محادثات مع طالبان تنتهي في موسكو دون اتفاق

مسؤولون في طالبان ومعارضون أفغان يتحدثون عن "تقدم" في محادثات موسكو.
الجمعة 2019/05/31
تعثر جديد

موسكو - قال مسؤول في حركة طالبان، الخميس، إن تقدما مرضيا تحقق خلال محادثات مع مجموعة من كبار الساسة الأفغان في موسكو لكن دون تحقيق إنجاز كبير على صعيد المساعي الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما، مضيفا أن هناك حاجة لعقد المزيد من المحادثات.

واجتمع الوفد الذي يرأسه الملا بردار آخوند كبير مفاوضي طالبان مع سياسيين بينهم قادة إقليميون ومرشحون ينافسون الرئيس أشرف غني في الانتخابات الرئاسية هذا العام وسط تضافر للجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

وقال سهيل محمد شاهين كبير المتحدثين باسم وفد طالبان لصحافيين بعد الاجتماع “نشعر بالرضا، لقد كانت مفاوضات ناجحة، ونأمل أن نستمر على هذه الوتيرة في المستقبل”.

وهذا الاجتماع بين كبار مسؤولي طالبان ومجموعة متنوعة من السياسيين هو أحدث خطوة في جهود ترمي إلى الوصول إلى اتفاق سلام.

وأكد شاهين أن الاجتماع ناقش اقتراحا بوقف إطلاق النار لكن لم يذكر أي تفاصيل. وكرر مطلب طالبان بانسحاب القوات الدولية من أفغانستان من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وتابع “اسحبوا القوات الأجنبية، وسيكون موقفنا حازما في أنه يجب أن تكون هناك حكومة مستقرة في أفغانستان وأن يشارك كل الأفغان في الحكومة المستقبلية”.

وتزايدت التكهنات بأن طالبان قد توافق على وقف مؤقت لإطلاق النار خلال عطلة عيد الفطر التي تستمر ثلاثة أيام الأسبوع المقبل وذلك تكرارا لهدنة أعلنتها العام الماضي والتي أعطت أول مؤشر ملموس منذ سنوات على ما يمكن أن يكون عليه السلام في أفغانستان.

وقال أحد أعضاء وفد طالبان إن المسؤولين الروس وكذلك الزعماء الدينيين والشيوخ طلبوا وقف إطلاق النار. وقد تأمر طالبان على الأرجح بوقف القتال، لكن من غير المحتمل الإعلان عن ذلك صراحة.

وقال مسؤول طالبان “لا يزال يتعين عقد المزيد من الاجتماعات في هذا الصدد لكن على الأرجح قد لا نعلن وقف إطلاق النار”.

وتجري طالبان محادثات منذ أشهر مع دبلوماسيين أميركيين للموافقة على سحب أكثر من 20 ألفا من القوات الدولية من أفغانستان في مقابل ضمانات بعدم استخدام البلاد كقاعدة لهجمات المتشددين. لكن الحركة رفضت حتى الآن التعامل مباشرة مع حكومة الرئيس أشرف غني، التي تعتبرها نظاما غير قانوني نصبه الأجانب.

وعلى الجانب الآخر، هناك شكوك واسعة النطاق بين كثيرين في الحكومة وجماعات المجتمع المدني بأن أي اتفاق مع طالبان يمكن أن يؤدي إلى تراجع التقدم الذي تم إحرازه في مجالات مثل حقوق الإنسان ووضع المرأة منذ الإطاحة بنظام طالبان في عام 2001.

وقالت فوزية كوفي، وهي ناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة وعضو سابق في البرلمان شاركت في اجتماع موسكو، على تويتر “نهاية أي حرب سلام ولكن هذا لا يعني الاستسلام لإمارة طالبان الإسلامية”.

وحتى مع انعقاد الاجتماع، سلط هجوم انتحاري في كابول أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل الضوء على العنف المستمر بلا هوادة في جميع أنحاء البلاد، فيما أفرجت قوات خاصة أفغانية عن 28 شخصا كانوا محتجزين في أحد سجون طالبان في إقليم زابل بجنوب البلاد.

وحققت طالبان مكاسب متزايدة في الوقت الذي استمرت فيه الخطوات صوب اتفاق سلام محتمل، حيث تشير التقديرات الأميركية إلى أن قوات الحكومة تسيطر على نصف البلاد تقريبا.

وخلال الأشهر الماضية، تراجعت الهجمات الكبيرة في المدن مثل كابول، لكنّ قتالا عنيفا دار في الأقاليم. وبلغ عدد القتلى المدنيين 3804 العام الماضي طبقا لإحصاءات الأمم المتحدة، وهو أعلى رقم تمّ تسجيله، فيما تكبّدت قوات الأمن الأفغانية أكبر الخسائر في الأرواح، إذ فاق عدد قتلاها 45 ألفا منذ عام 2014.

5