مخطوطات كافكا الأصلية وكتبه النادرة معروضة للبيع في باريس

التشيكي فرانس كافكا كاتب كابوسي خارج من رحم غريب لم يألفه الأدب العالمي من قبله.
الثلاثاء 2025/06/03
آثار نادرة لكاتب نال المجد بعد موته

باريس - يطرح هاوي جمع للبيع في باريس مجموعة غنية ونادرة من القطع المتمحورة حول فرانز كافكا، الكاتب التشيكي اليهودي الذي كتب بالألمانية، ونال بعد رحيله شهرة منقطعة النظير.

ويعرض تييري بوشيه مجموعته للبيع بعد أن جمعها بصبر على مدار حوالي أربعين عاما. وقد أوكل عملية البيع إلى مكتبة “فوسترول” في باريس.

وقال بائع الكتب كريستوف شامبيون “هذه المجموعة استثنائية. وأرى أنها تُضاهي مجموعة بريون ميتشل في قسم اللغة الألمانية. لكنها تتفوق من حيث الترجمات والرسوم التوضيحية والتجليد.”

وبريون ميتشل (82 عاما) أكاديمي أميركي ومترجم من الألمانية. يُعد كتالوغ مزاده لأعمال كافكا الذي نُشر في بوسطن عام 1997، مرجعا للمتخصصين في أعمال مؤلف الكتاب الشهير “المسخ”.

أهم المقتنيات المعروضة كلمات بالعبرية كتبها كافكا. وقد أمضى الكاتب سنوات في تعلم العبرية، من عام 1917 حتى وفاته سنة 1924، وقد فكر في ترك مسقط رأسه براغ والانتقال للعيش في فلسطين. وفي عام 1919 تدرب على قواعد اللغة خلال تحضيره لقصته “تقرير لأكاديمية”.

المجموعات القصصية والمخطوطات والكتب الموقعة من كافكا كنوز نادرة جمعت على امتداد حوالي أربعين عاما

تُعرض هذه النسخة للبيع بسعر 90 ألف يورو، وهي الأغلى بين القطع المعروضة في معرض الكتب النادرة والفنون التصويرية في باريس من 13 إلى 15 يونيو.

ولتييري بوشيه (71 عاما) مسار شخصي مختلف عن بريون ميتشل، فهو جراح وعاشق للكتب، وقد استعان ببعض من أمهر مُجلدي الكتب في عصرنا.

يوضح بوشيه في مقدمة الكتالوغ “انجذبتُ إلى قصص كافكا خلال دراستي للطب في سبعينات القرن الماضي، وإلى الفكر بعد رحلة إلى براغ الشيوعية آنذاك.” وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قرر حصر تركيزه على كافكا.

تتراوح أسعار 427 قطعة في مجموعته بين 20 و90 ألف يورو.

ويحمل المجلدان الأعلى سعرا في المجموعة تواقيع بخط يد هذا المؤلف الذي يُعتبر من رواد أدب القرن العشرين، والذي لم تُبع الكثير من كتبه خلال حياته. ومن هنا ندرة توقيعه.

يبقى الكاتب التشيكي فرانس كافكا من أكثر الكتاب العالميين إلهاما، رغم أنه لم يعش طويلا ولم يترك إنتاجا أدبيا غزيرا، لكنه ما زال مثار جدل، كاتب كابوسي خارج من رحم غريب لم يألفه الأدب العالمي من قبله. أعاد صياغة العالم ومفهوم الأدب برؤية لم يماثله فيها أحد. ربما لم تترك أعماله القيمة المعرفية الكبرى، لكنها تركت التساؤل الأبدي حول الإنسان وفيه. تساؤلات شجاعة حد القسوة. لكن يقال إن أدب كافكا وليد حياته أكثر مما هو صنعة خياله.

ورغم مرور أكثر من مئة عام على رحيله، ما زال الكاتب التشيكي فرانز كافكا يثير الاهتمام للكتابة عنه، إذ أثّرت أعماله في الأدب العالمي من شرق الأرض إلى غربها، لكن هذا النجاح الكبير الذي تحقق له بعد رحيله لا يخفي ما واجهه الكاتب في حياته من تقلبات واضطرابات، ربما هي ما قادته إلى استكشاف خبايا النفس البشرية بتلك الجرأة.

ترك كافكا إرثا أدبيا أصبح مادة غنية للدراسة والتحليل وحتى لجامعي الكنوز والمقتنيات النادرة، حيث لم تكن له الشهرة التي نالها بعد رحيله، فكان بذلك كما وصفته ميلينا جسنسكا التي نعته بقولها “فرانز إنسان محكوم عليه أن يرى العالم بوضوح ساطع إلى درجة أنه وجده لا يطاق فذهب إلى الموت.”

مجموعة استثنائية
مجموعة استثنائية

توجد نسخ تجريبية من كتاب “تقرير لأكاديمية” عليها الكثير من الأفعال بالعبرية. كما ثمة طبعة أولى من كتاب “في مستعمرة العقاب” (صدرت منها ألف نسخة في لايبزيغ عام 1919) عليها إهداء جاء فيه “fur Oskar”، أي إلى الصديق الكاتب أوسكار باوم.

وبيعت رسالتان من كافكا، إحداهما إلى صديقه روبرت كلوبستوك عام 1921 والأخرى إلى الممثل لودفيغ هاردت عام 1924، بسعر 20 ألف يورو و30 ألف يورو على التوالي. وحتى الطبعات الأولى غير الموقعة لها قيمة عالية جدا.

وتُعرض مجموعة تضم أعمال “الوقاد” و”المسخ” و”الحكم” (أعوام 1913 و1915 و1916) بسعر 30 ألف يورو. أما مجموعة “فنان جوع” (3000 نسخة عام 1924)، وهي مجموعة قصص قصيرة كان يعمل عليها الكاتب قبل وفاته عن عمر يناهز الأربعين، وقد نشرت بعد رحيله، فتُعرض اليوم بسعر 20 ألف يورو.

وأخيرا يُبدي جامع الأعمال اهتماما بالغا بأعمال المترجم الفرنسي ألكسندر فيالات (1901 – 1971) الذي ساهم في شهرة أعمال كافكا عالميا.

وتُعرض مجموعة موقعة من فيالات، مبنية على مراسلاته مع مترجمته التشيكية ميلينا ييسينسكا، بسعر 50 ألف يورو، في أربعة مجلدات. وتشمل هذه المجموعة المخطوطة الكاملة، و279 صفحة سوداء مكتوبة بالريشة، وترجمة “رسائل إلى ميلينا” (1956 بالفرنسية)، والمخطوطة المطبوعة، ومجموعة من الوثائق المتعلقة بهذه المراسلات، و13 صفحة من “ملاحظات عن كافكا”.

12