محمد حسين يعقوب يغلق قناته على يوتيوب: "أنا جاهل"

القاهرة - أثار إغلاق رجل الدين المصري محمد حسين يعقوب قناته على يوتيوب وموقعه الإلكتروني سخرية واسعة. ويحتوي الموقع والقناة على محاضرات صوت وصورة يقدمها يعقوب.
وأبقى يعقوب على حساب فيسبوك الذي لا يحتوي على محاضرات.
وسبق أن أثارت اعترافات يعقوب في محكمة مصرية خلال شهادته في قضية ما يعرف بـ”خلية داعش إمبابة” التي يتابع فيها عدد من المتهمين كانوا قياديين كبارا في تنظيم “داعش” بين عامي 2015 و2017 جدلا وسخرية واسعين.
ونقلت مواقع مصرية مقطع فيديو من داخل القاعة تضمن أجوبة غريبة من “شيخ أختاه إحذري”، حيث قال إن “سيد قطب شاعر وأديب في الأساس، ولم يتفقه في علوم الدين ولم يتعلم على يد شيخ”، إضافة إلى قوله إنه “لا يفرق بين السلفية الجهادية والسلفية التكفيرية وداعش” ولا حتى بين “المذاهب الأربعة”، علاوة على قوله إنه ورث أفكاره من جد والده، وأكد “أنا جاهل.. أنا بتاع الصلاة على النبي
فقط”.
وكتب أحد المعلقين “صحيح شيخنا لا يعرف شيئا سوى فقه النكاح”، وجاء في تعليق آخر “يعقوب لو سألوه عن يعقوب نفسه لقال لا أعرفه”. واعتبر مغردون أن الشيخ يقول بصراحة “أنا كاذب”. ورد معلقون على حذف يعقوب لقناته بإعادة نشر محاضراته بصيغة “أم.بي 3” (MP3).
وقال معلق:
ويتابع محمد حسين يعقوب على صفحته الرسمية على فيسبوك 795 ألف شخص، وعلى تويتر 46 ألفا و400 شخص، وعلى يوتيوب 261 ألف شخص، وعلى تليغرام 11 ألفا و219 شخصا، وعلى ساوند كلاود 12 ألفا و100 شخص.
واشتهر محمد حسين يعقوب بإلقائه الدروس في المساجد وتقديم البرامج على القنوات الفضائية خلال السنوات الماضية.
وأعاد الحديث عن يعقوب إلى الواجهة النقاش حول “دعاة السلفية في مصر”.
وبعد توقف برامج شيوخ السلفية الفضائية التي كانوا يقتاتون منها، ومنعوا من الخطابة في المساجد بقرار من وزارة الأوقاف، لجأ هؤلاء إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أفكارهم وآرائهم وخطبهم ودروسهم، ودشنوا قنوات على يوتيوب الذي يوفر لهم دخلا ماليا بالدولار فضلا عن تدشين مواقع إلكترونية تحمل أسماءهم.
وبحسب موقع “سوشيال بلايد” (Social blade) المتخصص في إحصائيات يوتيوب، فإن أرباح قناة أبوإسحاق الحويني قدرت هذا العام بنحو مليون و887 ألف جنيه مصري (120 ألف دولار).
ويمتلك الحويني موقعا إلكترونيا يشرف عليه ابنه أبويحيى الحويني، ويزور صفحته الرسمية على فيسبوك مليونان و300 ألف متابع، وحسابه على تويتر 167 ألفا و100 متابع، فضلا عن 27 ألفا على موقع ساوند كلاود، و156 ألفا على إنستغرام.
وسبق للحويني أن اعترف بأنه كذب ونسب بعض الأحاديث الكاذبة إلى الرسول محمد.
وعلق مغرد على مقطع فيديو:
يذكر أن التيار السلفي في مصر والعالم العربي تعرض إلى ضربات عديدة موجعة في الآونة الأخيرة، وتراجع عدد من الدعاة السلفيين مثل أبوإسحاق الحويني ومحمد حسان ومن قبلهما رجل الدين السعودي عائض القرني عن بعض فتاواهم السابقة، وأعلن بعضهم اعتذاراته عن أخطائه السابقة في الفتوى.
وساعدت مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي على توجيه هذه الضربة للفكر السلفي من خلال تعريته وتبيان كذبه وزيفه. وغم ذلك لا يزال جزء من المتابعين يصنفون وفق كثيرين ضمن خانة “القطيع” يخوضون معارك شرسة للدفاع عن رموزهم.
يذكر أنه بعد الحويني يأتي محمد حسان من حيث عدد المتابعين الذي يمتلك صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بها مليون و600 ألف متابع، وقناة على موقع يوتيوب يتابعها 384 ألفا.
وبحسب موقع “سوشيال بلايد” فإن قناة محمد حسان تدر عليه أرباحا قدرت هذا العام بنحو 41 ألف دولار.
من جانب آخر سلطت القضية الضوء على مصطفى العدوي الذي خرج خلال الأيام الماضية مدافعاً عن محمد حسين يعقوب.
ودافع العدوي عن زواج يعقوب من الصغيرات في السن “لأن ذلك من الشرع”.
مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي ساعدوا على توجيه ضربة للفكر السلفي في العالم العربي
يذكر أن بلاغا اتهم يعقوب بالزواج من 20 فتاة قاصرا. وكان يعقوب معروفا بصياحه المتكرر في برامجه “أختاه إحذري”، داعيا المسلمات إلى الالتزام بتوجيهاته “التي تصعّب الوصول إليهن”، ولكن يبدو أن هذه النصائح تسهل له ولأتباعه الوصول إليهن تحت غطاء الشريعة.
وللعدوي نحو مليون ونصف المليون متابع على فيسبوك، ولفت خبراء مصريون إلى أن موقعه الرسمي مليء بالأسئلة التي تنتظر فتاواه، بجانب مئات من الفيديوهات على موقع يوتيوب، الأمر الذي يبرز مدى الاهتمام به وبأفكاره.
ويوصف العدوي بأنه “يعد واحداً من الآباء الروحيين لجماعات خطرة كتنظيم داعش، حيث تتلمذ على يده العديد من الإرهابيين قبل أن يعلنوا انضمامهم لجماعات إرهـابية وتكفيرية”.
وتشهد مصر تحركات على مستويات عدة لإحكام السيطرة على مجال الفتوى والدعوة الدينية، لاسيما بعد الضجة التي أثارتها شهادة يعقوب في قضية “داعش إمبابة”.