مجلس الشيوخ الشيلي يؤيد سيادة المغرب على الصحراء

السيناتور الشيلي فرانسيسكو شوان يؤكد أن نموذج الحكم الذاتي المغربي أثبت قدرته على تحقيق التنمية والإنصات لانشغالات الساكنة.
الأربعاء 2024/12/18
توالي الاعترافات يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية

الرباط - أكد السيناتور الشيلي، فرانسيسكو شوان، الثلاثاء بالرباط، أن مجلس الشيوخ الشيلي يدعم مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، في مؤشر جديد على نجاح الدبلوماسية المغربية في تحقيق اختراق دبلوماسي هام في أميركا اللاتينية.

وأبرز شوان، خلال افتتاح مؤتمر المستقبل، الذي ينظمه البرلمان المغربي بمجلسيه، بالتعاون مع مؤسسة "لقاءات المستقبل"، ومجلس النواب ومجلس الشيوخ بجمهورية الشيلي، يومي 17 و18 ديسمبر الجاري، أن مجلس الشيوخ الشيلي قدم مشروع قرار خاص بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب.

وأوضح شوان، وهو أيضا، عضو لجنة "تحديات المستقبل" أن نموذج الحكم الذاتي أثبت قدرته على تحقيق التنمية والإنصات لانشغالات الساكنة، مبرزا أن زيارته إلى مدينة العيون مكنته من الاطلاع عن قرب عن التنمية غير المسبوقة التي حققتها هذه المنطقة وعن جودة الحياة التي تتمتع بها الساكنة.

وتعكس تصريحات السيناتور شوان نجاحا مهما للدبلوماسية المغربية التي تمكنت من استقطاب عدد من دول أميركا اللاتينية، منها الشيلي وبوليفيا والباراغواي، وباربادوس.

وكان مجلس الشيوخ الشيلي قد اعتمد في يناير من سنة 2018 قرارا يقضي بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة، بعيد قرار مماثل لمجلس النواب بجمهورية الشيلي.

ونوه مجلس الشيوخ بمقتضى القرار، بأولوية مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة، وحظيت بإشادة الأمم المتحدة وعموم المنتظم الدولي، كمبادرة جدية وذات مصداقية لتسوية هذا النزاع الإقليمي.

وسبق لرئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الشيلي فرانسيسكو شاهوان أن أكد خلال زيارة له إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة أن "مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب يعد الحل الأمثل لتسوية النزاع حول الصحراء"، مع تعزيز التعاون مع الرباط من خلال اتفاقية التبادل الحر التي من شأنها تعزيز الروابط التجارية بين البلدين.

ويساير موقف الشيلي عددا من دول أميركا الجنوبية منها جمهورية الدومينيكان التي انضمت في أغسطس الماضي إلى الدول الداعمة للسيادة المغربية على الصحراء، حيث تعتزم فتح قنصلية بالداخلة، مع تأكيد رئيسها لويس أبينادر على أن مخطط الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب، بمثابة الحل الوحيد للنزاع حول الصحراء، وعلى رغبته في تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، وعزمه على زيارة المغرب استجابة لدعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وفي الآونة الأخيرة، شهدت العلاقات بين المغرب وشيلي، تطورا ملحوظا، حيث أصبح التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، يشهد تحولا استراتيجيا، يعكس الرغبة في تعزيز التبادل التجاري بينهما.

وتعمل شيلي على الاستفادة من موقع المغرب الاستراتيجي كبوابة رئيسية نحو أفريقيا، في إطار التقارب السياسي الذي يزداد توثيقه مع المملكة، وخاصة في دعمها لمبادرات المغرب السياسية، مثل مخطط الحكم الذاتي في الصحراء.

وفي هذا السياق، أبرز شوان أن المغرب يشكل بالنسبة للشيلي بوابة نحو القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن البلدين يواجهان تحديات عالمية من قبيل التغير المناخي وعدم المساواة والتنقل الحضري والبشري.

واعتبر أن البلدين وبلدان أخرى من الجنوب قادرة على تقديم حلول وأفكار خلال المناقشات في المنتديات العالمية تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار.

ويشكل "مؤتمر المستقبل"، مناسبة لتبادل وجهات النظر بين البرلمانيين والمسؤولين الحكوميين والعلماء والباحثين والجهات الفاعلة حول القضايا التي تهم مستقبل البشرية، يتناول في دورته الحالية عددا من القضايا الحيوية الراهنة، من قبيل التحديات التي تواجه عالم المستقبل، وتغير المناخ والهجرة الدولية، وتعزيز السلم والأمن في العالم، والأمن الغذائي، والتعاون بين الشمال والجنوب.

كما يناقش المؤتمر مواضيع مواجهة التحديات الصحية العالمية، والتحول الطاقي وآفاقه، والتحولات التي تشهدها العلاقات الإنسانية والروابط الاجتماعية في القرن الـ21، وتأثيرات الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد والمجتمع، وتعزيز التسامح والمساواة بين الجنسين، وأفريقيا كقارة للمستقبل.

ويأتي تنظيم هذه الدورة بالمغرب، لأول مرة في دولة أفريقية، لترسيخ مكانة المملكة كمركز للتفكير العلمي الجاد حول القضايا التي تهم بلدان وشعوب أفريقيا والعالم العربي، فضلا عن كونها ركيزة من ركائز التعاون جنوب-جنوب.

كما يؤكد الحدث المكانة المتميزة للمملكة في أفريقيا وداخل التكتلات والاتحادات السياسية والبرلمانية والاقتصادية في أميركا اللاتينية.

منذ 2011، ينظم كونغرس جمهورية الشيلي ''مؤتمر المستقبل'' بتعاون مع الحكومة الشيلية عبر وزارات رئاسة الجمهورية، والشؤون الخارجية، وأكاديمية العلوم الشيلية، وحوالي عشرين جامعة ومجموعة من مراكز التفكير ومراكز الأبحاث، ومؤسسات ومنظمات غير حكومية ومؤسسات عامة وخاصة، ويعتبر من أهم اللقاءات العلمية بأمريكا اللاتينية والكراييب.

وقد شارك في النسخ المختلفة لهذا الحدث العديد من المفكرين والعلماء والباحثين والفنانين والمؤثرين من جميع أنحاء العالم، كما يجذب هذا المؤتمر اهتمام المجتمع العلمي العالمي من خلال مشاركة مجموعة من العلماء الحائزين على جوائز نوبل.

وقد تميزت الإصدارات السابقة من هذا الحدث، الذي يعتبر من أبرز التجمعات العلمية في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بمشاركة العديد من المفكرين والعلماء والباحثين والفنانين والمؤثرين من جميع أنحاء العالم.

ويعتبر المؤتمر فضاء لمناقشة التحديات والإشكاليات المطروحة على الأجندة الدولية ومستقبل البشرية، وقد تطور ليصبح منصة لصناعة الأفكار الكفيلة بدعم القرارات المستقبلية، وبلورة الحلول العملية للتصدي للتحولات الكبرى التي ستعرفها المجتمعات العالمية في المستقبل.