محادثات أميركية-إسرائيلية مرتقبة بشأن اجتياح بري لرفح

واشنطن تجيز إرسال قذائف وطائرات مقاتلة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل رغم اتساع الخلاف مع حكومة بنيامين نتنياهو.
السبت 2024/03/30
الهجوم البري على رفح قادم لا محالة

واشنطن - ذكرت تقارير إعلامية إن ممثلين عن إسرائيل والولايات المتحدة قد يجتمعون في واشنطن بعد غد الاثنين لإجراء محادثات حول الهجوم البري الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح في جنوبي قطاع غزة، في وقت أجازت واشنطن تزويد الدولة العبرية بقذائف وطائرات حربية.

وكان من المقرر في الأساس أن يصل وفد إسرائيلي هذا الأسبوع للاستماع إلى مخاوف الولايات المتحدة وتقديم البدائل لها.

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى الزيارة في أعقاب صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار دون معارضة من الولايات المتحدة.

وكان الإسرائيليون قد اقترحوا تأجيل المحادثات حتى الاثنين، وفقا لما نقلته شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤولين أميركيين الجمعة.

ومع ذلك، فإن التوقيت معقد بسبب حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية لديها مهلة حتى غد الأحد لصياغة قانون جديد بشأن الخدمة العسكرية الإلزامية للذكور اليهود المتشددين. وكان قد تم إعفاؤهم منذ زمن بعيد من الخدمة العسكرية الإجبارية.

وبسبب الحرب في قطاع غزة، تتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط لإنهاء إعفاء الطائفة الأرثوذكسية المتشددة من الخدمة العسكرية. وانتهت صلاحية قانون يسمح بإعفائهم العام الماضي.

ومنذ ذلك الحين، تم وضع لائحة مؤقتة- ولكنها سارية حتى غد الأحد فقط. وتعمل الحكومة الإسرائيلية، التي تضم أيضا أحزابا دينية بحتة، على قانون جديد لإعفاء المتدينين الأرثوذكس المتشددين.

وكان نتنياهو قد تقدم بطلب إلى المحكمة العليا لتمديد الموعد النهائي لصياغة مشروع القانون.

وفي أعقاب أمر مؤقت أصدرته المحكمة قبل أيام بإلغاء الدعم الحكومي للرجال اليهود المتشددين في سن التجنيد اعتبارا من أول أبريل، ويمكن أن يصدر حكم الأحد بشأن إمكانية أن يخضع هؤلاء الرجال أيضا للخدمة العسكرية الإجبارية في المستقبل.

وسيعتمد ذلك على ما إذا كانت المحكمة ستوافق على طلب نتنياهو بالتمديد لفترة أخرى مدتها 30 يوما.

ونتيجة لذلك، لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سيتم السماح للوفد الإسرائيلي بزيارة الولايات المتحدة بينما لا تزال هذه المسألة السياسية الداخلية قيد الحل، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية. ووفقا لمسؤولين أميركيين، فإن الموعد الدقيق لزيارة الوفد الاسرائيلي إلى واشنطن لم يتحدد بعد.

وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة مخاوفها من هجوم إسرائيلي متوقع على رفح، واتساع خلافاتها مع الحكومة الإسرائيلية، فقد أجازت في الأيام القليلة الماضية إرسال قذائف وطائرات مقاتلة بمليارات الدولارات إلى إسرائيل، وفق ما ذكرت رويترز الجمعة نقلا عن مصدرين.

 وذكر المصدران في تأكيد لتقرير من صحيفة واشنطن بوست أن حزم الأسلحة الجديدة تشمل أكثر من 1800 قنبلة إم.كيه84 زنة الواحدة ألفي رطل و500 قنبلة إم.كيه82 زنة الواحدة 500 رطل.

وتقدم واشنطن 3.8 مليار دولار لإسرائيل، حليفتها منذ فترة طويلة، في صورة مساعدات عسكرية سنوية .

وتأتي الحزمة في ظل مواجهة إسرائيل انتقادات دولية قوية بسبب مواصلتها حملة القصف والهجوم البري في غزة وفي ظل دعوة أعضاء من الحزب الديمقراطي الرئيس جو بايدن إلى قطع المساعدات العسكرية الأميركية.

وتغدق الولايات المتحدة على إسرائيل بدفاعات جوية وذخائر، لكن بعض الديمقراطيين والجماعات الأميركية العربية تنتقد دعم إدارة بايدن الراسخ لإسرائيل الذي يقولون إنه يمنح إسرائيل شعورا بالحصانة.

وأقر بايدن الجمعة "بالألم الذي يشعر به" الأميركيون العرب بسبب الحرب في غزة وبسبب الدعم الأميركي لإسرائيل وهجومها العسكري.

لكن بايدن تعهد بمواصلة الدعم لإسرائيل على الرغم من تزايد الخلاف العلني بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأحجم البيت الأبيض عن التعليق على إرسال الأسلحة، كما لم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن بعد على طلب للتعليق.

ويأتي القرار بشأن الأسلحة عقب زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت واشنطن هذا الأسبوع بحث فيها احتياجات إسرائيل من الأسلحة مع نظرائه الأميركيين.

وفي مسعى لتخفيف التوتر بين إسرائيل والولايات المتحدة فيما يبدو، قال غالانت في حديثه مع صحافيين الثلاثاء إنه شدد على أهمية العلاقات الأميركية بالنسبة لأمن إسرائيل وعلى أهمية "التفوق العسكري النوعي" الإسرائيلي في المنطقة، بما في ذلك قدراتها الجوية.

واندلعت الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

وردت إسرائيل بشن هجوم جوي وبري على حماس في قطاع غزة تقول وزارة الصحة في القطاع إنه أسفر عن مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني.