محمود عباس: صفقة القرن "هدية" لإسرائيل

الرئيس الفلسطيني يؤكد على رفضه لخطة السلام الأميركية لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها للشرعية الدولية.
الأربعاء 2020/02/12
عباس: الدولة التي خُصصت للفلسطينيين تبدو كقطعة "جبن سويسري" مفتتة

نيويورك - رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل غاضب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط خلال كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي بوصفها هدية لإسرائيل وغير مقبولة للفلسطينيين.

وأكد الرئيس الفلسطيني على رفض خطة السلام الأميركية للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب ومخالفتها للشرعية الدولية، معتبرا انها "تحول شعبنا ووطنا الى دولة ممزقة"، ومؤكدا التمسك بالمقاومة الشعبية السلمية.

وقال عباس وهو يلوح بنسخة من خريطة تتصورها الخطة الأميركية لحل يقوم على أساس وجود دولتي إسرائيل وفلسطين، إن الدولة التي خُصصت للفلسطينيين تبدو كقطعة "جبن سويسري" مفتتة.

وأضاف "يكفي أن نرفض هذه الصفقة لانها تخرج القدس من السيادة الفلسطينية وتحول شعبنا ووطننا الى دولة ممزقة".

وجاءت كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي يجري فيه توزيع مشروع قرار للمجلس التابع للأمم المتحدة من شأنه إدانة خطة إسرائيلية لضم مستوطناتها في الضفة الغربية فيما يرقى إلى رفض لمقترح ترامب.

وفي انتقاد محتمل للخطة، وزعت تونس وإندونيسيا العضوان في مجلس الأمن مسودة قرار تندد بالخطة الإسرائيلية لضم المستوطنات في الضفة الغربية.

وإذا طرحت هذه المسودة للتصويت، فمن المؤكد أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضدها ولكن رغم ذلك تعكس هذه المسودة رأي بعض الأعضاء الرافض لخطة السلام التي أعلن ترامب تفاصيلها قبل أسبوعين وسط ضجة كبيرة.

إجماع شعبي فلسطيني على رفض صفقة القرن
إجماع شعبي فلسطيني على رفض صفقة القرن

وتعترف خطة ترامب، التي نُشرت في 28 يناير بسلطة إسرائيل على المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية وتطلب من الفلسطينيين تلبية سلسلة صعبة من الشروط لدولة عاصمتها في قرية بالضفة الغربية شرقي القدس.

وقال عباس "هذه الدولة التي سيعطونها لنا هي جبنة سويسرية. من يقبل بكم أن تكون دولته هكذا؟"

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر انتخابي ببلدة بات يام الإسرائيلية، هذا الانتقاد وأشار إلى احتمال أن ترحب دول عربية بخطة ترامب حتى إذا لم يقبل بها الفلسطينيون.

وقال نتنياهو "هذه ليست قطعة جبن سويسري. هذه أفضل خطة موجودة بالنسبة للشرق الأوسط... ولدولة إسرائيل وللفلسطينيين أيضا"، مضيفا أن الخطة "تعترف بالواقع وبحقوق شعب إسرائيل، وهما أمران ترفضون (أنتم الفلسطينيون) باستمرار الاعتراف بهما".

ودعا عباس الرئيس الأميركي إلى التخلي عن هذه الخطة والسعي إلى العودة إلى المفاوضات على أساس القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تدعو إلى حل يقوم على أساس وجود دولتين بناء على حدود ما قبل 1967. ورفض عباس الوساطة التقليدية للولايات المتحدة في حل الصراع ودعا إلى عقد مؤتمر دولي.

وقال عباس "بصراحة لن نقبل أميركا وسيطا وحيدا".

وأشار إلى احتمال اندلاع احتجاجات عنيفة، قائلا "الوضع برمته أصبح قابلا للانفجار. ومن أجل الحيلولة دون ذلك، فلا بد من تجديد الأمل لشعبنا. لا تضيعوا الأمل لشعبنا". وأضاف "نحن لن نلجأ للعنف والإرهاب".

وعلى الرغم من أن هدف ترامب المعلن هو إنهاء الصراع الممتد منذ عقود، فإن خطته كانت منحازة لإسرائيل. وما أكد ذلك هو غياب الفلسطينيين عند إعلانها في البيت الأبيض ونتنياهو إلى جواره.

ورأى عباس أن هذه الصفقة ليست شراكة دولية بل اقتراح من دولة تدعمها دولة أخرى لفرضها على الفلسطينيين. وقال "هذه الصفقة ليست شراكة دولية بل جاءت من دولة ومعها دولة لتفرضها على العالم... هذه الصفقة مرفوضة".

واتهم داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة عباس بأنه غير واقعي وقال إن السلام غير ممكن ما دام مستمرا في السلطة.

وأظهر استطلاع للرأي، أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الفترة بين الخامس والثامن من فبراير في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن 94 في المئة من الفلسطينيين يرفضون الخطة التي أطلق عليها ترامب اسم "صفقة القرن".