت أن أنسى” للكاتبة الكويتية بثينة العيسى (ترجمة ميشيل هينجوم). ونقرأ في الختام مقالة للأكاديمي الفلسطيني بسام فرنجية عن رحيل الأكاديمي والمترجم والكاتب الفلسطيني عيسى بلاطة.

15