محاكمة أربعة محتجين متهمين بقتل ضابط شرطة في السودان

تأجيل النظر في القضية إلى جلسة الثاني عشر من يونيو المقبل بعد عرض المتهمين على الطب الشرعي للتأكد من تعرضهم للتعذيب لانتزاع اعترافاتهم.
الأحد 2022/05/29
قضية تحظى باهتمام شعبي

الخرطوم - أجّلت محكمة سودانية الأحد محاكمة أربعة متهمين بقتل ضابط شرطة إلى جلسة الثاني عشر من يونيو المقبل، وهي القضية التي تحظى باهتمام شعبي.

وكانت الشرطة السودانية أعلنت في يناير الماضي عن مقتل العميد بالشرطة علي بريمة بالقرب من معمل استاك بشارع القصر، وسط الخرطوم، وذلك أثناء تفريقها لتظاهرة مليونية متجهة إلى القصر الرئاسي للمطالبة بتنحّي العسكر عن السلطة.

وفي وقت لاحق أعلنت توقيف محمد آدم ومحمد الفتاح ومصعب الشريف وأحمد الننه بتهمة قتل الضابط.

وسبق أن اتهمت هيئة الدفاع فرق التحري والتحقيق بتعذيب المتهمين جسديا ونفسيا لانتزاع اعترافاتهم، كما أن الموقوفين قاموا في مارس بإضراب عن الطعام احتجاجا على "معاملة غير إنسانية" و"عنف الشرطة".

 ومع بدء جلسة الأحد استجاب قاضي المحكمة زهير عثمان لطلب هيئة الدفاع بعرض المتهمين على الطب الشرعي للتأكد من تعرضهم للتعذيب، كما استجاب القاضي لطلبين آخرين للهيئة بالاطلاع على محضر التحري، ومقابلة المتهمين، قبل أن يعلن رفع الجلسة إلى تاريخ الثاني عشر من يونيو المقبل.

وتجمع المئات من المحتجين أمام قاعة المحكمة في شرق الخرطوم وهم يرفعون صورا للمتهمين ويطالبون بالإفراج عنهم.

ووصل محمد آدم والفاتح ومصعب والننه إلى مقر المحكمة تحت حراسة الشرطة، ولوحوا للحاضرين بالخارج بعلامات النصر وأرجلهم مقيدة بسلاسل حديدية.

عائلة القتيل تطالب بالقصاص
عائلة القتيل تطالب بالقصاص

كما حضر العشرات من أفراد أسرة الضابط القتيل وهم يرفعون لافتات تطالب بالقصاص.

وكتبت اللجنة الشعبية لأحياء البراري المضطربة في الخرطوم أن "هذه القضية لا تخص هؤلاء الثوار الأربعة وحدهم، بل تمثل انقضاضا على الثورة وقيمها ومواصلة لتسييس القضاء واستهداف الثوار والثائرات بالبلاغات الكيدية للتخلص منهم".

ودعت إلى التجمع أمام المحكمة "للبرهنة على أننا لن نسمح لقوى الردة أن تعود إلى مفاصل الدولة مهما كان الثمن".

ومنذ الانقلاب العسكري الذي قاده قائد الجيش عبدالفتاح البرهان يتظاهر الآلاف من السودانيين في العاصمة ومدن أخرى، للمطالبة بعودة الحكم المدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

وأعلن البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الذي كان يقوده عبدالله حمدوك.

وقتل متظاهران سودانيان اثنان السبت في منطقة الكلاكله، خلال احتجاجات جديدة شهدتها مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم للمطالبة بإنهاء هيمنة العسكريين على السلطة، ليرتفع بذلك عدد ضحايا قمع التظاهرات إلى 98 قتيلا، وفق لجنة أطباء السودان المركزية.

وقال فولكر بيرتس، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر الأحد "حان الوقت لوقف العنف، حان الوقت لإنهاء حالة الطوارئ".