مخرجون وخبراء من العالم يجتمعون في ملتقى قمرة السينمائي

عروض الأفلام العامة تتضمن سبعة أفلام روائية طويلة حظيت بإشادة واسعة وتمثل أبرز الأصوات في السينما المستقلة.
الاثنين 2025/04/07
"الذراري الحمر" يعرض ضمن الأفلام العامة

الدوحة - تستمر عروض الأفلام العامة في ملتقى “قمرة السينمائي” الذي بدأ في 4 أبريل الجاري، بجذب الجمهور من مختلف أنحاء العالم في مسرح متحف الفن الإسلامي حتى التاسع من الشهر ذاته. ويشارك في النسخة الحادية عشرة من الملتقى، 49 مشروعًا لصُناع أفلام ناشئين من 23 بلدا، بما في ذلك عدة مخرجين قطريين ومقيمين في قطر.

كما يضم الملتقى متخصصين وروادا في مجال السينما من 50 دولة، ما يجعلها المشاركة الأكبر في تاريخه كما يشهد هذا العام حضورا بارزا للضيوف والمشاريع من الجنوب العالمي، مع مجموعة متنوعة من الأعمال القادمة من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، مما يؤكد التزام مؤسسة الدوحة للأفلام برعاية المواهب الناشئة وتعزيز تطوير الأصوات غير الممثلة بشكل كاف في السينما العالمية.

ويستضيف الملتقى 27 مشروع أفلام طويلة، و10 مشاريع لمسلسلات، و12 فيلما قصيرا في مراحل مختلفة من التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج. ويحظى كل فريق إبداعي بجلسات استشارية مخصصة لمشاريعهم من خلال اجتماعات مجدولة مسبقا مع مجموعة من خبراء صناعة السينما العالمية.

وتشمل قائمة المشرفين صناع أفلام معروفين على مستوى العالم، من ضمنهم إيليا سليمان، ريثي بان، آن ماري جاسر، غسان سلهب، كمال الجعفري، تالا حديد، وطلال دركي ودرة بوشوشة.

وفي هذا السياق، أوضحت فاطمة حسن الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام أن مشاركة خبراء الصناعة في قمرة لا يقتصر على تقديم الإرشاد والتدريب فحسب، بل يشكل قوة دافعة للتحول، حيث يساهم الخبراء في تمكين الأصوات الجديدة من إيجاد مكانها على الساحة العالمية، مما يضمن وصول القصص المتنوعة والمؤثرة إلى الجمهور الذي تستحقه.

ونوهت الرميحي بجهود هؤلاء الخبراء لانضمامهم إلى الملتقى، ودعمهم القيم في تشكيل مستقبل السينما العالمية، ما يعكس التزام مؤسسة الدوحة للأفلام تجاه الجيل القادم، من رواة القصص العالميين.

◙ الملتقى يستضيف 27 مشروع أفلام طويلة، و10 مشاريع لمسلسلات، و12 فيلما قصيرا
◙ الملتقى يستضيف 27 مشروع أفلام طويلة، و10 مشاريع لمسلسلات، و12 فيلما قصيرا 

ومن المخرجين البارزين الحاضرين هذا العام، المخرج البرازيلي والتر سالس، الحائز على جائزة الأوسكار، والذي ألقى كلمة ناقش فيها العلاقة بين الفن والهوية. وشهد الحدث، الذي أُقيم في قاعة متحف الفن الإسلامي بالدوحة بإدارة مدير مهرجان نيويورك السينمائي السابق ريتشارد بينيا، حضور عدد كبير من صُنّاع الأفلام الهواة والمخرجين.

وأشار سالس المعروف بأفلامه “وسط البرازيل”، و”يوميات دراجة نارية”، و”أنا لا أزال هنا “، إلى وجود علاقة عميقة بين السينما والثقافة، وبين الفن والهوية، معتبرا أن هذه العناصر تشكل وسيلة مهمة لمواجهة النسيان.

ولفت إلى أن شغفه بالتصوير الفوتوغرافي كان له دور في توجهه نحو الأفلام الوثائقية والطويلة، وقال: “في أعمالي، أُبرز روح الإنسانية كموضوع أساسي. وقد تعلمت هذا النهج من أساتذة التصوير الذين يشعرون بأنهم جزء من المجتمع قبل أن ينصبوا كاميراتهم.”

وقال: ”في فيلم يوميات دراجة نارية، عملت مع ممثلين غير محترفين. في هذا الفيلم، قمت برحلة حقيقية لفهم الهوية الثقافية لأميركا الجنوبية. عادة ما أكتب وأرتجل مع الممثلين لالتقاط لحظات عفوية مثل الأفلام الوثائقية.”

وأضاف أنه يحب اكتشاف ما هو غير مخطط له في السينما، وقال: “من المهم أن نشعر بما هو أبعد من المرئي. السينما ترصد المرئي وما لا يُرى. ما لا نعرضه أيضًا له نفس قيمة ما نعرضه. وكل فيلم له هيكل درامي وحسي.”

كما نصح المخرجين الشباب بالابتعاد عن ما هو واضح، وقال: “إذا عرضت كل شيء، فسيصبح هذا تلفزيونًا. عندما تدعو الجمهور لإكمال الصورة، فأنت في عالم السينما، وعندما تترك مساحة لإكمال الحوار، فأنت في السينما.” ويعد المخرج البرازيلي واحدا من الأسماء البارزة في سينما أمريكا اللاتينية المعاصرة.

ويتميز المخرج المخضرم بأسلوبه الذي يمزج بين الواقعية الوثائقية والخيال، ويولي أهمية كبيرة للممثلين الهواة والمشاهد المرتجلة. كما يدعم السينما المستقلة من خلال تقديم الإرشاد للمخرجين الشباب، ويؤكد أن السينما هي “أداة مقاومة” من خلال تناول موضوعات مثل الذاكرة الاجتماعية والهجرة.

وتتضمن عروض أفلام قمرة 2025 العامة، سبعة أفلام روائية طويلة حظيت بإشادة واسعة من النقاد وبدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام، وتمثل أبرز الأصوات في السينما المستقلة.

ويعرض الاثنين الفيلم الوثائقي الطويل "النهوض ليلا" إنتاج جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبلجيكا، وألمانيا، وبوركينا فاسو، وقطر، من إخراج نيلسون ماكينغو، وهو فيلم يستعرض الأمل وخيبة الأمل، والإيمان الديني في وقت تعيش فيه العاصمة كينشاسا حالة من انعدام الأمن، حيث يعاني سكانها من صعوبة الوصول إلى الكهرباء.

أما الثلاثاء فيُعرض فيلم "صرخة الصمت" إنتاج مشترك بين ميانمار، وكوريا الجنوبية، وفرنسا، وسنغافورة، والنرويج، وقطر، وهو من إخراج ثي ماو نينغ، الذي يروي قصة "مي-ثيت" العاملة الشابة في مصنع للملابس، التي يؤدي انخراطها في إضراب عمالي إلى إيقاظ وعيها السياسي وربطها بالتاريخ المعقد للمقاومة في ميانمار.

14