مختارات من شعراء ليفربول الذين قادوا ثورة شعرية في بريطانيا

الناقد خلدون الشمعة يستعيد كوكبة شعرية هامة لقراءة الواقع البريطاني في الستينات.
الخميس 2022/07/28
شعراء اختاروا لأنفسهم مكانا

عمان - يستعيد الناقد خلدون الشمعة في كتابه “شعرية الحقيقة، أصوات من شعر الستينات في بريطانيا” كوكبة شعرية هامة لقراءة الواقع البريطاني في الستينات على ضوء احتفاء شعراء البلد بالواقع بشكل جديد يرى المظهر جوهرا، والحقيقة مغايرة لرؤية ت. س. إليوت الفلسفية والأنثروبولوجية للشعر، والتي كانت ما تزال لها سطوتها الأدبية، وهي الرؤيا التي استمدت منها الحداثة بطبعتها العربية خصيصة التموزية في الشعر العربي الحديث.

ويسمي خلدون الشمعة عمل هؤلاء الشعراء “شعرية الشطح المادي” الذي يستعير الشطح من الصوفية ويحوله إلى خصيصة مادية القوام.

واشتهر شعراء هذه المختارات الثلاثة باسم “شعراء ليفربول” وهم يتلاقون في خصائص شعرهم إلى حد كبير، والأهم أننا يمكن أن نلمح في هذا الشعر السمات الأبرز لملامح المشهد الشعري ببريطانيا حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي.

وفي هذه المختارات يمكن أن نلاحظ عناصر التجديد التي انخرط فيها شعراء تجاوزوا إليوت ومن سبقهم من شعراء. وعثر الشمعة على هذه المختارات المترجمة بين أوراق ناصلة تعود إلى سبعينات القرن الغارب. وكان حينها طالباً في بريطانيا وقد أتاح له ذلك فرصة التعرف على شعراء ليفربول عن كثب.

يقول الشمعة “لم أكن منفياً كما أعتبر نفسي الآن. لم أكن قد قرأت كتاب أدورنو الشهير ‘الحد الأخلاقي الأدنى: تأملات في حياة مدمرة’. كنت قلقا متلعثما مستكشفا. وعلى هامش صفحة أولى من أوراقي تظهر عبارة كتبتها قبل عقود: قصائد يختلط فيها حابل الشعر بنابل الحياة هل تمثل شعر الحقيقة؟”.

وتميّز شعراء المختارات ببروز النزعة الغنائية والرومانتيكية كرد فعل على العقلانية والكلاسيكية، وبسيادة روح المراهقة غير المسؤولة والبساطة والنثرية والتجريبية البعيدة عن التكلف والسخرية والبذاءة والفكاهة والضحك البريء والاحتفاء بإيقاع التجارب اليومية. ولا ريب في أن هذه العناصر تصدر في معظمها عن تأثر جليّ بشعراء الأغنية الشعبية في بريطانيا وأميركا (Pop Poets).

13