مجموعة العشرين تندد بالتداعيات الاقتصادية لنزاع أوكرانيا

الرئيس الصيني يحذر من تحويل الغذاء والطاقة إلى سلاح وينتقد سياسة العقوبات الغربية، بينما يطالب الرئيس الأوكراني بوقف الحرب وفق خطة سلام وضعتها بلاده.
الثلاثاء 2022/11/15
مجموعة العشرين: التهديد بالنووي غير مقبول

نوسا دوا (إندونيسيا) - كشفت مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين المنعقدة في بالي أن البلدان المشاركة، بما فيها روسيا، ستندد بالتداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا. وفي حين حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من استخدام الغذاء كسلاح، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى وقف الحرب وفق خطة سلام وضعتها بلاده.

وتدعو مسودة البيان أيضا إلى تمديد اتفاق مع روسيا تنقضي مهلته السبت يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية.

وجاء في المسودة "شهدنا هذا العام أيضا التأثير السلبي الإضافي للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي".

وأضافت أن البلدان المشاركة في القمة "شددت على مواقفنا الوطنية"، بينما "تدين معظم الدول الأعضاء بشدة الحرب في أوكرانيا.. إنها تتسبب في معاناة بشرية هائلة وتفاقم الهشاشة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي في الأساس".

ولفتت المسودة إلى وجود "وجهات نظر أخرى" تفيد بأن "مجموعة العشرين ليست المنصة المخصصة لحل القضايا الأمنية"، لكن الدول الأعضاء تقر بأن القضايا الأمنية "قد تحمل عواقب كبيرة بالنسبة للاقتصاد العالمي".

وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل ثمانية أشهر في ارتفاع كارثي في أسعار المواد الغذائية والوقود على مستوى العالم، ما أدخل الملايين من الأشخاص الإضافيين في حالة فقر وزاد احتمالات المجاعة بالنسبة للبعض.

وتعد أوكرانيا من بين أكبر منتجي الحبوب في العالم، وعلق على إثر الغزو الروسي 20 مليون طن من الحبوب في موانئها، إلى أن رعت الأمم المتحدة وتركيا اتفاقا في يوليو يوفر ممرا آمنا للشحنات.

وتنقضي مهلة هذا الاتفاق السبت. ودعت مسودة البيان إلى "مواصلة تطبيقه بشكل كامل وفي وقته".

وتحذّر الوثيقة التي يتعيّن على قادة دول المجموعة الموافقة عليها قبل صدورها رسميا في ختام القمة الأربعاء، من أن "حقبة اليوم يجب ألا تكون حقبة حرب".

كما تعتبر أن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها "غير مقبول"، بعدما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إمكانية اللجوء إليها في أوكرانيا.

وحذر الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة من تحويل الغذاء والطاقة إلى سلاح، وبدا تحذيره انتقادا مبطنا للحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال شي إن تسييس مشاكل الغذاء والطاقة تتعين معارضته، مجددا معارضة بلاده لسياسة العقوبات الغربية.

وأضاف أنه "لا يمكن للمواجهة بين التكتلات والترسيم الأيديولوجي إلا أن تقوض التقدم العالمي".

ويجتمع زعماء مجموعة "العشرين" في بالي في وقت يواجه فيه العالم تصاعد أزمات اقتصادية وسياسية، ووسط ارتفاع معدلات التضخم التي تفاقمت جراء الحرب الروسية – الأوكرانية، مما دفع بملايين آخرين إلى حافة الفقر والعديد من الدول نحو الركود.

وتنعقد القمة التي تضم أكبر الاقتصادات في العالم وتشكل أكثر من 80 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بمشاركة 19 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي وضيوف الشرف.

وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بلاده تعارض استبعاد روسيا من مجموعة العشرين ومن المنصات الدولية الأخرى.

وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو دعا خلال افتتاح القمة إلى تجنب حرب عالمية أخرى، مشددا على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا.

إندونيسيا

وعلى هامش القمة التقى الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ، وقال بايدن إن الولايات المتحدة عادت لقيادة العالم وستحافظ على التزاماتها.

وفي تصريحات له بعد أول لقاء مباشر يجمعه بشي أضاف بايدن أنه أكد خلال اللقاء على أن الطرفين سيسعيان إلى إدارة التنافس بينهما وتفادي الصراع.

كما أثار الرئيس الأميركي المخاوف الأميركية بشأن سلوك كوريا الشمالية.

وأبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء العالم المجتمعين في قمة مجموعة العشرين بأن الوقت قد حان لوقف الحرب الروسية في بلاده، بموجب خطة سلام اقترحها.

وقال زيلينسكي الذي كان يتحدث عبر رابط فيديو أمام قمة بالي، "أنا مقتنع الآن أن الوقت قد حان لوقف الحرب الروسية المدمرة".

ودعا إلى استعادة "الأمان الإشعاعي" في ما يتعلق بمحطة زابوريجيا للطاقة النووية، وفرض قيود على أسعار موارد الطاقة الروسية، وتوسيع مبادرة تصدير الحبوب، كما دعا إلى إطلاق جميع السجناء الأوكرانيين.

وقرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدم المشاركة في قمة بالي، التي يمثل روسيا فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف.

وفي وقت سابق رفضت روسيا تركيز مجموعة العشرين على قضايا الأمن بدلا من التركيز على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الأكثر إلحاحا في العالم.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان قبل القمة "من المهم بشكل أساسي أن تركز مجموعة العشرين جهودها على التهديدات الحقيقية وليست الوهمية".

وكان قادة دول المجموعة قد بدأوا في وقت سابق بالتوافد إلى مقر انعقاد القمة، حيث كان في استقبالهم الرئيس ويدودو.

ووصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى إندونيسيا الثلاثاء، لرئاسة وفد بلاده في القمة.

وسيقوم ولي العهد السعودي عقب القمة بزيارة عدد من الدول الآسيوية، يلتقي خلالها قادة وعددا من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وبعيدا عن عدسات الصحافيين، التقى ولي العهد السعودي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، حيث جرى "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق التعاون في شتى المجالات، إلى جانب بحث المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها". وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وفي بروكسل وعشية انطلاق قمة مجموعة العشرين، قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد سيواصل العمل على عزل روسيا دوليا وسيدعم أوكرانيا إلى حين إعلان انتصارها، مضيفا أن انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون الأوكرانية يعد "هزيمة كبيرة" لموسكو.