محادثات "أستانة 20" تناقش خارطة الطريق الروسية للتطبيع بين سوريا وتركيا

هل تسفر الجولة الـ20 من المباحثات عن "نتائج إيجابية حيال العديد من القضايا".
الأربعاء 2023/06/21
معنويات مرتفعة

أستانة (كازاخستان) – بدأت محادثات “أستانة 20” حول سوريا، الثلاثاء، في العاصمة الكازاخية أستانة بمشاركة ممثلي الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، لمناقشة خارطة الطريق الروسية للتطبيع بين أنقرة ودمشق وسط آمال في تحقيق تقدم ملموس في النقاط الخلافية.

وانطلقت المحادثات المغلقة التي تستمر حتى مساء اليوم الأربعاء باجتماعات تقنية ثنائية بين الوفود المشاركة.

ونقلت وكالة تاس عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله إنّ هذه الجولة تعقد على مدار يومين بمشاركة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون.

ويشارك في هذه المحادثات من الجانب التركي نائب وزير الخارجية بوراق أقتشابار، ومن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية، ومن الجانب الإيراني مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية علي أصغري حاجي.

أحمد طعمة: نتوقع نتائج إيجابية حيال العديد من القضايا الخلافية
أحمد طعمة: نتوقع نتائج إيجابية حيال العديد من القضايا الخلافية

كما يشارك في المحادثات أيضا، وفدا المعارضة والنظام السوريان، إضافة إلى وفود الدول المشاركة بصفة مراقب وهي العراق والأردن ولبنان.

وتوترت العلاقة بين سوريا وتركيا منذ عدة سنوات بسبب الخلافات السياسية والصراعات العسكرية، إذ كان الصراع في سوريا مصدرا رئيسيا للتوتر بين البلدين، حيث تدعم أنقرة قوات المعارضة بينما تحظى دمشق بدعم عسكري وسياسي من موسكو وإيران.

وبعد عدة اجتماعات بين الطرفين رعتها موسكو، ظهرت “خارطة الطريق” الروسية لإعادة العلاقات بين سوريا وتركيا.

وهناك الكثير من التكهنات حول نجاحها، إذ إن الخارطة هي مشروع اقتراح أعدته موسكو، ويهدف إلى التقريب بين البلدين وإنهاء الصراع المستمر بينهما، حيث كشف عن الاقتراح نائب وزير الخارجية الروسي، مشيرا إلى أن الخطوة التالية هي مناقشة المسودة مع من قالوا إنهم شركاء، ثم إحراز تقدم في هذا الصدد.

وقالت مصادر دبلوماسية إن من المنتظر أن تشمل المناقشات الرباعية على هامش الجولة الـ20 من المباحثات حول سوريا، الوضع الأمني على الشريط الحدودي، وتحديد المداخل المشتركة للتعامل مع الإرهاب.

وأضافت المصادر أن الملفات المنتظرة تشمل أيضا الوضع في إدلب وفتح الطرق الدولية، وتأمين عودة طوعية آمنة لجزء من اللاجئين السوريين في تركيا.

وأشارت المصادر إلى أن تطبيع الوضع حول الطرق الدولية يفتح مجالات لتوافق أكبر بين دمشق وأنقرة في ملفات أخرى، مؤكدة أن هذا الموضوع بات حيويا كون النقاشات حول مسار دخول المساعدات الدولية وآليات توزيعها باتت مطروحة بقوة.

ويرى الباحث السياسي التركي فراس رضوان أوغلو أن الجولة الـ20 تعقد بناء على تفاهمات سابقة بين تركيا وروسيا وإيران، لافتا إلى “تشكيل لجنة رباعية للتعاطي مع ملف التقارب بين دمشق وأنقرة”، ما يعني أن “العمل على هذا الصعيد بات منهجيا.. ويتجه نحو الأمام”.

ورجح رئيس وفد المعارضة السورية إلى اجتماعات “أستانة” أحمد طعمة أن تسفر الجولة الـ20 من المباحثات عن “نتائج إيجابية حيال العديد من القضايا”، متحدثا عن “منظور إيجابي” يسود الأجواء.

وقال طعمة إن وفد المعارضة سيطرح مجددا ملف المعتقلين، إضافة إلى مسألة استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية السورية المتوقفة منذ أشهر بسبب رفض روسيا عقدها في جنيف، متوقعا إحداث “انفراجة” على هذا الصعيد.

الجولة الـ20 تعقد بناء على تفاهمات سابقة بين تركيا وروسيا وإيران، لافتا إلى "تشكيل لجنة رباعية للتعاطي مع ملف التقارب بين دمشق وأنقرة"

وأشار طعمة إلى أن وفد المعارضة سيطالب بتدفق المساعدات الأممية إلى الشمال السوري عبر معبري باب الهوى وباب السلامة الحدوديين مع تركيا. وتزامنا مع هذه المحادثات، شنت طائرات حربية روسية 4 غارات على مناطق في أطراف مدينة إدلب الغربية.

وأظهرت صور تناقلتها مواقع محلية، استهداف الطائرات منطقة الأحراج في إدلب، من دون تسجيل أضرار مادية أو بشرية مع استمرار طائرات الاستطلاع بالتحليق في أجواء المنطقة.

واعتاد الأهالي في إدلب على تصعيد مستمرّ ودائم عند اقتراب الاجتماعات السياسية، حيث حرّكت قوات النظام السوري رتلا عسكريا كبيرا جدا من حمص ودرعا ودمشق باتجاه منطقة جنوب إدلب، ومنها إلى مدينة حلب باتجاه الشرق. وتشير المعلومات إلى أنّ هذا الرتل يتوجه باتجاه مناطق شمال حلب وشمال الشرق لتدعيم الجبهات في تلك المنطقة.

وكان اجتماع قد عُقد في مايو الماضي بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري في العاصمة الروسية، اتفقوا فيه على تسهيل ضمان عودة السوريين إلى وطنهم الأم “بشكل طوعي وآمن ومشرف”.

وأكد الوزراء التزامهم “بسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والبيانات الرسمية الصادرة في إطار مسار أستانة”.

والجمعة، وقبل أيام على عقد اجتماع أستانة، نفذت مسيرات بيرقدار التركية غارات على الشمال السوري مستهدفة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتمركزة في تلك المنطقة. ولم يقتصر الهجوم التركي على الضربات الجوية فقط، إذ استهدفت المدفعية عددا من الأهداف التابعة للنظام ولقوات سوريا الديمقراطية.

 

• اقرأ أيضا:

            بعد شهر على قمة جدة… الوضع السوري يراوح مكانه

2