محي الدين الحمصي يعبّر عن هواجسه بالرمز والتجريد

التشكيلي السوري يرى أنه لا بد للرسام أن يتأثر ببيئته التي تنعكس في مضمون لوحته وألوانها.  
الاثنين 2022/04/11
رموز من سوريا

دمشق - تحقق أعمال الفنان التشكيلي محي الدين الحمصي حضوراً لافتاً في معارضه الفردية ومثيلاتها الجماعية التي يشارك فيها ولاسيما عند مقتني اللوحات التشكيلية حيث يرجع ذلك إلى أسباب عديدة تبدأ من الأسلوب الخاص للفنان ولا تنتهي عند ما يسميه بالحظ.

بهذه الطريقة يفسر الفنان عدم تحقيق أعمال تشكيليين مهمين يوازونه وربما يفوقونه إبداعا وفنا جماهيرية عند المقتنين، لكنه يرى أن الفنان يحتاج أيضا إلى محبة الجمهور.

ومحي الدين الحمصي مواليد دمشق 1971 تخرج من معهد الفنون التطبيقية، ومعهد أدهم إسماعيل. وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين. وأقام عدة معارض فنية فردية كما شارك في عدة معارض أخرى مشتركة، منها معرض الربيع السنوي، معارض اتحاد الفنانين ومهرجان مالطة للشباب.

واستطاع الحمصي من خلال بصمته وأسلوبه الرمزي والتجريدي كسب محبة الجمهور بعد أن خلص إلى نتيجة أن الفنان الحقيقي يتمسك باللوحة المتكاملة من حيث اللون والخطوط والفكرة.

الحمصي استطاع من خلال بصمته وأسلوبه الرمزي والتجريدي كسب محبة الجمهور بعد أن خلص إلى أن الفنان الحقيقي يتمسك باللوحة المتكاملة

ويعول الحمصي كثيرا على الشرط الجمالي كضرورة للفن التشكيلي بعكس الكاريكاتير الذي يميل إلى الفكرة المباشرة والنقد السياسي والاجتماعي من غير أن يعني ذلك ألا يطرح التشكيلي فكرة تلامس شعور وعاطفة المتلقي بل يجب أن تكون له قضية من صميم هموم المجتمع يترجمها بلون أو رمز.

ويأخذ تصوير قضايا الناس في الفن المعاصر شكلاً مختلفاً عن السابق كما يراه الحمصي، فليس ضرورياً أن يرسم الياسمينة الدمشقية أو الحمامة ليعبر عن السلام لأن اللون الأبيض يعبر عنه في المدرسة الرمزية بعكس الواقعية التي تعبر بشكل مباشر، أما هو فيميل إلى الرمز والتجريد.

ويرى الحمصي أن الرسام يختلف عن المصور الضوئي الذي يلتقط الصورة مباشرة بينما الرسام يعتمد الرمز والإيحاء، فهو يحب سوريا ولكن لا يرسمها مثل مدرس الجغرافيا بل بالرمز واللون، فأساس اللوحة هو اللون والفكرة والخط وهي تشكل مجتمعة التكوين.

لذلك لا بد للرسام أن يتأثر ببيئته التي تنعكس في مضمون لوحته وألوانها، فابن البيئة الدمشقية يرسم بيوت دمشق القديمة والمولوية، وابن الساحل يرسم البحر والطبيعة وينحاز إلى اللون الأزرق بينما في السويداء أكثرهم نحاتون متأثرون بالبازلت ويجتمع الجميع على التأثر بالأم الكبيرة سوريا.

وحول مواكبة النقد للحراك التشكيلي الحالي فيعتبر الحمصي أن النقد في سوريا متأخر عن الفن ولا يوازيه، مشيراً إلى تجربة الناقد الراحل طارق الشريف وإلى تأسيس جمعية للنقد في اتحاد التشكيليين من ستة أعضاء منهم الفنانان أديب مخزوم وغازي عانا والناقد سعد القاسم ولكن هذا العدد ضئيل برأيه وغير كاف، متسائلاً لماذا لا يكون لدينا مدارس ومعاهد وجامعات متخصصة بتدريس النقد ليواكب مسيرة التشكيل ويرتقي بها؟

ويبدي الحمصي أسفه من أثر الحرب والظروف الاقتصادية على سوق اقتناء الفن حيث انشغل الجمهور بلقمة العيش ولا يستطيع اقتناء اللوحة ومع ذلك فهو يرتاد المعارض ويتأثر بالحركة الفنية، لكن ذلك يدفع بعض الفنانين إلى التخلي عن الالتزام الفني والعمل بطريقة تجارية لتنفيذ أعمال بأسعار رخيصة ولكنها ضعيفة المحتوى الفني والفكري.

Thumbnail
Thumbnail
15