مجهولون يطلقون النار على القنصلية العراقية في إسطنبول

بغداد/ إسطنبول – أعلنت وزارة الخارجية العراقية عن تعرض مبنى القنصلية العراقية في إسطنبول بتركيا مساء الجمعة إلى إطلاق نار من طرف مسلحين يستقلون دراجة نارية، في حادث قالت تركيا إنه لم يسفر عن سقوط ضحايا.
ويأتي هذا الحادث في ظل توترات تشهدها المنطقة، كما يتزامن مع تظاهرات تشهدها إسطنبول ومدن تركية أخرى شابتها أعمال عنف واضطرابات عامة، احتجاجا على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كيجيلي في بيان "في ساعات المساء الجمعة، أطلق أفراد يستقلون دراجات نارية النار على قنصلية العراق في إسطنبول. ولم يسفر الحادث عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات"، مضيفا "تجري وحداتنا الأمنية التحقيقات اللازمة على قدم وساق، وتُبذل جهود لتحديد هوية الجناة وتقديمهم للعدالة".
وذكرت وزارة الخارجية في بيان، أن المتعدين "استخدموا سلاحا من نوع كلاشينكوف وأطلقوا ثماني رصاصات على واجهة المبنى قبل أن يلوذوا بالفرار".
وأكدت، بحسب البيان، متابعتها المستمرة مع الجهات التركية المختصة لضمان كشف ملابسات الحادث ومحاسبة الجناة، مشددة على ضرورة "تعزيز التدابير اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية وفقاً للاتفاقيات الدولية".
وأوضحت الوزارة أنه "فور وقوع الحادث، توجه القنصل العام العراقي وممثلو القنصلية إلى الموقع للوقوف على تفاصيل الحادث".
وأشارت إلى أن السلطات الأمنية التركية أغلقت الشارع المحيط بالقنصلية و"شرعت في إجراءات التحقيق وجمع الأدلة، وذلك بحضور ممثلي البعثة الدبلوماسية العراقية".
ولا تزال دوافع المهاجمين غير واضحة. في انتظار نتائج التحقيقات التركية لتحديد ما إذا كان الهجوم له دوافع سياسية، أو إرهابية، أو جنائية.
ويثير هذا الحادث تساؤلات حول أمن البعثات الدبلوماسية في تركيا، وضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية حولها.
وأكدت وزارة الخارجية العراقية "متابعتها المستمرة مع الجهات التركية المختصة لضمان كشف ملابسات الحادث ومحاسبة الجناة"، مثمنة " الاستجابة السريعة من قبل السلطات التركية والإجراءات الأمنية التي اتخذتها".
وشددت الوزارة على "أهمية تعزيز التدابير اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية وفقاً للاتفاقيات الدولية".
وتزامن هذا الحادث مع احتجاجات تشهدها إسطنبول وأنقرة ومدن أخرى، بما في ذلك جامعات، مما أدى إلى وقوع بعض الاشتباكات. واستخدمت الشرطة مدافع المياه لتفريق بعض الحشود، وأغلقت الشوارع.
وخرج المتظاهرون إلى الشوارع في تركيا مساء الجمعة لليلة الثالثة على التوالي، حيث طالبوا الحكومة بالتنحي.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن المواطنين الأتراك تظاهروا في إسطنبول وأنقرة وإزمير على الرغم من حظر المظاهرات.
وفي إسطنبول، هتف المتظاهرون بشعارات تطالب الحكومة بالاستقالة.
واستخدمت عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين حاولوا اختراق حصار الشرطة. كما تم الإعلان عن تنظيم مظاهرات في المساء في العديد من المدن الأخرى في البلاد.
وأعلن وزير الداخلية علي يرلي قايا على موقع "إكس"، أنه تم اعتقال 97 شخصا خلال المظاهرات حتى قبل منتصف الليل بقليل.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أدان في وقت سابق الجمعة الاحتجاجات التي نشبت بسبب احتجاز أكرم إمام أوغلو، متعهدا بأن البلاد "لن يتم تركها لإرهاب الشوارع".
واتهم أردوغان حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه إمام أوغلو باستغلال التحقيق كذريعة للدفع بالبلاد في أتون الفوضى.
وقال أردوغان في احتفالية عيد النيروز في إسطنبول "لن نتساهل مع أي تعطيل للنظام العام. كما لم نرضخ لإرهاب الشوارع من قبل، فإننا لن نستسلم للتخريب الآن".
واتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري بالفساد والتحريض على الاضطرابات.
ولم تنظر بعد المحكمة في مزاعم الفساد والإرهاب ضد إمام أوغلو وعدة ساسة آخرين.
وتم احتجاز إمام أوغلو، وهو منافس رئيسي للرئيس رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء على خلفية مزاعم بالتورط في فساد وإرهاب. وكان حزب إمام أوغلو يستعد لترشيحه في انتخابات الرئاسة يوم الأحد.
وحث حزب الشعب الجمهوري المواطنين على المشاركة في انتخابات رمزية بعد غد الأحد، من خلال صناديق اقتراع سيتم وضعها في شوارع تركيا، لإظهار التضامن مع إمام أوغلو.