مجلة المسرح ترصد الحراك المسرحي في الإمارات والعالم العربي

الشارقة - تضمن العدد التاسع والأربعون لشهر أكتوبر من مجلة المسرح، التي تصدرها دائرة الثقافة في الشارقة، مجموعة من المقالات والحوارات والرسائل حول مناسبات ومستجدات المسرح في الإمارات والعالم.
وفي "مدخل" العدد الجديد نطالع تقريرا حول تقديم مسرحية "سدرة الشيخ"، المستلهمة من رواية "الشيخ الأبيض" للشيخ سلطان القاسمي، بواسطة المخرج والمؤلف عماد الشنفري، في إطار موسم خريف صلالة الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب والرياضة في سلطنة عمان أواخر أغسطس الماضي.
وقدمته فرقة صلالة للفنون المسرحية في عرض جديد بسلطنة عمان، بمزيج من الحلول الأدائية والبصرية، إذ تعيد المسرحية العمانية سرد رواية “الشيخ الأبيض”، التي بُنيت حبكتها على واقعة حقيقية جرت أحداثها في بداية القرن التاسع عشر، وتتعلق بصبي أميركي يدعى جوهانس بول، جاء بصفته واحداً من طاقم سفينة تجارية تدعى “إيسيكس” إلى الجزيرة العربية، ونجا من معركة ضارية راح ضحيتها ربان السفينة وبحارتها، وحظي بالأمان والرعاية في بيت محمد بن عقيل في ظفار، حيث تشرّب ثقافة المنطقة وصار شخصا بارزا يحمل اسم عبدالله بن محمد، ويلقب بـ"الشيخ الأبيض".
يذكر أن مسرحية "سدرة الشيخ" فازت بجائزتين في التمثيل والمؤثرات الصوتية حين قدمت في فبراير الماضي، في إطار الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي. كما نقرأ في هذا العدد من مجلة المسرح استطلاعاً حول دور المسرح الإماراتي في حفظ وإبراز التراث السمعي والبصري في الدولة، إضافة إلى تغطية جانب من فعاليات مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي اختتمت دورته العاشرة أخيراً.
ويجسد المهرجان باستمراريته ونوعية برامجه وموقعه الجغرافي الاهتمام الكبير الذي توليه الشارقة لتعزيز ازدهار النشاط المسرحي في الإمارات ولدعم الفنانين المسرحيين، لاسيما الأجيال الجديدة حتى تترسخ الإمكانات وتتعاظم الأدوار. ومع تتابع دوراته بات للمهرجان تأثيره الواضح، وأضحى يستقطب ويبرز العشرات من فناني المسرح الواعدين من الإماراتيين والعرب المقيمين في الإمارات.
وحفل باب "قراءات" بعدد من التعليقات والمراجعات حول جملة من العروض التي قدمت ببعض العواصم العربية، إذ كتب أحمد خميس عن مضمون وشكل العرض الراقص "حتشبسوت" للمخرجة المصرية كريمة بدير، وتطرق شريف الشافعي إلى الخصائص التجريبية في "قائمة الخديج" للمخرج الإماراتي عبدالرحمن الملا، وتحدث جوان جان عن مفهوم مسرحة التاريخ انطلاقا من مشاهدته "سفر برلك" للمخرج سليم عجاج، وكتب جمال عياد عن العلامات الدلالية المرئية والمسموعة في ضوء مشاهدته "فريمولوجيا" للمخرج الأردني مسعود الحاكم، وتطرق محمد زيطان إلى هوية وتوجهات المشروع الفني للمخرج المغربي محمد الحر قياساً إلى عرضه الجديد "مفيستو".
وفي "رؤى" كتب صبري حافظ عن مفهوم "الكتابة الركحية" وأثره في العلاقة بين المخرج والممثل، بينما كتب مصطفى رمضاني عن التحديات التي ترافق تجارب مسرح الفضاءات المفتوحة. وفي "حوار" نشرت المجلة مقابلة لعيد عبدالحليم مع الكاتب المصري محمد السيد عيد، وكتب إبراهيم الحسيني عن عراقة المسرح القومي المصري وطرازه المعماري في "صروح". وفي "أسفار" حكى المخرج هشام كفارنة رحلته المسرحية إلى العاصمة المغربية قبل عشرين عاما.
وفي "أفق" كتب الحسام محيي الدين عن التجربة المسرحية للفنانين السوريين رنيم أسبر، ومرهف أبوحجيلة. وحوى ركن "رسائل" تقارير عن فعاليات مسرحية في القاهرة، والجزائر وتونس وبغداد. أما في قسم "متابعات" فقد نشرت المجلة حوارات قصيرة مع المخرج العماني طاهر الحراصي، والكاتب السوداني عادل سعد يوسف، والمخرج الإماراتي محمد العامري، والكاتبة التونسية سامية العمامي، كما نشرت مقالة بمناسبة الذكرى المئوية لرحيل الفنان سيد درويش حول علاقته بيوسف وهبي، إضافة إلى مواد أخرى.