مجلس النواب الأميركي يرفض سحب القوات الأميركية من سوريا

واشنطن - رفض مجلس النواب الأميركي قراراً يقضي بسحب القوات الأميركية من سوريا خلال 6 أشهر، محذراً من أن سحب القوات قد يسمح لتنظيم الدولة الإسلامية لإعادة نشاطه مجدداً وتعريض الولايات المتحدة للخطر.
وصوّت 103 من النوّاب فقط لصالح وثيقة دعت الرئيس الأميركي جو بايدن إلى سحب الجيش الأميركي من سوريا، في حين صوت 321 نائباً ضدها، حيث حذر الأخيرون من أن القرار قد يسمح لتنظيم داعش المفكك بإعادة تنظيم صفوفه ما يعرّض الولايات المتحدة وحلفاءها للخطر.
ويشتمل القرار الذي قدّمه لمجلس النواب النائب الجمهوري من فلوريدا مات غايتس الأربعاء على سحب نحو 900 جندي أميركي من سوريا في غضون 180 يوماً.
وقدم غايتس الإجراء بعد إصابة أربعة جنود أميركيين بجروح خلال غارة بطائرة هليكوبتر الشهر الماضي في شمال شرق سوريا أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم داعش.
وعلى الرغم من هزيمتهم في سوريا، ما تزال الخلايا النائمة لداعش تشن هجمات في سوريا والعراق.
وفي معرض دفاعه عن وثيقته قال غايتس “لا أعتقد أن ما يقف حائلاً بين تطبيق (الخلافة) وعدمه، هو 900 أميركي تم إرسالهم إلى هذا المكان الجحيم من دون تحقيق نصر”.
ويقول مراقبون إن التأييد في الكونغرس لإنهاء التفويضات القديمة لاستخدام القوة العسكرية الأميركية في تزايد مستمر.
والأربعاء وافقت لجنة بمجلس الشيوخ على مشروع قانون “13 - 8” الذي يسعى لإنهاء التفويضات رسمياً لحربي الخليج والعراق. لكن وثيقة غايتس كانت مفاجئة جداً بالنسبة إلى العديد من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين.
وقال الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول إن الولايات المتحدة شاركت العام الماضي في عمليات مع شركاء أسفرت عن مقتل 466 من عناصر داعش واعتقال 250 آخرين. وأشار إلى أن انسحاب الولايات المتحدة الآن قد يؤدي إلى عودة ظهور داعش.
من جهته، قال العضو الجمهوري ريان زينكي “الحقيقة الصعبة هي أننا إما أن نقاتلهم في سوريا أو نقاتلهم هنا… إما أن نقاتلهم ونهزمهم في سوريا، أو نحاربهم في شوارع أمتنا”.
التأييد في الكونغرس لإنهاء التفويضات القديمة لاستخدام القوة العسكرية الأميركية في تزايد مستمر
وفي النهاية، صوت 47 جمهوريًا لصالح مشروع القانون مع معارضة 171، بينما صوت 56 مشرعًا ديمقراطيًا لصالح مشروع القانون وعارضه 150.
ويحذر المسؤولون العسكريون ومطلعون على الأمن القومي من عودة ظهور تنظيم داعش حيث تتأرجح الظروف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا لمجيء التنظيم للمرة الثانية كقوة إرهابية رئيسية تهدد الاستقرار العالمي.
وستكون عودة التنظيم نتيجة هذه الظروف قوية لجماعة إرهابية سيطرت “خلافتها” ذات يوم على مساحة واسعة من الأراضي في العراق وسوريا، لتتم هزيمتها من خلال تنظيم دولي لمكافحة الإرهاب قادته الولايات المتحدة.
ويقول المتخصصون إن تنظيم داعش يخطط بشكل شبه مؤكد لحملة انتقامية قاتلة ضد الولايات المتحدة وشركائها بعد الضربات الأميركية العديدة في سوريا التي قتلت العديد من قادة التنظيم وكبار المسؤولين .
وقد لا يكون داعش هو القوة التي كان عليها قبل ما يقرب من عقد من الزمان، ولكن مع وجود الآلاف من المقاتلين في صفوفه لا تزال المجموعة قادرة تمامًا على تنفيذ هجمات إرهابية مميتة.
ويحذر بعض المحللين الأميركيين من “الإهمال الإستراتيجي” من قبل الولايات المتحدة وحلفائها لخطر عودة ظهور داعش.