طبرقة (تونس) - تجدّدت في تونس مساء الأربعاء حرائق مفاجئة انتشرت بشكل سريع في الغابات ببلدة ملولة بمدينة طبرقة (شمال غرب) البلاد، مع إجلاء السلطات العشرات من السكان من منازلهم، وسط مخاوف متصاعدة من تكرار سيناريو العام الماضي للحرائق في البلاد.

وواصلت فرق الإطفاء التونسية في منطقة ملولة الحدودية مع الجزائر جهودها الرامية إلى إخماد حريق غابات مستعر منذ يومين، بحسب ما أفادت الحماية المدنية الخميس.

وأجلت السلطات الأربعاء العشرات من السكان من منازلهم بالبلدة، بعد اندلاع الحرائق، مع تصاعد المخاوف من اتساعها.

وتشهد تونس ارتفاعا قياسيا لدرجات الحرارة خلال هذه الفترة، يتوقع أن تتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، ما أثار مخاوف من تكرار سيناريو حرائق الأعوام الماضية، التي تسببت في تضرر مساحات شاسعة من الغطاء الغابي للبلاد.

وخلال نفس الفترة من العام الماضي، سجلّت تونس أكثر من 10 حرائق شملت عدة غابات، مما تسبّب في خسارة حوالي 500 هكتار من الغابات، كان أخطرها الحريق الذي شهده جبل بوقرنين جنوب العاصمة تونس، الذي استغرق إخماد النيران داخله عدّة أيّام.

وقال المدير الجهوي للحماية المدنية عادل العبيدي إنّ “عمليات الإطفاء متواصلة بالتنسيق مع الجيش من خلال تخصيص طائرة للوصول إلى النيران في المناطق الصعبة”.

وأضاف أنّ النيران أتت على نحو 470 هكتارا من الغابات في ملولة التابعة لمدينة طبرقة الساحلية.

ولفت العبيدي إلى أنه “تمّ إجلاء 12 عائلة مكوّنة من 24 فردا” نقلوا إلى مساكن بعيدة عن مناطق الحريق، من “دون تسجيل إصابات ولا خسائر بشرية”.

وقرّرت السلطات التونسية “غلق المعبر الحدودي بملولة مؤقّتا وتحويل المسافرين بين البلدين إلى معبر ببوش”، بسبب كثافة الدخان في الطريق المؤدّية إلى المعبر.

ووثقت مقاطع فيديو الحرائق وهي تلتهم أشجارا عالية في الغابة وسحبا كثيفة من الدخان، كما أظهرت فرق الإطفاء وهي تسابق الزمن لإخماد النيران ومنع وصولها إلى الأحياء السكنية المتخمة للغابة وخروجها إلى الطرقات الرئيسية، وذلك بدعم ومساندة من المواطنين.

ولم تُعرف بعد أسباب اندلاع الحريق في هذه المنطقة الجبلية الوعرة التي تنتشر فيها بكثرة غابات الصنوبر.

وتتواتر الحرائق في تونس خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة في الغابات وفي حقول مزارع الحبوب.

وفي صيف 2022 اندلع حريق بمنطقة “بوقرنين” المتاخمة للعاصمة، أتى على 533 هكتارا من غابات الصنوبر الحلبي واستغرق إطفاؤه ثلاثة أيّام.

ويقول خبراء إنّ التغيّرات المناخية تغذّي ظواهر الطقس المتطرّف في جميع أنحاء الكوكب وتزيد من وطأتها.

وقال الرئيس قيس سعيّد في تعليقات على حرائق سابقة “إنّ بعض الأزمات التي تشهدها البلاد مفتعلة، متهما أطرافا بأنّها تسعى لضرب الدولة ودفع الأوضاع إلى ما هو أسوأ”.

وأكد قيس سعيّد أن جهات “لا وطنية ولا انتماء لها” كانت وراء الحرائق في بلاده الصيف الماضي، وأشار إلى أن القضاء “لم يقم بدوره”.