محادثات بين إسلام أباد وطالبان باكستان للإفراج عن رهائن

مسلحون يطالبون بعبور آمن إلى أفغانستان المجاورة التي تحكمها حركة طالبان.
الثلاثاء 2022/12/20
طالبان باكستان ماضية في مشروعها

بيشاور (باكستان) - بدأت السلطات الباكستانية الاثنين محادثات لمحاولة تسوية مواجهة مع مسلحين إسلاميين يحتجزون العديد من أفراد الأمن كرهائن بعد استيلائهم على مركز لمكافحة الإرهاب في شمال غرب البلاد الأحد.

وطوقت قوات الأمن مركز الاستجواب قرب بلدة بانو حيث يتحصن نحو 20 مسلحا من حركة طالبان باكستان، وهي مظلة لجماعات إسلامية وطائفية.

وبحسب متحدث باسم حكومة الإقليم، يطالب المسلحون بعبور آمن إلى أفغانستان المجاورة التي تحكمها حركة طالبان الإسلامية المتشددة.

وقال محمد علي سيف المتحدث باسم حكومة إقليم خيبر بختونخوا “نجري مفاوضات مع القادة الكبار في طالبان الباكستانية في أفغانستان”. وأضاف أن أقارب لمتشددين شاركوا أيضا في بدء محادثات مع المسلحين داخل المركز.

وأوضح سيف أن مسؤولا واحدا على الأقل عن مكافحة الإرهاب قُتل على يد المسلحين الذين خطفوا أسلحة حراسهم أثناء استجوابهم، بحسب السلطات. وأردف سيف أن العديد من أعضاء حركة طالبان باكستان المهمين موجودون في المركز.

طالبان باكستان باتت في موقع قوة ووسعت في عملياتها منذ عودة طالبان الأفغانية إلى السلطة في كابول العام الماضي

ولم يذكر عدد أفراد الأمن المحتجزين كرهائن. لكن ضابط مخابرات قال إن هناك ستة رهائن، أربعة من الجيش واثنان من مكافحة الإرهاب.

وفي 2012 و2013، أطلق العشرات من عناصر طالبان المدججين بالسلاح سراح أكثر من 600 سجين بينهم متشددون خلال هجومين ليلا على سجن في بلدة بانو.

ودأبت طالبان باكستان على استخدام العنف في محاولة للسيطرة على البلاد وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية. وكثفت الحركة هجماتها منذ أعلنت إنهاء وقف إطلاق النار مع الحكومة خلال الشهر الماضي.

وبرزت الحركة المتشددة في 2007 ونفذت موجة من أعمال العنف المروعة في باكستان أدت إلى إطلاق حملة عسكرية ضدها في 2014.

وسيطرت حركة طالبان باكستان على مساحات واسعة من الحزام القبلي في باكستان لمدة طويلة، إذ فرضت تطبيق نسخة مشددة من الشريعة الإسلامية.

وبينما تم طرد معظم مقاتليها من باكستان ودفعهم إلى التوجه نحو أفغانستان المجاورة منذ العام 2010، إلا أنهم باتوا في موقع قوة منذ عودة طالبان الأفغانية إلى السلطة في كابول.

وتصاعدت الهجمات مجددا في باكستان منذ سيطرة طالبان الأفغانية على السلطة في كابول العام الماضي، لكنها استهدفت بشكل رئيسي القوات الأمنية. وانتهت هدنة دامت أشهرا مع إسلام أباد الشهر الماضي.

وثمة شكوك حقيقية حول إمكانية توصل إسلام آباد إلى حل دائم مع الجماعة المتطرفة التي تحاربها، فليس هناك ما يدل على اضطرار طالبان باكستان إلى التراجع عن مشروعها الإستراتيجي المتمثل في فرض نسخة من الإسلام المتشدد شبيهة بتلك التي تطبقها كابول على الحزام القبلي، لا بل هي اليوم أقوى من أي وقت مضى، عسكريا وسياسيا.

5