"محور الملك سلمان" أم "محور الفريق كمال عامر".. الإخوان يبحثون عن فتنة على تويتر

تركيز إخواني على إثارة البلبلة بين المغردين السعوديين والمصريين بعد تطويق أزمة سابقة.
الأربعاء 2023/03/15
علاقات لا تروق لكثيرين

يستغل إعلاميون تابعون لقنوات جماعة الإخوان المسلمين أيّ مناسبة لإثارة الفتنة بين مصر والسعودية، وروجوا على الشبكات الاجتماعية لشائعة تغيير تسمية محور العاهل السعودي الملك سلمان بن العزيز إلى محور الفريق كمال عامر، مستغلين تخبط الإعلام المصري في التسمية منذ سنوات.

القاهرة - عادت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى محاولة إثارة الفتنة بين مصر والسعودية، بالحديث عن تغيير اسم محور الفريق كمال عامر ضمن خطة تطوير المحاور الرئيسية والفرعية والميادين ووضع حلول جذرية لمنع التكدسات المرورية في القاهرة.

واستغل إعلاميون تابعون لقنوات الإخوان هدوء البلبلة التي حدثت في الفترة الأخيرة بين إعلاميين مصريين وسعوديين على مواقع التواصل لإعادة الفتنة من جديد ونشر ما قالوا إنه تغيير تسمية محور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى محور الفريق كمال عامر، واستفاضت صفحات الإخوان في نشر التغريدات على موقع تويتر حول هذا الأمر. وقال إعلامي إخواني:

وقال ناشط سياسي:

وتشير التعليقات إلى تركيز الإخوان على التصريحات الرسمية التي أدلى بها مسؤولون سعوديون قبل فترة، بشأن تقديم الدعم لمصر والقيام بإصلاحات اقتصادية.

وقبل نحو شهرين كشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان عن اتباع بلاده أسلوباً جديداً لتقديم المساعدات التنموية لدول الجوار وغيرها، مؤكّداً أن تقديم المساعدات والمنح المجانية قد ولّى.

وقال الجدعان في تصريحاته “إننا اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة من دون شروط، ونحن نغيّر ذلك، نعمل مع مؤسسات متعددة الأطراف لنقول بالفعل إننا في حاجة إلى رؤية إصلاحات.. نفرض ضرائب على شعبنا، ونتوقع من الآخرين فعل الأمر نفسه وأن يبذلوا جهدًا، نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم”.

وعلى الرّغم من أنّ التصريح جاء في صيغة عمومية، ولم يشر بشكل مباشر إلى أيّ دولة إلا أن إعلاميي الإخوان الذين يحظون بمتابعة على مواقع التواصل الاجتماعي استغلوا هذه التصريحات لتضخيمها وإعطائها أبعادا أخرى للتأثير على الناشطين في البلدين، خصوصا أن نظريات المؤامرات والشائعات تجد إذنا صاغية على الشبكات الاجتماعية عبر تضخيم الروايات وبناء الشائعات استنادا إلى خبر قد يكون صحيحا.

وانساق البعض إلى هذه المحاولات فجاء في تغريدة لحساب سعودي:

واختلطت الأمور على الناشطين في الشبكات الاجتماعية بسبب الصمت الرسمي المصري عن الموضوع، وتم تداول اسمين مختلفين للمحور في المواقع الإلكترونية المصرية منذ سنوات، لكن بعض المتابعين أخذوا على عاتقهم تصحيح الأمور ووضع حد للفتنة.

وقال مغرد:

وكتب آخر:

ويبدو أن الإعلام التقليدي لم يستطع الوصول إلى عقول الناس، وفشل في اللحاق بقوة وسائل التواصل الاجتماعي التي تحظى بالحضور والتأثير أكثر من التلفزيون، أو الصحف، أو حتى من مسؤول ينفي شائعة.

