محاولات إيرانية يائسة لفرض مشاركتها في المشاريع العراقية

وزير الطاقة الإيراني يكشف أن بلاده تعتزم القيام بدور رئيسي في تأهيل قطاع الكهرباء العراقي من خلال خطة على مدى 3 سنوات بعد إبرام اتفاقية مع وزير الكهرباء العراقي.
الأربعاء 2019/03/06
بانتظار حسم الدور الإيراني
 

تزايدت ضغوط إيران لتوسيع دورها في الاقتصاد العراقي من خلال فرض دور رئيسي في تطوير شبكة الكهرباء والإصرار على تأسيس مصرف مشترك لإيجاد نافذة للالتفاف على العقوبات الأميركية في ظل انقسام الأطراف السياسية في بغداد بين مؤيد ومعارض.

لندن- قال وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان إن طهران لديها خطة على مدى ثلاث سنوات لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء في العراق، رغم إعلان بغداد عن تسارع وتيرة العمل لدى شركتي جنرال إلكتريك الأميركية وشركة سيمنز الألمانية بموجب اتفاقات تم توقيعها العام الماضي.

ويتضح إصرار إيران لهجة الوزير الذي أكد أن “إيران وفرت إمكانية تبادل الطاقة ولا يوجد من ينافسنا في هذا المجال، لأن دول الجوار التي تستورد الكهرباء من إيران ليس أمامها خيار أفضل”.

وأضاف أن إيران “تعتزم القيام بدور رئيسي في تأهيل قطاع الكهرباء العراقي من خلال خطة على مدى 3 سنوات بعد إبرام اتفاقية مع وزير الكهرباء العراقي
خلال زيارته الأخيرة إلى طهران، إضافة إلى تمديد تصدير الكهرباء إلى العراق لمدة عام آخر. وأشار إلى الديون المترتبة على العراق بالقول “قمنا خلال السنوات الماضية بتصدير الكهرباء إلى العراق بقيمة أكثر من 6 مليارات دولار وجرى تسديد أكثر من 5 مليارات دولار منها.

كما جرى اتخاذ الترتيبات المناسبة لتسديد المبلغ المتبقي ولا توجد مشكلة في هذا الشأن”.

رضا أردكانيان: الدول التي تستورد الكهرباء من إيران ليس أمامها خيار أفضل
رضا أردكانيان: الدول التي تستورد الكهرباء من إيران ليس أمامها خيار أفضل

وتتناقض تصريحات أردكانيان مع تجاهل بغداد وإعلانها عن إكمال بعض المشاريع بالتعاون مع شركة سيمنز في وقت يتواصل فيه انقسام القوى السياسية بشأن العقوبات الأميركية على إيران.

وتطالب واشنطن بغداد بتقليص اعتمادها على الإمدادات الإيرانية من الكهرباء والغاز. وأعطتها مهلة لإيقاف تلك الإمدادات في وقت تتصاعد فيه أصوات موالية لطهران بالتمرد على المطالب الأميركية.

وافتتح وزير الكهرباء العراقي لؤي الخطيب مطلع الأسبوع الحالي محطة كهرباء اليرموك التحويلية في العاصمة بغداد، والتي جهزت معداتها شركة سيمنز، وتم تنفيذها من قبل الكوادر الهندسية والفنية المحلية.

وقال إن تنفيذ أعمال المحطة تم بمبلغ لم يتجاوز 84 ألف دولار بعد أن كان المطلوب يتجاوز 1.6 مليون دولار. لكنه استبعد إمكانية “حل أزمة الكهرباء في فترة قصيرة، ولكن خلال فترة معقولة وليست بالطويلة.

وأشار إلى أن المحطة تمت في وقت الشح المالي، لكنها مكنت الوزارة من تطوير طاقم هندسي سوف يسهم بعملية الإعمار في البلاد بشكل عام، وخاصة في المحافظات المحررة التي تعاني من دمار البنية التحتية.

وتعد المحطة من أهم المشاريع التي تم إنجازها في محافظة بغداد بسبب قدرتها على استيعاب نقل طاقة مقدارها 270 ميغاواط، وستحل محل محطة قديمة لا تتجاوز طاقتها الاستيعابية 120 ميغاواط، والتي كانت عاجزة عن مواكبة التوسيعات السكانية والعمرانية.

وكشف أمين الغرفة الايرانية العراقية حميد حسيني عن مقترح لتأسيس مصرف مشترك، تمت مناقشته بين البلدين. وأكد أن "مصرف الرافدين العراقي أعلن استعداده لتأسيس فرع في إيران".

ويقول محللون إن تصريحات طهران تبدو من باب التمنيات وأن العراق لا يستطيع تجاهل العقوبات الأميركية، خاصة في ظل التذمر الشعبي من النفوذ الإيراني.

11