مجلة "تراث" تستحضر حضور الفزعة في الثقافة الشعبية الإماراتية

افتتاحية العدد تضمنت استعراضا لحضور الفزعة وقيمها وعمق حضورها في المجتمع الإماراتي وذلك باعتبارها جوهرة من جواهر الهوية الوطنية.

الاثنين 2024/09/16
احتفاء بتراث الإمارات

أبوظبي - صدر حديثا في الإمارات، العدد 299 لشهر سبتمبر 2024 من مجلة “تراث” والتي تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وتُعنَى بالتراث الإماراتي والخليجي والعربي والإنساني. وتصدّر العدَدَ ملفٌّ خاصٌّ حمل عنوان “الفزعة: روح التكاتف في مجتمع الإمارات”، تضمن ثلاث عشرة مشاركة ما بين دراسة ومقال بأقلام نخبة من الباحثين والكتاب الإماراتيين والعرب.

وتضمنت افتتاحية العدد التي كتبتها رئيسة التحرير شمسة الظاهري، استعراضا لحضور الفزعة وقيمها وعمق حضورها في المجتمع الإماراتي وذلك باعتبارها جوهرة من جواهر الهوية الوطنية.

◙ المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي في سعي لأن تكون نزهة بصرية وفكرية
◙ المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي في سعي لأن تكون نزهة بصرية وفكرية

وسلطت الظاهري الضوء على دور الفزعة، في تعزيز التماسك الاجتماعي وحل المشكلات والتحديات التي تواجه المجتمع. وأوضحت أن هذه القيمة النبيلة للفزعة تطوّرت لتشمل مجالات أوسع في الحياة المعاصرة، حيث تجسدت في العديد من المبادرات والبرامج التطوعية والخيرية التي أطلقها المجتمع الإماراتي.

ولفتت إلى أن برنامج “تكاتف”، وحملات “إمارات الخير” تعد أمثلة حيّة على تجسيد قيم الفزعة، حيث تساهم هذه المبادرات في دعم الفئات المحتاجة وتعزيز التنمية المجتمعية. ودعت رئيسة التحرير إلى مواصلة تعزيز قيمة الفزعة ونقله للأجيال القادمة، مؤكدة أنها تساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكا وتضامنا.

وفي ملف العدد نقرأ لخالد صالح ملكاوي: التطوع في الإمارات - من المفازعة القبلية إلى منظومة عصرية، ونطالع لأحمد سحين حميدان، الفزعة في الإمارات وآفاقها التراثية وصورتها المعاصرة، فيما يؤكد لنا سرور خليفه الكعبي في مشاركته أن الفزعة إرث حضاري أصيل في حياة الإماراتيين، بينما يستعرض أحمد عبدالقادر الرفاعي قيم الفزعة الإماراتية وأصالتها في التراث الشعبي.

وجاءت مشاركة كمال فرج حول الفزعة كتراث إماراتي وثقه الشعر النبطي، وكتبت فاطمة سلطان المزروعى عن “الفزعة الإماراتية.. ملحمة تاريخية ملهمة للأجيال القادمة”.

وناقشت نشوة أحمد، حضور الفزعة في الأدب الإماراتي، وكيف وثق الإبداع موروثا قيميا كان دستور القبائل وقانونها، وتناول محمد فاتح صالح زغل سوسيولوجيا القيم في المجتمع الإماراتي، والفزعة وقيم البطولة والمروءة ونجدة الملهوف رواية “ساحل الانتقام” نموذجاً.

ونتعرف من خلال مقال أماني إبراهیم یاسين على “غيت” فزعة إماراتية تجبر خاطر الإنسانية. ويتوقف خالد بن محمد مبارك القاسمي عند موضوع الفزعة باعتبارها أيقونة الشعب الإماراتي في التلاحم لمواجهة الأزمات.

ونبقى في ملف العدد، حيث نقرأ لمحمد نجيب قدورة “الفزعة والتطوع من السنع الإماراتي الأصيل”، ويشاركه عبدالرزاق الدرباس بمقال عن “الفزعة الاماراتية.. أصالة وتراث وتكافل اجتماعي”، وتختتم المجلة الملف بمشاركة صديق جوهر عن “الطريق نحو التسامح الفزعة الإماراتية وطرائق التطوع على الصعيد العالمي”.

◙ المجلة تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم
◙ محاولة الالتقاط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم

وفي موضوعات العدد: يكتب عبدالفتاح صبري “محاورة مع الباب”، ويجول بنا ضياء الدين الحفناوي في “لشبونة: مدينة الضوء وسحر التاريخ”، وتسلط لولوة المنصوري الضوء على “الظمأ الأنطلوجي للتعبير على لسان الحيوان”، ونقرأ للدكتور شهاب غانم قصيدة “غمغمات شاعر”، أما حمزة قناوي فيكتب لنا عن “ألف ليلة وليلة.. والتأثير الثقافي العالمي”، وترصد نورة صابر المزروعى مظاهر “ضعف الأندلس وانعكاسه على الفنون”، أما محمد فاتح صالح زغل فجاءت مشاركته بعنوان “بيدار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح: ألفاظ الحيوان وما دار في فلكه”، وتستحضر مريم سلطان المزروعي صورة المرأة والأمثال الشعبية “الإرث والتغير”، فيما تسلط موزة سيف المطوع الضوء على “لوز الإمارات بشارة القيظ”، ويحاور هشام ازكيض زينب قندوز غربال حول “تراث المدن العتيقة التونسية”، ونقرأ لمريم النقبي عن “فاكهة البيان الشاعر ربيع بن ياقوت”.

وفي موضوعات العدد أيضاً، يكتب خالد صالح ملكاوي عن “القيظ ومواسم الفرح”، ونقرأ لوديمة حمود الظاهري “الثقافة الدينية في شعر فتاة العرب”، وفي الصفحة الأخيرة تكتب فاطمة حمد المزروعي عن “خروقة العنود وتحدي الشيخ حمد”.

يُذكر أن “تراث” هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشؤون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.

وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.

13