محطة جديدة تمهد لاستئناف العلاقات البحرينية_الإيرانية

طهران/المنامة – دخلت العلاقات البحرينية الإيرانية، محطة جديدة، الأحد، على طريق إنهاء قطيعة دبلوماسية قاربت عن الثمانية أعوام مع اتفاق الطرفين على "إنشاء الآليات" لبدء محادثات لاستئناف العلاقات السياسية.
ووفق بيان مشترك للبلدين، نقلته وزارة الخارجية البحرينية عبر حسابها بمنصة إكس، فقد عقد وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، ونظيره الإيراني بالوكالة علي باقري كني، اجتماعا ثنائيا في طهران، الأحد.
وجاء الاجتماع خلال زيارة الزياني، لإيران بناء على "دعوة من الوزير الإيراني للمشاركة في اجتماع حوار التعاون الآسيوي".
وتستضيف طهران، الأحد والإثنين، اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منتدى حوار التعاون الآسيوي، الذي تم إنشاؤها في 18 يونيو 2002 لتعزيز التعاون الآسيوي.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع في "إطار العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين مملكة البحرين والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما يربط بينهما من روابط الدين والجوار والتاريخ المشترك والمصالح المتبادلة".
وأسفر الاجتماع عن "اتفاق الطرفين في هذا اللقاء على إنشاء الآليات اللازمة من أجل بدء المحادثات بين البلدين لدراسة كيفية استئناف العلاقات السياسية بينهما".
وفي الثامن من الشهر الجاري، قال رئيس الشؤون السياسية في مكتب الرئاسة الإيرانية محمد جمشيدي إن البحرين أرسلت رسالة مباشرة بأنها تريد استئناف العلاقات مع إيران. وفق كالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا).
وأضاف أن الرسالة البحرينية جاءت على الرغم من أن المنامة "قدمت هذا الطلب في اللقاء الذي أجرته مع مسؤولين في روسيا".
وفي الشهر الماضي، قال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلاله لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعاصمة موسكو إنه لا يوجد أي خلاف أو مشاكل بين بلاده والحكومة الإيرانية.
وشدد على أنه "لا داعي لتأجيل التقارب مع إيران، بسبب وجود أي خلافات تذكر"، مشيرا إلى أن "الشعب البحريني يحب إيران، ويحب زيارتها، علما أن نسبة كبيرة من المواطنين ينتمون إلى الطائفة الشيعية، ويذهبون بزيارات دينية متكررة إلى إيران". وفق وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.
كما قال الملك حمد بن عيسى خلال زيارة للصين نهاية الشهر الماضي، إن بلاده تعمل على استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، مضيفا "باعتبارنا دعاة للسلام والتسامح والتعايش الإنساني، فإننا نؤمن بضرورة اعتماد نهج الحوار والدبلوماسية السلمية القائم على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وفي مارس من العام الماضي، كشفت وكالة أنباء "جوان" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، الرسمية عن مفاوضات بين إيران والبحرين لإعادة فتح السفارتين واستئناف العلاقات بالمستقبل القريب.
ولفتت إلى أن الإعلان عن عودة العلاقات بين إيران والسعودية في مارس 2023، بوساطة من قبل الصين، وسط ترحيب عربي ودولي، فتح الطريق أمام عودة العلاقات بين المنامة وطهران.
وآنذاك، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن "الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والسعودية قد يحدث مع البحرين".
وتزامنت تلك التصريحات وقتها مع لقاء رئيس مجلس النواب البحريني، أحمد المسلم، مع رئيس وفد البرلمان الإيراني، مجتبى رضا خواه، على هامش انعقاد الجمعية 146 للاتحاد البرلماني الدولي بالمنامة،، حيث بحثا "سبل التعاون والتنسيق المشترك"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء البحرينية.
في يناير عام 2016 أعلنت البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، إثر تهم متكررة لطهران بالتدخل في شؤونها الداخلية، وذلك بعد يوم من اتخاذ السعودية القرار نفسه عقب اقتحام محتجين سفارتها في طهران.
وسبق أن استأنفت السعودية علاقاتها مع إيران بوساطة صينية في 10 مارس 2023، عقب قطيعة استمرت سبع سنوات.
وفي السنوات الأخيرة وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها خاصة خلال عام 2011، عندما اندلعت الاحتجاجات في البحرين وطلب بعض نشطاء المعارضة الشيعية في البلاد الدعم من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وقام خامنئي في مناسبات عديدة بتصنيف شعب البحرين مع الفلسطينيين واليمنيين على أنهم مسلمون مضطهدون يستحقون دعم إيران وتدخلها. وهذا الموقف هو ما اعتبرته المنامة دائمًا السبب الأساسي في توتر العلاقة.