مخاوف شح الإمدادات توسّع مكاسب تجارة القمح

التكتل الأوروبي يستعد لاستعادة مكانته كأكبر مصدر للقمح في العالم بعد أن صار حيويا بصورة متزايدة العام الماضي في ظل ضعف المحاصيل لدى روسيا وأوكرانيا.
الثلاثاء 2022/02/15
روسيا وأوكرانيا تشكلان لوحدهما ما يصل إلى ثلث صادرات القمح والشعير في العالم

لندن- فاقم توتر الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا، وهما أكبر دولتين مصدرتين للقمح في العالم، من حالة عدم اليقين في السوق العالمية بعدما أدت المخاوف من شح الإمدادات خلال الفترة المقبلة إلى توسيع مكاسب تجارة هذه المادة.

وحقق تجار القمح مستويات عالية من الإيرادات مؤخرا بعد أن شهدت الأسعار أكبر زيادة أسبوعية لها منذ أواخر العام الماضي، وهو ما زاد من مشاعر القلق إزاء إمكانية تعطل صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا.

وذكرت وكالة بلومبرغ أن أسعار العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو صعدت الأحد الماضي بواقع 1.7 في المئة في أعقاب تحقيق مكاسب خلال الأسبوع الماضي بلغت نسبتها 5.3 في المئة.

القمح يعد أحد العناصر الأساسية الحيوية في العالم، وأوروبا هي مورد رئيسي له إلى أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط

ولكن مع ذلك لا تزال أسعار الحبوب أقل من مستوى الذروة الذي سجلته في شهر نوفمبر الماضي بحوالي سبعة في المئة، عندما بلغت الأسعار أعلى مستوياتها منذ العام 2012.

ويقول خبراء إن الشحنات المتدفقة عبر منطقة البحر الأسود تعتبر ذات أهمية كبيرة لضمان تحقيق أمن إمدادات الحبوب على المستوى العالمي.

وتشير التقديرات الرسمية لمنظمة التجارة العالمية أن روسيا وأوكرانيا تشكلان لوحدهما ما يصل إلى ثلث صادرات القمح والشعير في العالم، بالإضافة إلى نحو خُمس تجارة الذرة.

ونسبت وكالة بلومبرغ إلى جاك سكوفيل نائب رئيس مجموعة برايس فيوتشرز ومقرها شيكاغو قوله في مذكرة بحثية “المضاربون يواصلون الحديث عن التضخم ويشترون السلع من أجل تجارة التضخم”.

وتخشى الحكومات من أن تؤدي الاضطرابات المتواصلة في المنطقة إلى ترك أسعار السلع مستمرة في الارتفاع وأن تزيد من تكاليف الغذاء التي بلغت فعليا مستوياتها الأعلى منذ عقد.

وصار القمح القادم من أوروبا حيويا بصورة متزايدة العام الماضي، بعد ضعف المحاصيل لدى الموردين الرئيسيين الآخرين، بينما أدت الضرائب المفروضة على عمليات التصدير، إلى تباطؤ المبيعات القادمة من روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم.

جاك سكوفيل: المضاربون يواصلون شراء السلع من أجل تجارة التضخم

ويستعد التكتل الأوروبي لاستعادة مكانته كأكبر مصدر للقمح في العالم، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب الحفاظ على وتيرة المبيعات بمجرد أن تجدد المحاصيل القادمة في بعض الدول الإمدادات.

ويعد القمح أحد العناصر الأساسية الحيوية في العالم، وأوروبا هي مورد رئيسي له إلى أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تفكر الحكومات بالفعل في رفع تكاليف الخبز المدعوم.

ويزداد طلب المستوردين الرئيسيين على الحبوب مقابل نقص الإمدادات العالمية بسبب سوء الأحوال الجوية الذي أضر بالمحاصيل في البلدان الرئيسية المصدرة هذا العام، ما أدى إلى تسجيل أطول سلسلة مكاسب شهرية للقمح منذ عام 2007.

ويرى خبراء زراعيون أن إنتاج محاصيل العام المقبل قد يتأثر في ظل معاناة بعض المزارعين من جفاف الطقس وقت الزراعة إضافة إلى ارتفاع تكاليف الأسمدة.

ويبدو أن تجارة القمح ليست وحدها مستفيدة فقد صعدت أسعار الذرة في بورصة شيكاغو، حيث يأخذ التجار التوترات المتصاعدة في الحسبان، بينما واصل الطقس الحار والجاف في منطقة أميركا الجنوبية في إثارة المخاوف المتعلقة بالمحاصيل هناك.

وقال توبين غوري، وهو محلل استراتيجي مختص بالسلع الأساسية في شركة كومنولث بنك أوف أستراليا إن “أوكرانيا تصدر بعض الذرة، بيد أن الارتباط الأقوى يبرز من خلال سوق الحبوب الأوسع نطاقا”. وأضاف إن “نقص المعروض وإنقاصه عبرها يعرض أسعار الذرة لحساسية أكثر لعملية انقطاع محتملة للإمداد عموما”.

10