مجلس النواب الأميركي يوافق على تسوية أوضاع "الحالمين"

واشنطن – وافق مجلس النواب الأميركي الذي يهيمن عليه الديمقراطيون على نص يمهد الطريق لتسوية أوضاع نحو 700 ألف مهاجر من “الحالمين” الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة عندما كانوا قاصرين، في مشروع قانون لا يزال اعتماده غير مؤكد في مجلس الشيوخ.
ويتمتع الديمقراطيون أيضا بغالبية في مجلس الشيوخ لكنها صغيرة جدا ولا تسمح لهم بتبني هذا النص دون دعم الجمهوريين.
لكن هذا الاحتمال يبدو بعيدا اليوم لأن كثيرين في الحزب الجمهوري يعتقدون أن مثل هذه الإجراءات من شأنها أن تشجع وصول أعداد كبيرة جديدة من المهاجرين غير الشرعيين.
ووفقا للدستور، يمكن لنائبة الرئيس كامالا هاريس التدخل لاتخاذ القرار النهائي في حال تعادل الأصوات في مجلس الشيوخ، لكن مشروع قانون الهجرة سيحتاج إلى ستين صوتا لإقراره.
وهذا تحد يبدو صعبا جدا حتى الآن نظرا لمعارضة مشروع القانون من الجمهوريين والديمقراطيين المعتدلين أيضا.
وتم تمرير التشريع، الذي يعطي 2.5 مليون مهاجر، غير موثق، الفرصة لتقديم طلب للحصول على الجنسية، بموافقة 228 عضوا مقابل رفض 197 عضوا.
ويمهد الاقتراح الطريق لمنح وضع قانوني للحالمين، ويشمل أيضا الحماية وطريقا محتملا للحصول على الجنسية بالنسبة للذين يتمتعون بوضع الحماية المؤقت، والذي يشمل الأشخاص من دول مثل هايتي وفنزويلا.
ورحب الرئيس الأميركي جو بايدن بهذا التصويت، معتبرا أنه ”خطوة حاسمة لإصلاح نظام الهجرة لدينا”، وأضاف في بيان أن “كثيرين (من هؤلاء الحالمين) عملوا بلا كلل على الخطوط الأمامية في مكافحة وباء كوفيد – 19 لإبقاء بلدنا صامدا وإطعامه والعناية به، ومع ذلك يعيشون في خوف وعدم يقين بسبب وضعهم كمهاجرين”.
وكان بايدن كتب في تغريدة قبل التصويت “حان الوقت ليمهد الكونغرس الطريق لحصول الحالمين على الجنسية”.
وكانت الولايات المتحدة طبقت في 2012 في عهد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، برنامجا يهدف إلى تأمين حماية من الإبعاد لهؤلاء “الحالمين”، الذين دخلوا بشكل غير قانوني خلال طفولتهم إلى الولايات المتحدة حيث يعيشون منذ ذلك الحين.
لكن دونالد ترامب ألغى برنامج “داكا” في 2017، مدشنا فترة من عدم اليقين الشديد لهؤلاء الشباب الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين عاما، لكن في يونيو 2020، وجهت إليه المحكمة العليا ضربة بمصادقتها على استئناف تطبيق البرنامج.
وقالت نانسي بيلوسي الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب “هؤلاء هم معلمونا وحرفيونا ورؤساء مجلس إدارتنا ورجال الأعمال لدينا (…) كثيرون منهم يقفون في الخطوط الأمامية لمكافحة الوباء”.

وأقر مجلس النواب نصا يهدف إلى تسهيل حصول العمال الزراعيين المهاجرين على تصاريح إقامة، لكن النص لقي دعما أوسع إذ أيده 247 نائبا وعارضة 174.
وقالت ليز تشيني التي تحتل المرتبة الثالثة في كتلة الجمهوريين في مجلس النواب، إن هذين القانونين يعنيان “منح عفو للملايين” من المهاجرين غير الشرعيين. وأضافت “يجب أن نركز على تعزيز الحدود وتحسين نظام الهجرة القانونية”.
وتبنّت إدارة بايدن منذ يومها الأول توجها معاكسا لإجراءات الهجرة المثيرة للجدل في عهد ترامب. وألغى الرئيس الديمقراطي المرسوم الذي يحظر دخول مواطني دول ذات غالبية مسلمة (إيران وليبيا والصومال وسوريا واليمن) إلى الولايات المتحدة.
وسيضع بايدن حدا لسياسة الهجرة المثيرة للجدل التي اعتمدها دونالد ترامب، وتتم بمقتضاها إعادة طالبي اللجوء إلى المكسيك أثناء النظر في ملفاتهم.
ولا تنطبق تلك السياسة التي سُنّت عام 2019 على المكسيكيين، لكنها تجبر طالبي اللجوء القادمين إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك على البقاء هناك حتى يتم النظر في طلباتهم.
وتعرضت تلك السياسة إلى انتقادات من منظمات حقوقية، وقد طالت 70 ألف طالب لجوء على الأقل يتحدرون من أميركا الوسطى جرت إعادتهم إلى المكسيك، ما ولّد أزمة إنسانيّة.