وتقارير الإعلام المصري التي يفترض بها مكافحة الأخبار الكاذبة تمتلئ بالكثير من الأخبار الحقيقية، لكنها لا تحمل الحرفية ودرجة الإقناع التي تريدها الحكومة، وبالتالي فإن المتابع لمثل هذه التقارير يفقد الثقة بها تماما بعد فترة قصيرة.

وأبدى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استياءه من الإعلام المصري الذي لم يرق بعد إلى تطلعاته، وفشل في الدفاع عن إنجازات الدولة المصرية خلال الأعوام الماضية وترك المساحة خالية لإعلام جماعة الإخوان التي تمكنت من التأثير على عقول الشعب وتغذيته بأفكار مغلوطة ومشوشة.

واضطر السيسي في فبراير الماضي إلى الحديث عن الشائعات، وقال “حتى الآن هناك حجم من الأكاذيب والشائعات غير طبيعي”.

كما طالب السيسي بـ”الابتعاد عمّا يسيء إلى العلاقات مع الأشقاء” وذلك في أول رد رسمي على التراشق الإعلامي المصري – السعودي الذي اشتعل في المدة الأخيرة.

وقال إن بلاده “تقدر دوما علاقتها مع الأشقاء العرب ولا تنسى وقوفهم إلى جانبها”. وشدّد السيسي خلال مداخلته على “حرص الدولة المصرية على الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع الجميع”، واصفا سياسة البلاد بهذا الخصوص بأنها “تتسم بالاعتدال والتوازن مع الجميع”.

وتساءل “هل سنسير وراء بعض المواقع المغرضة التي ترغب في إحداث فتنة بيننا وبين الأشقاء؟”.

وأكد الرئيس المصري “أقل حاجة نعملها أن نسكت.. إن لم نقل كلاما طيبا نسكت”، مشيرا إلى أن هذا ينطبق “على وسائل إعلامنا التي لا نتدخل فيها”. وأضاف أن “كل ما يكتب في وسائل الإعلام يجب أن يستهدف تحسين العلاقات بين مصر والأشقاء ودعمها وليس العكس”.

وأشار السّيسي إلى أن الحرص على أن تكون علاقة مصر طيبة مع الجميع منهج تبناه منذ أن تولى المسؤولية وليس فقط الآن، مضيفا أن “هذا المسار نتبناه حتى في أوقات الأزمات والخلافات”.

وقال “من غير اللائق ما يتمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى بعض المقالات التي تتناول علاقاتنا مع الأشقاء، سواء في المملكة العربية السعودية أو أيّ دولة أخرى”، داعيا إلى “عدم الانسياق وراء المواقع الإلكترونية التي تقصد الفتنة بيننا وبين الأشقاء”، قبل أن يتابع “لا أريد أن أقول أسماء دول”، موضحا “لو فيه خلاف مع دولة شقيقة خلال السنين الفائتة، سنتجاوزها”.

وكان موقع صحيفة الجمهورية الحكومية المصرية قد حذف مقالا لرئيس تحريرها عبدالرزاق توفيق شنّ فيه هجوما غير مسبوق على دولة “لم يسمّها”، لكن كل التلميحات التي ذكرها في المقال تشير إلى أنها المملكة العربية السعودية بشكل لا لبس فيه، وذلك عقب انتقادات كتّاب سعوديين للنظام المصري الحالي، وقضية سيطرة الجيش على اقتصاد البلاد.

ودخلت حسابات معروفة بمعاداتها للسعودية ومصر وهي موالية لجماعة الإخوان المسلمين على الخط لمحاولة زرع الفتنة بين البلدين.

وبالفعل، شهدت مواقع التواصل معركة إعلامية بين كتاب وصحافيين من السعودية ومصر. وحاول كتاب سعوديون ومصريون تطويق أزمة التراشق الإعلامي الأخير بين مصر والسعودية، وقطع الطريق على تنظيمات معادية تعمل على بث الفرقة بين الشعبين.

5