مجلس حكماء المسلمين يرسخ قيم التسامح في معرض القاهرة للكتاب

القاهرة- عقد جناح مجلس حكماء المسلمين، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوته الثقافية الـ15 بعنوان “الإسلام والأخوة المنشودة.. أهداف ووسائل”، بمشاركة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأدار الندوة الدكتور علي شمس الدين الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر.
وفي بداية الندوة، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، أن الأخوة المنشودة هي المطلب الأساسي الذي يجب على حكماء العالم والمسلمين وكل الروَّاد في الدنيا أن يوجهوا الناس إليه، على اختلاف طبقاتهم، وعلى كل الأصعدة، لينتشر فيهم السلام والأمن والاستقرار والعدل وحقوق الإنسان، منبهًا أن تكون هذه الأخوة المنشودة أخوة تقوم على وحدة الصف وجمع الكلمة ورأب الصدع، وأن يكون البشر على قلب رجل واحد، متعاونين في الخير والنفع، فلا لصدام الحضارات أو الفرقة والنزاع.
وطالب بضرورة العمل على نشر القيم الإنسانية السامية التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، على مستوى كل الأصعدة؛ وأن نسير في طريق الأخوة المنشودة، فيكون الناس سواسية، لا فرق بين إنسان وإنسان، فإذا ما تم ذلك استطاعت الدنيا أن تعيش بلا تنازع.
وأشاد عضو كبار العلماء بمؤتمر “الحوار الإسلامي – الإسلامي”، الذي ينعقد الشهر الجاري في البحرين، ويحضره مسؤولون من كافة أنحاء العالم الإسلامي، ليعرف كل مسلم حقه وواجبه في هذه القضية، مشيدًا بدور مجلس حكماء المسلمين في هذا الحوار وسيره على طريق الحق والحكمة.
كما عقد جناح المجلس ندوته الثقافية الرابعة عشرة، التي جاءت بعنوان “الإمام الأشعري وتأسيسه للسلم المجتمعي”، بمشاركة الدكتور محمد يسري جعفر، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وعضو مركز الإمام الأشعري بالأزهر، وأدار الندوة د. محمد مشعل، مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والمنسق العلمي لمركز الإمام الأشعري.
في بداية الندوة، قال د. محمد يسري جعفر، إن الإمام الأشعري لم يكفر أحدًا من أهل القبلة، يدل على ذلك كتابه المهم “مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين” الذي يحمل بين طياته تسامحًا وسلمًا وسلامًا، لافتًا إلى أننا يجب أن نُعلي من قيمة السلم المجتمعي والعالمي، فعلى المذهب الأشعري والماتريدي (نسبة إلى أبو منصور الماتريدي) وفضلاء الحنابلة أن يبينوا للناس أن الإسلام دين سلم وسلام وأمن وأمان، مادته مأخوذة من كلمته، فالأمن والسلام هما اللذان يحققان الطمأنينة والاستقرار للناس.
وأضاف أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن الإمام الأشعري قرر منهجه الذي يجمع بين العقل والنقل في توازن تام، وعلى هذا المنهج سار الأخلاف حتى وقتنا الحاضر، وكان لهذا المنهج أثره الكبير في إنتاج فكر متزن ينفع الناس ويحفظ السلم، لافتًا إلى أن الإسلام دين عالمي، ويجب على المسلمين كأمة دعوة أن تطور وتُحسن خطاب المدعوين.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ56، في الفترة من 23 يناير حتى 5 فبراير 2025؛ حيث يضم الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة والفعاليات، التي تركِّز على نشر قيم الخير والمحبَّة والسَّلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.
ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس.
واستقطب الجناح جمهورًا متنوعًا من المحاضرين والطلاب والمثقفين، الذين أبدوْا اهتمامًا واسعًا بالاطلاع على مجموعة الإصدارات الفكرية والثقافية المتنوعة.
وتؤكد مشاركة مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 التزامه بالتبادل الفكري والثقافي، وتعزيز الحوار، ونشر قيم التسامح والسلام والتعايش. ومن خلال إصداراته المتنوعة، وأعماله المترجمة، ونقاشاته الثرية، يواصل المجلس بناء الجسور التواصل بين الثقافات وتأكيد أهمية القيم الإنسانية المشتركة على الساحة العالمية.